شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

هذه آخر لحظات بوحمارة.. قبل إعدامه أُطلق عليه الرصاص ووُضع بقفص الأسود

يونس جنوحي

«أرسل السلطان قوات لمواجهة بوحمارة، لكنها مُنيت بالهزيمة. لذلك اعتقدتُ أن من الحكمة عقد هدنة معه وتبادلنا رسائل كثيرة. كان ضروريا أن أؤيده لأنه وافق على أن أكون حاكما على جميع قبائل الشمال ومستقلا في منطقتي.

لقد حكم مثل «سلطان» لسنوات، لكنه في الأخير، قبل سنة 1912، ألقي عليه القبض وأحضر داخل قفص إلى قصر المولى عبد الحفيظ الذي جاء إلى الحكم بعد أخيه عبد العزيز.

علّقوا بوحمارة بجانب سور تحت أشعة الشمس، وقام السلطان والوزراء بإطلاق النار عليه.

كان الوزراء يحاولون إطلاق النار على الجدار لكي يروا إلى أي حد يمكنهم غرز الرصاصة في الجدار دون إصابة بوحمارة، لكنهم أخطؤوا التصويب أكثر من مرة، وأصابوه. في المساء، عندما تعبوا من اللعبة، أمر المولى عبد الحفيظ بأن يُرسل سجينه إلى قفص الأسود. كان يتم إطعام الأسود جيدا ولم تكن لديها شهية للأكل لذلك لم تؤذه. في الصباح، جاء الحراس إلى السلطان وقالوا له:

-يا مولاي السلطان، إن بوحمارة لا يزال على قيد الحياة.

في تلك اللحظة كان السلطان يؤدي صلاته، وأعطى الأمر بألا يتم إطعام الأسود طوال اليوم، ولهذا السبب أكلت ذراع بوحمارة، لكن لإنهاء القضية أطلق عليه الحراس النار.

على كل، عندما جئتُ إلى طنجة، كان تأثير بوحمارة لا يزال كبيرا في المنطقة، ولم تكن أية قافلة مُسافرين في مأمن منه. كان الرجال يسافرون في جماعات مسلحة ويصطحبون معهم الحماية. ولم يكونوا يشعلون النار في المخيمات ليلا، كل نافذة مضاءة تعتبر هدفا جيدا للرصاص. وكان اللصوص ينهبون الناس في الطرقات المؤدية إلى طنجة ونواحيها.

وضعت حدا لهذا كله، لم تكن أية قافلة تحت حمايتي تتعرض للسرقة. كل من كان مع الشريف، بإمكانه التجول في الهضاب والغابة بدون سلاح، وبإمكانه أن يحمل صرة مال في يده ولن يصاب بأذى.

انضم إليّ أقوى رجال منطقة جبالة، ووزعت المال في القرى. إنه من السهل أن تربح المال إذا كنت حاكما أو عاملا. إنكِ لا تفهمين عدالتنا، لأنك لا تفهمين بعدُ عقول المغاربة. تعتقدون أنكم تمنحوننا أمورا إيجابية بحضارتكم.

عندما ترين رجلا يتمشى ببطء شديد على الطريق، واضعا جلابته الممزقة فوق عصا طويلة لكي يوفر الظل لنفسه، اذهبي إليه وقولي له:

-لا تتمشّ فوق هذه الأرض المتربة. سوف يستغرق منك الوصول إلى فاس بضعة أيام. ها هو القطار، سوف يأخذك إليها في غضون ساعات فقط.

سوف يجيبك:

-بارك الله فيك، لكن لديّ حماري.

وقد تقولين له:

-لا. اترك حمارك، أنت في عجلة من أمرك. ها هي دراجة بمحرك سوف تحملك أسرع من القطار، أو ها هي طائرة سوف توصلك في ربع ساعة فقط.

وسوف يكون جوابه:

-بارك الله فيك، لكنني لستُ مستعجلا.

الأمر نفسه ينطبق على عدالتنا. يأتي إليك رجل ويسأل عن اسم باشا المنطقة لأنه يريد وضع شكاية. وتخبره أن يذهب إلى أحد موظفيك. وسوف يجيبك:

-لا. ذلك الرجل ليس هو الباشا. إنه لا يقتل، ولا يأخذ رشاوى. ولا يقف خدمه وعبيده أمام منزله لجلد الناس. ما الجدوى من وجوده؟

كيف يستطيع رجل أن يشرح له.

عندما يتم إحضار اللصوص إليّ، وتكون هناك إثباتات ضدهم، يكون هناك عبد جاهز يحمل في يده فأسا. بضربة واحدة فقط يقطع يد السارق. كان الجذع مثبتا في مكانه في الساحة. إذا أخطأ العبدُ في إصابة اليد، فإنه يتعرض للضرب لكي يتعلم إصابة هدفه جيدا في المرة الموالية.

لكن الآن، إننا نعتمد على أدلة وشهادة رجال يمكن شراؤهم بسهولة، بدلا من الاعتماد على القانون والعلم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى