اكتشف باحثون بالمعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية سبب إصابة الأطفال بالتهاب السحايا من المجموعة “ب”، بينما يتأثر الأطفال والبالغون بشكل استثنائي فقط بهذا النوع من التهاب السحايا.
يصاب آلاف الأطفال سنويا في جميع أنحاء العالم بالتهاب السحايا من المجموعة “ب”. وغالبا ما يكون المرض قاتلا، ويمكن أن يكون له أيضا عواقب وخيمة على الأطفال الذين ينجون، بينما يبدو الأطفال والبالغون بمنآى عن هذا النوع من التهاب السحايا. أراد باحثو المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية، برفقة باحثين آخرين من “كوليج فرنسا” والمركز الوطني للبحث العلمي ومعهد باستور وجامعة باريس، فهم ما يعرض الأطفال للإصابة بالتهاب السحايا. لقد نشروا للتو نتائج أبحاثهم في مجلة التحقيقات السريرية.
توجد المكورات العقدية من المجموعة “ب” في الكائنات الحية الدقيقة المهبلية من عشرين إلى ثلاثين في المائة من النساء. لتجنب إصابة المولود الجديد وقت الولادة، مما قد يؤدي إلى تعفن الدم، وفي الحالات الأكثر خطورة، التهاب السحايا، أقامت العديد من البلدان المتقدمة، بما في ذلك فرنسا، فحصا مهبليا قبل أسابيع قليلة من الولادة. يتم إعطاء النساء المصابات بالمكورات العقدية من المجموعة “ب” المضادات الحيوية في وقت الولادة. قللت هذه الإستراتيجية بشكل كبير من حدوث عدوى المكورات العقدية من المجموعة “ب” التي تحدث خلال الأسبوع الأول من العمر ولكن لم يكن لها أي تأثير على تلك التي تحدث بين أسبوع و ثلاثة أشهر من العمر. لذلك سعى الباحثون إلى فهم ما يعرض الأطفال للإصابة بالتهاب السحايا بالمكورات العقدية.
في عمل سابق، أظهر العلماء أن نوعا مختلفا من المكورات العقدية من المجموعة “ب” كان مسؤولا عن أكثر من ثمانين في المائة من حالات التهاب السحايا عند الأطفال حديثي الولادة. في هذا العمل الجديد، حددوا وأظهروا أن مستقبلات البروتين البكتيري الذي يسمح بعبور الحاجز الدموي الدماغي يتم التعبير عنها بشكل مفرط عند الأطفال حديثي الولادة وتغيب عند البالغين.
بالنسبة للباحثين، تفتح هذه النتائج طرقا علاجية مثيرة للاهتمام فكانت الفكرة هي تطوير علاجات تستهدف هذه المستقبلات عند الحاجز الدموي الدماغي.