هاتف نقال و«طابليت» يقودان لاعتقال قاتل صيدلاني…وتفاصيل مثيرة في إعادة تمثيله للجريمة
الأخبار
كشفت التحريات التي يخضع لها المتهم بقتل صيدلاني بمدينة أكادير، تطورات مثيرة عكستها عملية إعادة تمثيله لتفاصيل الجريمة، مساء أول أمس (السبت)، أمام أنظار والي الأمن والوكيل العام للملك لدى استئنافية أكادير ووسائل الإعلام وحشد كبير من الجمهور.
وأكد المتهم، حسب تصريحاته أثناء التحقيق، أن الضحية تصادف معه على الشريط الساحلي بأكادير في وقت متأخر من الليل، وبعدما تبادلا حديث السكارى، اقترح عليه الصيدلاني اصطحابه لشقته بإحدى العمارات السكنية من أجل إتمام النقاش والسمر الليلي وتناول الخمر، حسب أقواله.
وأضاف المتهم أنه بعد انتقالهما إلى شقة الضحية بالحي الراقي صونايا بأكادير عبر سيارة مملوكة له من نوع «كات كات»، تعرض للتحرش الجنسي من طرف الهالك، مضيفا أنه دافع عن نفسه بالتصدي له عبر توجيه ضربة له على وجهه ورطم رأسه بالحائط عدة مرات، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه متأثرا بتداعيات الضربة القوية التي تلقاها منه، وهي التفاصيل التي أكدها المتهم من خلال إعادة تمثيل الجريمة أمام السلطات الأمنية المختصة، مضيفا أنه استولى على هاتف محمول و»طابليت» وحاول مغادرة البيت، قبل أن يكتشف أن الهالك قام بإحكام إغلاق باب الشقة، ما اضطره للبحث عن المفتاح الذي وجده رفقة مفاتيح السيارة ومتعلقات أخرى للضحية عبارة عن مبالغ مالية، سطا عليها وغادر العمارة في هدوء تام دون أن يلتفت إليه حراسها .
هذا وأسر مصدر خاص لـ«الأخبار»، أن المتهم المزداد سنة 1987، قضى حوالي نصف عمره في السجون بجرائم السرقة والاعتداءات المسلحة على المواطنين، حيث تردد عليها أكثر من 12 مرة، وأكد أنه فر إلى منطقة تيكيوين، حيث توارى هناك عن الأنظار، قبل أن يحل بإنزكان التي سقط بها بين قبضة رجال الأمن مساء الجمعة الماضي، بفضل تنسيق مكثف بين مصالح مديرية مراقبة التراب الوطني وولاية أمن أكادير.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أكدت، في بلاغ رسمي لها، أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير نجحت، مساء الجمعة الماضي، في توقيف شخص يبلغ من العمر 31 سنة، من ذوي السوابق القضائية العديدة في السرقة الموصوفة والضرب والجرح، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية تتعلق بالقتل العمد والسرقة.
وذكرت المديرية العامة أن مصالح الأمن الوطني كانت قد عاينت، يوم 26 أبريل الماضي، جثة صيدلاني يبلغ من العمر 58 سنة داخل شقته وتبدو عليها آثار بارزة للعنف، قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات عن توقيف المشتبه فيه الرئيسي المتورط في ارتكاب هذه الجريمة.
وأوضحت إجراءات البحث، حسب بلاغ المديرية، أن المشتبه فيه ظهر مع الضحية في عدة أماكن، بما فيها محيط مسرح الجريمة، فضلا عن أنه استولى على بعض المنقولات الشخصية من منزل الهالك مباشرة بعد تعريضه للاعتداء، والذي لازال البحث متواصلا لتحديد خلفياته ودوافعه الحقيقية، رغم أن المتهم برر فعله الجرمي بالدفاع عن نفسه من إصرار الضحية على التحرش به، حسب ما راج أثناء إعادة تمثيل الجريمة.
وأبرز البلاغ أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، علما أن الشرطة القضائية بمدينة أكادير سبق لها أن أحالت شخصين على العدالة في إطار هذه القضية، وذلك للاشتباه في تورطهما في اقتناء وإخفاء منقولات شخصية من عائدات هذه الجريمة.
وكانت ابنة الضحية قد عثرت، صباح يوم 26 أبريل الماضي، على والدها الصيدلاني ميتا بشقته بالحي الراقي صونايا بأكادير، بعد غيابه غير المعتاد عن بيت العائلة لمدة ثلاثة أيام، وعدم استجابته لنداءات الهاتف التي كانت ترد عليه من طرف عائلته، قبل العثور عليه جثة هامدة.