شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

هذه أحدث الاكتشافات العلمية عن «كوفيد- 19»

حقائق جديدة تساعد الخبراء على فهم حقيقة الفيروس

سهيلة التاور
بعد مرور شهور على ظهور فيروس كورونا، ومع استمرار القيام بالدراسات والأبحاث لمعرفة حقيقة الفيروس الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص حول العالم، استطاع الخبراء أن يتوصلوا إلى حقائق جديدة قد تساعد على فهم تركيبة الفيروس بشكل أدق وإنتاج لقاح مناسب لمواجهته.

الإصابة بالزكام تقي من كورونا
كشفت دراسة لمشفى شاريتيه برلين (Charité Berlin) ومعهد ماكس بلانك للوراثة الجزيئية (MPIMG)، أن الإصابة بأمراض سابقة قد يكون لها تأثير محتمل على فرص انتقال العدوى بفيروس كورونا المستجد (سارس- كوف- 2)، المسبب لمرض «كوفيد- 19»، كما نقلت دويتشه فيله، وعدة مواقع إعلامية ألمانية عن البيان الصحفي الصادر عن المستشفى العريق في العاصمة الألمانية برلين.
وقد يرجع ذلك إلى «الخلية المساعدة تي»، التي تلعب دورا حيويا في الجهاز المناعي. ولاحظ العلماء أن ثلث من لم يصابوا بفيروس كورونا لديهم هذا النوع من الخلايا، الذي يستطيع التعرف على النوع المستجد من كورونا.
وقام العلماء بأخذ خلايا مناعية من 18 شخصا مصابين بالفيروس، وخلايا مناعية من 68 شخصا لم يصابوا به، وبعد ذلك قام الباحثون بتحفيز الخلايا المناعية بجسيمات صغيرة صناعية من فيروس كورونا المستجد. وما فاجأ الباحثين هو وجود خلايا «تي المساعدة» في دم غير المصابين بفيروس كورونا: 24 من أصل 68 كان لديهم «خلايا ذاكرة» تعرفت على فيروس كورونا المستجد. وأرجع الباحثون تعرف خلايا «تي المساعدة» إلى إصابات سابقة بالفيروسات التاجية المسببة للرشح.
والفيروسات التاجية هي العائلة التي ينتمي إليها فيروس كورونا المستجد، وهي عائلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف أن عددا من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد ضراوة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس).
وفسر الباحثون ذلك بظاهرة في علم المناعة تدعى «الفعالية العابرة»، وهي ارتباط جسم مضاد بمولدي ضد مختلفين ولكنهما لهما جزء سطحي متطابق أو متشابه. وللوقوف على السبب الدقيق والكيفية التي تجعل الإصابة السابقة بأحد الفيروسات التاجية توفر الحماية من الإصابة بفيروس كورونا، لا بد من دراسات أخرى في هذا المضمار.
وباشر مشفى شاريتيه وجامعة برلين التقنية ومعهد ماكس بلانك للوراثة الجزيئية البحث في هذا المجال، وتمول الدراسة وزارة الصحة الألمانية و«المعهد الاتحادي للأدوية والأجهزة الطبية».

لقاحات أخرى تقي من كورونا
وجدت دراستان جديدتان أن الأشخاص الذين حقنوا بلقاحات ضد فيروسات أخرى، تقل لديهم فرص العدوى أو المضاعفات الخطيرة لدى الإصابة بالمرض، لكن أيضا لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد مدى فعالية هذه اللقاحات.
وجاء في تقرير نشر بدورية «Cell Reports Medicine» أن الأشخاص الذين تلقوا اللقاح ضد السل، خلال السنوات الثلاث الماضية، لم تنتابهم الأعراض الأكثر خطورة لفيروس كورونا المستجد.
ووجدت دراسة منفصلة، أجرتها عيادات «مايو كلينك»، أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحات أخرى في السنوات الخمس الماضية، مثل لقاحات الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي أو التهاب الكبد، لديهم معدلات إصابة أقل بالفيروس الجديد.
ميهاي نيتيا، من المركز الطبي بجامعة رادبود، قال إن هذا يشير إلى أن فوائد اللقاحات «قد تكون أكبر مما هو معروف حاليا».

