- المَهْـدِي الكَرَّاوِي
أظهرت أرقام ميزانية تسيير مدينة آسفي التي كشف عنها عبد الجليل لبداوي، رئيس مجلس المدينة والكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية، مفارقات كبيرة بين الشعارات التي حملت خلال الحملة الانتخابية وأول ميزانية يتم إعدادها بعد فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مجلس مدينة آسفي، حيث خصص المجلس مبلغ 320 مليون سنتيم لصرفه على سيارات البلدية والمحروقات، في وقت لم يخصص سوى ألف درهم لصيانة المآثر التاريخية للمدينة.
وخلافا لشعارات ترشيد النفقات والمصاريف التي رفعها إخوان بنكيران في آسفي، فقد خصص لبداوي، رئيس المجلس، ميزانية تفوق 45 مليون سنتيم لتعويضات الرئيس والمستشارين ومصاريف تنقلهم داخل وخارج المملكة مع مصاريف تأمينهم. كما خصص 20 مليون سنتيم كمصاريف للإطعام والإيواء، و40 مليون سنتيم لنفقات الهواتف النقالة.وفيما بلغت الإعانة المقدمة لجمعية الأعمال الاجتماعية للموظفين الجماعيين 60 مليون سنتيم، بزيادة 10 ملايين مقارنة مع ميزانية سنة 2015، فلم تتجاوز في المقابل الإعانات المقدمة لكل المؤسسات الخيرية العمومية في المدينة، مبلغ 30 مليون سنتيم، رغم حاجة هذه المؤسسات إلى موارد مالية كبيرة بالنظر إلى الخدمات الإنسانية والاجتماعية التي تقدمها لفئات عريضة من المسنين والفقراء والأرامل والمعوزين الذين يعيشون في خيريات تفتقر إلى أبسط ضروريات العيش الكريم.
واستغربت مصادر من داخل المجلس تخصيص مبالغ مالية وصلت إلى 95 مليون سنتيم في ميزانية تسيير بلدية آسفي، في شكل إعانات للأعمال الإنسانية ولشراء مواد غذائية، سيتم توزيعها من قبل أعضاء المجلس على الفقراء والمحتاجين، في وقت طالبت فيه معارضة المجلس وضع هذه الاعتمادات تحت التصرف المباشر للخيريات ودور العجزة، حتى لا يتم استغلالها انتخابيا من قبل أعضاء المجلس الحالي، أو تصرف على جمعيات وفئات محتاجة مقربة من حزب العدالة والتنمية.
وفي مقابل تضخيم المبالغ المخصصة في مصاريف التنقلات ومحروقات والهواتف النقالة والإطعام، فلم يخصص مجلس آسفي سوى 15 ألف درهم فقط كإعانات للجمعيات الرياضية، في وقت خصص فيه إخوان بنكيران 14 مليون سنتيم لشراء المبيدات وسم الفئران. أما الصيانة الاعتيادية لدور الشباب والمآثر التاريخية التي تشتهر بها مدينة آسفي، فلم يخصصوا لها سوى ألف درهم، وهو المبلغ الهزيل نفسه الذي خصصوه كمنح لصالح كل الجمعيات الثقافية التي تنشط في تراب المدينة.