رغم تمسك تجار المركب التجاري أسامة بن زيد، بمقاطعة المعاريف، بمحلاتهم التجارية وإنجازهم خبرات مضادة، تثبت عدم تضرر البناية، انطلق، أول أمس الأربعاء، هدم الفضاء الذي سيتحول حسب رئيس المقاطعة إلى منتزه جديد في ظل خصاص المساحات الخضراء بالمنطقة.. فيما يشير التجار بأصابع الاتهام إلى الرئيس بوقوفه وراء تشريد عشرات الأسر بعد هدم المحلات التجارية التي زاولوا أنشطتهم داخلها طيلة أزيد من 30 سنة.
حمزة سعود
شرعت السلطات، أول أمس الأربعاء، في هدم المركب التجاري أسامة بن زيد بالمعاريف، بعد استنفاد جميع الإجراءات الخاصة بإشعار التجار والمعاينات المنجزة من طرف المفوضين القضائيين، وكذا إنجاز الخبرات اللازمة.
وكشف عبد الصادق مرشيد، رئيس مقاطعة المعاريف، أثناء مواكبته عملية هدم المجمع التجاري بالمنطقة، أن المحلات الموجودة داخل السوق تحولت إلى مرتع للمتشردين وممارسات أخرى لا أخلاقية تمس بأمن وسلامة الساكنة.
وأضاف رئيس المقاطعة أن المركب التجاري تم تشييده خارج القانون، قبل عقود، دون توفر محلاته على أي سند يثبت موافقة السلطات ومواكبتها لمراحل وعمليات البناء، كما أن الوعاء العقاري المتواجد فوقه المجمع يبقى في ملكية الدولة.
وأوضح مرشيد أن المقاطعة استندت خلال هدم المركب التجاري، على خبرات، أنجزها المختبر العمومي للدراسات والأبحاث، أكدت أن البناية أيلة للسقوط، ويمكن أن تتسبب مستقبلا في خسائر بشرية في حال انهيارها.
ورغم إنجاز التجار لخبرات مضادة، أظهرت أن البناية بأساسات سليمة ويمكن استغلالها لعشرات السنوات، في إطار دعوى قضائية، على أساس ترميم المتضرر منها بعد إهمالها منذ سنوات، إلا أن السلطات شرعت في عملية الهدم استنادا إلى الإجراءات المعتمدة منذ وقت سابق.
واعتبر مرشيد أن العديد من الصراعات والمشاجرات بين الفصائل المشجعة، تتخذ من جنبات المركب التجاري ساحة لإنهاء المناوشات بينها مسرحا لها، خلال استقبال مركب محمد الخامس لمباريات الوداد والرجاء البيضاويين.
وأفاد عبد الصادق مرشيد، رئيس مقاطعة المعاريف، بأن الفضاء سيتحول إلى مساحات خضراء ومنتزه من الجيل الجديد بالمنطقة، سيكون موجها لفائدة الساكنة في ظل الخصاص الكبير من المرافق والبنيات التحتية في شكل منتزهات موجهة لفائدة الساكنة.
وخلص رئيس مقاطعة المعاريف إلى أن عدد المحلات التجارية المعنية بإفراغها من التجار لا تتجاوز 8 محلات تجارية، طالبهم أثناء عملية هدم المركب التجاري بتقديم التسهيلات اللازمة في مساعدة السلطات من أجل مرور عملية الهدم في ظروف عادية.
ويشير التجار الذين استقروا داخل المحلات التجارية للمركب أسامة بن زايد بالمعاريف إلى أنهم أمضوا أزيد من 26 سنة داخل محلاتهم التجارية، حيث اتسمت السنوات الأخيرة بانعدام الأمن الخاص، وغياب الإنارة وخدمات النظافة، وهي خدمات اهتمت بها المجالس السابقة التي تعاقبت على مواكبة المركب التجاري.
وأدى عشرات التجار، قبل 30 سنة، وفق تصريحات المتضررين، مبالغ مالية لصالح جماعة الدار البيضاء، من أجل الاستفادة من المحلات التجارية الحالية إثر عملية بيع بالمزاد العلني، وأعادوا بناء هذه المحلات من مالهم الخاص، إلى أن تدهورت أوضاع المركب حاليا في غياب الصيانة من طرف المقاطعة، إذ تُحمل جمعية تجار السوق مسؤولية تردي وضعه الحالي إلى الرؤساء المتعاقبين على تدبير مقاطعة المعاريف..