صندوق النهوض بمنظومة التربية والتعليم سيتم تفعيله في ميزانية سنة 2022
إسماعيل طاهري/ أستاذ ممارس
عملية التقويم تواجهها عدة صعوبات ترتبط بإعداد الفروض وطبعها، حيث تساهم مؤسسات تربوية قليلة في تحمل تكاليف طبع أوراق الفروض، أما الأغلبية الساحقة من المؤسسات فيتكلف بها الأستاذ من ماله /جيبه الخاص. أو يضطر الى طلب المال من تلاميذه لأداء فواتير المطبعة. وهنا يكون في حالة مخالفة قانونية واضحة، مما يضطره إلى أداء ثمن طبع الفروض من ماله الخاص لتفادي المشاكل والتحقيقات والاتهامات.
منذ أكثر من ست سنوات تم تزويد جميع المدارس والثانويات بآلات الطبع والسحب بفضل منحة ناهزت 5 ملايين سنتيم ضخت في جمعية النجاح التي تم إحداثها في جميع المؤسسات التربوية، وهي جمعية مدنية يرأسها مدير المدرسة او الثانوية لتساعده في حل بعض المشاكل في البنية التحتية التي تعاني منها المؤسسات التعليمية والبحث عن تمويلات إضافية عبر شراكات أو منح من الجماعات والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص..
لكن المنحة تقلصت كثيرا إلى ما دون عشرة آلاف درهم منذ السنة الموالية لهذه المنحة المليونية. والمؤسسات اليوم في صراع يومي مع متلازمة “آلات الطبع غير شغالة”، وهناك حرص على عدم استعمالها حتى لا يمتد إليها العطب…
الوزير الجديد السيد شكيب بنموسى مطالب اليوم بتخصيص مبلغ مالي عاجل لطبع الفروض وإحداث مراكز إقليمية ومحلية لطبع الفروض والروائز، والمعينات الديداكتيكية، وتعزيز العدة الديداكتيكية…مبادرة حسن نية. وهذا في اعتقادي في قلب الإصلاح المنشود لمنظومة التربية والتعليم.
لا يعقل أن تكتب الفروض على السبورة بالطباشير(الطبشور)..في عصر تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
زيادة على هذا، يريد السيد بنموسى أن يفرض “مخطط مسار” جديدا عبر تطبيق إلكتروني لتزيد من مهام الأساتذة خارج أوقات العمل وبدون تعويض، بل وبمصاريف إضافية تتعلق بالهاتف والأنترنيت.
المقاربة /نظرية الكفايات المعتمدة رسميا في بيداغوجيا التعليم المغربي تجعل المتعلم في قلب العملية التعليمية ومحورها، لكن ذلك يتم بالاهتمام بالأستاذ أيضا وليس بإخراجه من دائرة الاهتمام. أصبح الأستاذ يقوم بدور حارس أمن، منظف، ويدفع من جيبه حتى لا تموت المدرسة بين يديه، وهو الموظف الوحيد في المغرب الذي يقتني وسائل عمله اليومي من ماله الخاص.(لا يستفيد حتى من كتب حملة “مليون محفظة”). ولكي يضعفوا شوكته ولا يطالب بحقوقه يتم توظيفه في نظام التعاقد منذ 2016 الأشبه بعمل الخماسة في ضيعات النخاسة.
واليوم دخل 100 ألف أستاذ متعاقد في إضراب وطني لمدة ثلاثة أيام لأنهم مواطنون كاملو الأهلية يرفضون نظام الاستعباد. نظام الهشاشة، نصفهم حاصل على شهادة الماستر وما فوق.. يضيع عمرهم بالتقسيط كعمال الإنعاش الوطني.
طبع الفروض ونسخ أوراق العمل مشكل مفرد بصيغة الجمع، وهو من مئات المشاكل التي تعاني منها المدرسة المغربية.
صندوق النهوض بمنظومة التربية والتعليم سيتم تفعيله في ميزانية الوزارة/الدولة لسنة 2022 لحل مشاكل الوزارة المادية. لكن الوزارة ليست فقيرة الى حد عدم قدرتها على حل مشكل يبدو تقنيا وربما عرضيا عند البعض.
لكن الحقيقة المرة هي أن مشكل طبع الروائز والفروض وأوراق العمل التي يحتاجها الأستاذ يوميا في القسم/الممارسات الصفية، يمس في الجوهر جودة التعلمات، وتكافؤ الفرص، كما يؤثر سلبا على عملية تنفيذ المقاربة بالكفايات المعتمد في النظام التعليمي المغربي منذ 2000 كما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين. ومعظم الأساتذة يكتوون بمثل هذه المشاكل يوميا وفي صمت ومنهم من يعدونها من السر المهني. كما أن النقابات لم يسمع عن إحداها الاهتمام بهكذا مشاكل ديداكتيكية يعاني منها الأستاذ، فالنقابات ذاتها مشغولة بالملفات المطلبية الكبرى التي بقيت مجمدة أمام تعثر الحوار الاجتماعي لسنوات. مما جعل عملية الانتقال للترافع على الشق الديداكتيكي صعبا للغاية، فترك الحبل على الغارب كما يقول المثل.