محمد اليوبي
أفادت مصادر من وزارة الصحة بأنه مباشرة بعد الحفل الذي ترأسه الملك محمد السادس بالقصر الملكي بفاس، لإطلاق وتوقيع الاتفاقيات المتعلقة بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب، انطلقت الترتيبات الميدانية لتحضير موقع التصنيع الذي أصبح جاهزا.
وقام أُطر وزارة الصحة، خلال الأسبوع الجاري، بزيارة إلى المختبر التابع لشركة «سوطيما» للوقوف على جاهزيته لإنتاج أول لقاح من صنع مغربي، كما قامت شركة «سينوفارم» الصينية بإرسال كل الوثائق المتعلقة بإنتاج اللقاح، حيث سيتم الشروع في استيراد المواد الأولية التي تدخل في صناعة اللقاح. وكشفت المصادر أن أول دفعة من اللقاح المغربي ستكون جاهزة للتسويق في بداية شهر نونبر المقبل، حيث سيتم التطبيق الحرفي للبروتوكول الصناعي المعتمد في الصين، في إطار ما يسمى بـ «النقل العلمي الصناعي».
وتم التوقيع أمام الملك على عقد وضع رهن إشارة الدولة المغربية منشآت التعبئة المعقمة لشركة «سوطيما» المغربية المتخصصة في صناعة الأدوية، من أجل تصنيع اللقاح المضاد لكوفيد-19 المملوك لشركة (سينوفارم) بين الدولة المغربية وشركة سوطيما، وقعه وزير الصحة، خالد آيت الطالب، والرئيسة المديرة العامة لـ (سوطيما)، لمياء التازي.
وأفادت المصادر بأن المغرب سيستقطب شركات عالمية كبرى متخصصة في صناعة اللقاحات، وفي هذا الصدد، تورد المصادر أن الخبير الدولي في البيوتكنولوجيا الصناعية، سمير مشور، والذي يتولى حاليا منصب نائب رئيس شركة سامسونغ بيولوجيكس، لعب دورا كبيرا في حصول المغرب على الجرعات الأولى للقاح، التي مكنت من تلقيح ملايين المغاربة، كما لعب دورا كذلك في تصنيع اللقاح بالمغرب، نظرا لكونه يتوفر على شبكات علاقات واسعة داخل الأجهزة التقريرية لكبريات الشركات العالمية المتخصصة في الصناعة الدوائية، نظرا لخبرته وكفاءته في المجال.
وقال مشور، أمام الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بفاس، بمناسبة إطلاق وتوقيع اتفاقيات تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد-19 ولقاحات أخرى بالمغرب، إن «الالتزامات التي نتعهد بها اليوم تشكل خطوة حاسمة ستمكن من إحداث قطب للتميز بالمغرب في مجال الصناعة البيوصيدلانية في القارة الإفريقية، نصبو إلى أن يحظى بالاعتراف على الصعيد العالمي».
وأبرز مشور، الذي قدم بين يدي الملك مخطط تفعيل الرؤية الملكية الرامية إلى إحداث رائد قاري بالمملكة خلال السنوات الخمس المقبلة في ميادين البحث والتطوير في مجال اللقاحات والأدوية ذات القيمة المضافة العالية وإنتاجها وتسويقها، أن هذه القدرات ستعود بالنفع على المغرب والقارة الإفريقية وبقية العالم، وسجل أن الرؤية الملكية ستضمن استقلالية صحية وستهيئ الشروط اللازمة لتقوية قدرات القارة الإفريقية في مجال إنتاج بعض اللقاحات والأدوية الحاسمة في القارة، مشيرا إلى أن هذه الرؤية ترتكز على ثلاث مراحل مهمة، أولاها مرحلة الاستعجال، التي ستنطلق فورا، وستتيح هذه المرحلة للمغرب، يضيف مشور، تسخير قدرات التعبئة في قارورات أو محاقن معبأة مسبقا في المملكة، وتقوم على تعاون تقني بين سينوفارم وسوطيما، بإشراف وبشراكة مع وزارة الصحة ووزارة الشؤون الخارجية، والوزارات المنخرطة فعلا في المشروع.
أما المرحلة الثانية، التي ستنطلق بالتوازي مع المرحلة الأولى، فترتكز على إقامة موقع إنتاج للقاحات والأدوية الحيوية ذات مستوى نوعي ومعايير تنظيمية معترف بها عالميا، وذلك بشراكة مع شركة ريسيفارم، خامس مصنع للأدوية في العالم، وتقوم المرحلة الثالثة، يضيف مشور، على خلق السياق اللازم لانضمام المغرب إلى نادي الكبار في العالم، باعتباره منصة جادة وذات مصداقية لتطوير وإنتاج اللقاحات والأدوية والمنتجات الجاهزة.
وأبرز أن العناية الملكية السامية عامل أساسي لإنجاح ورش تفعيل هذه الرؤية، معتبرا أن الشراكة القائمة بين القطاعين العام والخاص ستمكن من تعبئة الفاعلين بالمغرب وخارجه بشكل دائم لتحقيق نفس الهدف، وخلص مشور إلى أن إقامة تحالف استراتيجي مع رائد عالمي في مجال تصنيع اللقاحات والأدوية عنصر ضروري أيضا لتسريع عملية نقل المعارف والتكنولوجيا وضمان تموقع المملكة على الصعيد القاري والدولي.