السمارة: محمد سليماني
باشرت السلطات المحلية والإقليمية بمدينة السمارة صباح أول أمس الخميس، عمليات واسعة لهدم دور الصفيح بمخيمي “الربيب” و”الكويز” اللذين يعتبران آخر معاقل الصفيح بالأقاليم الجنوبية.
وقد بدأت الجرافات في هدم جميع المنازل الطينية التي كانت تشكل سكنا عشوائيا وغير لائق لقاطنيها، في انتظار استمرار عمليات الهدم لتصل إلى ما تبقى من مساكن طينية بمخيم “الكويز”، وذلك في إطار مشروع “مدينة السمارة بدون صفيح”.
وحسب المعطيات، فقد شكل المخيمان على مدار ما يزيد عن ثلاثة عقود نقطة سوداء في مدينة السمارة، ذلك أن قاطنيها ظلوا يعيشون أوضاعا إنسانية غير لائقة، في ظل معاناة كبيرة خلال فصل الشتاء وأثناء تساقط الأمطار، كما تزداد المعاناة كذلك خلال فصل الصيف، حيث تكثر الزواحف السامة، في هذه المدينة التي تعرف درجة حرارة قياسية.
ومنذ سنوات عديدة، باشرت مجموعة من المؤسسات المتدخلة في قطاع الإسكان إلى بلورة برنامج لإنهاء الصفيح بمدينة السمارة، وذلك إسوة بباقي المدن الجنوبية التي تخلصت نهائيا من دور الصفيح منذ سنوات طويلة، حيث تم ببعض المدن، تسليم قاطنيها بقعا أرضية وإعانات مالية من أجل البناء، وببعض المدن الأخرى تم بناء مساكن حديثة للقاطنين، وهو الشيء الذي تم كذلك بمدينة السمارة، حيث تم تشييد مجموعة من الوحدات السكنية، وتخصيصها لإيواء قاطني الصفيح بمخيمي “الربيب” و”الكويز”.
وحسب المعلومات، فقد تم بناء حوالي 2800 وحدة سكنية لإيواء قاطني المخيمين بمدينة السمارة، مخصصة لـ 2800 أسرة، وذلك بغلاف مالي قدره 400 مليون درهم، ساهمت فيها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بمبلغ 175 مليون درهم. ويهدف هذا البرنامج إلى القضاء على مظاهر السكن غير اللائق بالمدينة، وإعلانها مدينة بدون صفيح من خلال إعادة قاطني المخيمين.
ويبدو أن إعلان السمارة مدينة بدون صفيح، قد تأخر كثيرا عن المواعيد التي سبق تحديدها، إذ يتم في كل مرة تأجيل ذلك، بسبب عدم انتهاء أشغال الوحدات السكنية تارة، وتارة يرتبط التأخر برفض بعض الفئات الانتقال إلى المساكن الجديدة.
وكانت جهة كلميم السمارة، في إطار التقسيم الجهوي السابق، قد استفادت من غلاف مالي قدره 656,24 مليون درهم لإنجاز مشاريع سكنية في إطار البرنامج الجديد للتعمير والإسكان بالأقاليم الجنوبية برسم (2008 – 2014)، منها 516,24 مليون درهم خصصت لتهيئة 7 آلاف و708 بقعة أرضية وبناء 400 مسكن، فيما الاعتماد المتبقي وقدره 140 مليون درهم، فقد تم رصدها لدعم الأسر المستفيدة من عملية القضاء على مخيمات الوحدة بالسمارة.