محمد اليوبي
اهتز حزب الاتحاد الاشتراكي بإقليم تازة على وقع زلزال تنظيمي قوي، بعدما اختار مجموعة من القياديين المحليين بالحزب ومستشارين جماعيين، تقديم استقالتهم والالتحاق بشكل جماعي بحزب التجمع الوطني للأحرار، حيث تم عقد لقاء مع الملتحقين الجدد بمدينة وادي أمليل.
وأفادت المصادر بأن مجموعة من المنتخبين بالجماعات التابعة لدائرة وادي أمليل، قرروا الهجرة الجماعية نحو «الحمامة»، وكانت هذه الجماعات تعتبر معقلا انتخابيا لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي حصل على مقعد برلماني، خلال الولاية السابقة، في شخص عبد الخالق القروطي، الذي من المرجح كذلك التحاقه بالحزب، ومن بين أبرز الملتحقين بـ«الأحرار»، مصطفى الحطحاط وأحمد بيوض نائبي رئيس ببلدية واد أمليل، التي يترأسها القروطي، ومستشارون آخرون من المجلس الجماعي نفسه، بالإضافة إلى رئيس جماعة بوحلو ومجموعة من مستشاريه، ومستشارين بجماعات بوشفاعة وغياتة الغربية والربع الفوقي.
وعقد الملتحقون الجدد بحزب «الأحرار»، أول أمس السبت، لقاء مفتوحا مع قياديين بالحزب، ترأسه عضو المكتب السياسي للحزب، رشيد بنعلي، والمنسق الجهوي، محمد شوكي، والمنسق الإقليمي، خليل الصديقي، حيث تم التطرق لمستجدات الساحة السياسية بإقليم تازة والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية. وأفادت المصادر بأن مجموعة أخرى من المستشارين الجماعيين ورؤساء الجماعات، ينتمون إلى أحزاب أخرى، سيعلنون التحاقهم قريبا.
وأكد خليل الصديقي، المنسق الإقليمي لحزب التجمع الوطني بإقليم تازة، أن الالتحاقات الجديدة من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ستكون ذات قيمة مضافة جد مهمة، على اعتبار أن حزب «الأحرار» كان غائبا لمدة طويلة عن هذه الجماعات، مشيرا إلى أن الحزب قام باستقطاب عدد كبير من الوجوه الانتخابية البارزة على صعيد الإقليم، وذلك في إطار الدينامية المتصاعدة التي يقودها المنسق الجهوي محمد شوكي بأقاليم جهة فاس مكناس، التي «خلقت جاذبية وثقة كبيرتين في الحزب ومشروعه السياسي». وأوضح الصديقي أن الالتحاقات الجديدة تأتي أيضا بعد الترافع المهم الذي قام به حزب التجمع الوطني بالإقليم لدى الحكومة بخصوص مجموعة من الملفات، سيما التي لها علاقة بالمجال الفلاحي الذي عرف طفرة نوعية بالمنطقة، بفضل مجهودات وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، عزيز أخنوش.
وتعرف جهة فاس مكناس صراعا انتخابيا قويا، بحكم تواجد قياديين بارزين بمختلف الأحزاب السياسية ينتمون إلى أقاليم هذه الجهة، من قبيل امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وحميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، وإدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية. وفي هذا الصدد نزل حزب التجمع الوطني للأحرار بقوة كذلك داخل مدينة فاس، من خلال تحركات النائب البرلماني، رشيد الفايق، رئيس جماعة «أولاد الطيب»، ونجح الفايق في استقطاب عدد كبير من رجال الأعمال والصناع التقليديين، بالإضافة إلى مستشارين جماعيين وأعضاء من حزب العدالة والتنمية وأحزاب أخرى. وأفادت المصادر بأن حزب «الحمامة» سينزل بمرشح من العيار الثقيل لمواجهة «البيجيدي» بالعاصمة العلمية، ويتعلق الأمر برجل الأعمال، رشيد بنعلي، المقرب من رئيس الحزب، عزيز أخنوش، وخلافا لما يروج حول ترشيح لمياء بوطالب، وزيرة السياحة السابقة بدائرة فاس الشمالية، أكدت المصادر أن بنعلي سيكون مرشحا على رأس لائحة «الحمامة» بهذه الدائرة، بالإضافة إلى الفايق في الدائرة الجنوبية.
وبإقليم صفرو، تمكن الحزب من استقطاب العديد من الوجوه السياسية المعروفة، من أبرزهم المستشار البرلماني الاتحادي السابق، حفيظ وشاك، الذي من المنتظر أن يحصل على تزكية أخنوش للترشح للانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة، والتنافس على المقاعد البرلمانية الثلاثة المخصصة للإقليم، حيث سبق له رئاسة المجلس البلدي. وكشفت المصادر أن التحاق وشاك، الذي سبق له تقلد عدة مناصب للمسؤولية في قطاع السياحة، بحزب «الحمامة»، سيفتح الباب أمام انضمام عدد كبير من رؤساء الجماعات والمنتخبين على صعيد الإقليم.