السمارة: محمد سليماني
انتهت بشكل كلي عمليات هدم المنازل الطينية والصفيحية، بمخيمين عشوائيين بالوسط الحضري للسمارة، ما جعل هذه المدينة تخرج نهائيا من جبة آخر معاقل الصفيح بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وحسب المعطيات، فقد بدأت عمليات هدم المنازل الصفيحية بكل من مخيم «الربيب»، و«الكويز» منذ يوم 31 أكتوبر الماضي، والتي دامت لمدة 13 يوما، فيما استمرت عملية إزالة الردوم لمدة تصل إلى 28 يوما. وقد تجند لهذه العمليات 25 عاملا تقنيا، و6 حفارات، و3 جرافات، و24 شاحنة، وذلك لهدم وإزالة الردوم في فترة قياسية، لإنهاء قضية الصفيح بالمدينة بالمرة. وقد كلفت هذه العمليات 14.902.500,00 درهم.
واستنادا إلى المعلومات، فقد تم هدم 3724 منزلا صفيحيا؛ منها 2149 بمخيم «الربيب»، و1575 بمخيم «الكويز»، ليتم بعد ذلك توزيع منازل نواتية وبقع أرضية على قاطني المخيمين، وقد استفادت من هذه العملية 4276 أسرة، إذ تم توزيع 2402 دار نواتية، شملت 1458 دارا استفاد منها قاطنو مخيم «الربيب»، و944 دارا نواتية، استفاد منها قاطنو مخيم «الكويز». أما بخصوص البقع الأرضية، فقد تم توزيع 1876 بقعة أرضية على المعنيين بالأمر، منها 957 بقعة أرضية على بعض المستفيدين من مخيم «الربيب»، و390 بقعة أرضية على مستفيدين من مخيم «الكويز»، فيما تم تخصص 519 بقعة أرضية بتجزئة السمارة الشمالية لبعض الفئات الأخرى التي لم تستفد.
وانطلق تسليم شهادات الاستفادة من الدور النواتية منذ نونبر الماضي، خلال حفل بمناسبة عيد المسيرة الخضراء، ترأسه والي جهة العيون الساقية الحمراء، والمدير العام لمجموعة العمران، حيث تم تسليم شهادات الاستفادة من الدور النواتية إلى 79 أسرة، لتتوالى منذ ذلك الحين عمليات تسليم الشهادات إلى باقي المستفيدين من هذه العملية. وخصص لبناء هذه الدور السكنية اعتماد مالي يصل إلى 532 مليون درهم، موزعا ما بين وزارة الداخلية عبر المديرية العامة للجماعات الترابية بمبلغ 219.45 مليون درهم، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بمبلغ 232,75 مليون درهم، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية بمبلغ 66,50 مليون درهم، فيما ساهم المجلس الإقليمي للسمارة بـ13,30 مليون درهم.
وحسب المعطيات، فقد تم تخصيص المنازل النواتية المبنية والمجهزة بكل الشبكات للأصول، فيما تخصيص بقع سكنية مجهزة للفروع، ولباقي الفئات الأخرى، حيث تم إعطاء انطلاقة إحداث تجزئة سكنية جديدة على مساحة تقدر بـ23.67 هكتارا شمال المدينة، وذلك بمبلغ مالي إجمالي يصل إلى 260 مليون درهم، قصد إحداث 1342 بقعة سكنية، وتم تكليف شركة العمران بإحداث هذه التجزئة.
يشار إلى أن مخيمي «الربيب» و«الكويز» شكلا على مدار ما يزيد على ثلاثة عقود نقطتين سوداوين وسط مدينة السمارة، ذلك أن قاطنيهما ظلوا يعيشون أوضاعا إنسانية غير لائقة، في ظل معاناة كبيرة خلال فصل الشتاء وأثناء تساقط الأمطار، كما تزداد المعاناة كذلك خلال فصل الصيف، حيث تكثر الزواحف السامة، في هذه المدينة التي تعرف درجة حرارة قياسية.