كورونا والفيتامينات
في ظل أزمة كورونا، يبحث الكثير من الناس عن عدة طرق لتقوية الجهاز المناعي على غرار تنويع الوجبات الغذائية، واللجوء في بعض الأحيان إلى تناول حبوب الفيتامينات المتوفرة بكثرة في الصيدليات والمحلات التجارية.
وفي هذا الإطار، حذرت الخبيرة الصحية إنغريد فوستر من نقص الفيتامين «د»، لأنه يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، ولهذا أوصت بتناوله إذا كان ضروريا ولدى الشخص نقص طبي في نسبة الفيتامين «د» بجسمه.
وأفادت الخبيرة إنغريد فوستر بأن الفيتامين «أ» القابل للذوبان، والذي يعتبر جيدا للبصر يمكن أن تكون له تأثيرات إيجابية وسلبية، وأضافت أن تناول جرعات زائدة منه قد يؤدي إلى تلف الكبد والجلد ويكون له آثار عكسية للمصابين بفيروس كورونا.
وترى الخبيرة الصحية في مجال جهاز المناعة أن الفيتامين «سي» أقل إشكالية من باقي الفيتامينات، التي تؤخذ على شكل حبوب أو أقراص قابلة للذوبان، حيث إن آثاره الطبية ضعيفة جدا أو لا تذكر، بيد أنها حذرت من بعض الأخبار المنتشرة على الإنترنت بخصوص مساعدة هذا الفيتامين على الشفاء من فيروس كورونا.

المرضى بلا أعراض أكثر خطورة
مرضى الفيروس الجديد الذين لا تظهر عليهم أعراض، لديهم كمية كبيرة من الأحمال الفيروسية، في الأنف والحلق والرئة، والتي تقل كميتها بشكل أبطأ، من المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض. حيث إن دراسة مفصلة تناولت 303 أشخاص في كوريا الجنوبية بينت أن 29 في المائة ممن أصيبوا بفيروس كورونا المستجد لم تظهر لديهم أي أعراض، لكنهم كانوا يحملون شحنة فيروسية موازية لأولئك الذين ظهرت عليهم أعراض المرض.
وتمحورت الدراسة التي أشرف عليها سيونغجي لي من جامعة سونتشونهيانغ، ونشرت نتائجها مجلة «غاما إنترنل ميديسين»، الخميس الماضي، على بؤرة إصابات لدى مجموعة متدينين كوريين جنوبيين في دايغو، في فبراير المنصرم.
وكانت السلطات قد قررت عزل المصابين الذين يظهرون أعراضا طفيفة أو من دون أعراض في مبنى خصصته الحكومة، وراقب خلاله أطباء وممرضات بدقة تطور الأعراض لديهم، كما أنهم رصدوا حجم الشحنة الفيروسية باستمرار.
وكان معدل الأعمار في المجموعة موضوع الدراسة 25 عاما. ومن أصل 303 أشخاص، لم تظهر أي أعراض لدى 89، أي ما نسبته 29 في المائة. وبما أن الناس التزموا الحجر إلى حين الحصول على نتائج فحص سلبية، فقد تمكن الطاقم الطبي من تمييز الحالات التي يظهر أصحابها أعراضا في مراحلها الأولية، عن الذين لا يظهرون أي أعراض تماما.
وفي هذا الإطار، كان 21 شخصا ممن شخصت إصابتهم بالفيروس من دون أعراض في بادئ الأمر، لكن ظهرت عليهم أعراض في وقت لاحق.
وتقع دراسات عدة يجري القائمون عليها فحصا واحدا لكل مريض، في التباس بين الحالات التي لا يظهر أصحابها أي أعراض، وأولئك الذين هم في مرحلة أولية ما قبل ظهور الأعراض. وأشار معدو الدراسة إلى أن الأمثولة الأهم التي تعلموها تكمن في أن مستويات تركيز الفيروس لدى الأشخاص المصابين من دون أعراض، «شبيهة بتلك الموجودة لدى المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض». غير أن الخطورة تكمن في إلى أي مدى يمكن للمصابين الكثيرين من دون أعراض أن ينقلوا العدوى؟ فمن ناحية هم لا يعطسون، لكن من ناحية ثانية هم لا يقبعون في العزل، ما يعني أنهم يبقون على اتصال مع آخرين.

طريقة تكاثر فيروس كورونا
عثر علماء على ما يبدو أنه «وصلة مفقودة» في طريقة تكاثر الفيروس، بعد اختراقه خلية الشخص المصاب، والتي يمكن أن يتم استهدافها بالعلاج.
ومن المعروف أنه بعد أن يهاجم الفيروس الخلية، فإنه ينتج حويصلات تحتوي على مادته الوراثية. وفي السابق، لم يعرف العلماء كيفية انتقال المادة الوراثية من هذه الحويصلات إلى السائل في الخلية، حيث تقوم جزيئات الفيروس بالتضاعف.
واكتشف إريك سنايدر، من المركز الطبي بجامعة ليدن الهولندية، وزملاؤه قنوات دقيقة تسمح بمرور المادة الوراثية.
وأمكن للفريق، عبر المجهر الإلكتروني، رؤية «أشياء تخرج من هذه القنوات»، وعلى الأرجح هي الحمض النووي الريبي الفيروسي، لكن لا تزال هناك حاجة إلى دراسات أخرى للتأكد. الطبيب قال إن «حجب هذه القناة بطريقة ما»، يمكن أن يعيق عمل الفيروس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى