شوف تشوف

الرئيسيةخاص

هؤلاء أكلوا الغلة ولعنوا الملة

يمكن أن نفهم سر الانتقال من التأييد المطلق للنظام إلى المعارضة الشرسة، لأن العديد من السياسيين مارسوا هذه الهواية انسجاما مع القول المأثور «في السياسة لا يوجد صديق دائم أو خصم دائم». ولأن جاذبية الكراسي تجعل السياسي تحت رحمة قرارات تصنعها الزعامات وتنفذها القواعد.
لكن العديد من الأسماء التي تنفست هواء المغرب ومارست الحبو على تربته، وشربت ماءه وأملت رغيفه، واصطفت في طوابير مدارسه وحفظت عن ظهر قلب منبت الأحرار، سرعان ما أخذت موقعا متقدما في جبهة المواجهة واختارت العزف على نوتة الضغينة والانتقال من صف الأحرار إلى تشكيلة الأشرار.
في هذا الملف ترصد «الأخبار» قصص الانتقال من ضفة إلى أخرى، وتعيد ترتيب وقائع التمرد على الأصول، والذي وصل أقصاه في بعض الحالات حتى تحول إلى ما يشبه العقوق.
صحيح أن الظاهرة تلامس بالدرجة الأولى المجتمع السياسي، إلا أنها تتجاوزه إلى تمرد المفكرين والرياضيين والفنانين، وإصرارهم على التنكر لمسقط الرأس، من خلال مواقف وقرارات تعادي المغرب وتستفز المغاربة، بالرغم من نداء «الوطن غفور رحيم» الذي اقتصر على المغرر بهم.

إبراهيم غالي.. الرحماني الذي أصبح زعيما للبوليساريو
يمكن أن نفهم سر الدعم اللامشروط الذي قدمته الجزائر لإبراهيم غالي والغاية من تقديمه كمرشح مفضل ووحيد، بعدما توسمت فيه الخير لخلافة زعيم البوليساريو الراحل محمد عبد العزيز الملقب بالمراكشي استنادا إلى أصوله المغربية. لكن ما يستعصي على الفهم هو إصرار الجزائر على تعيين مغاربة في هذا المنصب القيادي بالرغم من وجود مرشحين من أصول موريتانية أو جزائرية أو حتى مالية.
تجلى دعم الجزائر لغالي من خلال إسنادها له رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي للتنظيم، وهو الذي أسفر عن اختياره خليفة لمحمد عبد العزيز، في ما اعتبره حكام الجارة الشرقية انتقالا سلسا للسلطة.
إذا كان لقب «المراكشي» قد التصق طويلا بالرئيس السابق للانفصاليين، فإن خليفته في سدة الحكم من مواليد منطقة الرحامنة التي توجد ضمن تراب جهة مراكش. وقالت صحف جزائرية إن غالي «من مواليد منطقة الرحامنة، التي غادرها وعمره سنتان، ووالده يدعى سيدي المصطفى ولد سيدي الشيخ، وما زالت إلى حدود اليوم زاوية أهل سيدي الشيخ بأحد مناطق قلعة السراغنة».
أما بعض الصحف الموالية للبوليساريو فترفض هذه العلاقة الوجدانية، وتقول بأن الرئيس الجديد من مواليد ضواحي السمارة، وهو طرح يحاول إبعاد قيادات البوليساريو عن وسط المملكة.
ظل الرجل يعيش بين القلعة والعيون، قبل أن ينضم إلى فصيل الوالي مصطفى السيد كأول أمين عام لمنظمة جبهة البوليساريو، ليعين بعد ذلك ممثلا لجبهة البوليساريو بمدريد مع احتفاظه بمنصبه السياسي كعضو في مكتب الأمانة الوطنية. ويعد غالي من أبرز أطر الجبهة الانفصالية، وهو الذي وينحدر من قبيلة الركيبات، وسبق له أن فاوض الملك الراحل الحسن الثاني، ووزير داخليته سنة 1996، كما قاد معارك كثيرة من موقعه كمسؤول عن الكتائب المسلحة ضد أبناء قبيلته الركيبات وعناصر الجيش المغربي، وكاد أن يلقى مصرعه في معركة كلتة زمور، وإضافة إلى ذلك فعلاقته بجنرالات الجزائر وطيدة حيث يحظى بثقة قادة الجزائر التي شغل فيها سفيرا للبوليساريو، كما تقلد منصب «وزير الدفاع» سنة 1976 وظل به لأزيد من 14 سنة.
يقول رجالات قبيلة الركيبات إن غالي يصر على القطيعة مع أصوله المغربية، وهو يعلم علم اليقين أنه تعلم في مدارس المملكة الشريفة وحلق رأسه وهو رضيع في زاوية أهل سيدي الشيخ بقبيلة الرحامنة، قبل أن يمنح رأسه وهو شيخ لزعماء الجزائر.

عبد العزيز المراكشي.. رفض نداء والده ومات عدوا للوطن
لا علاقة لوالد عبد العزيز المراكشي، زعيم الانفصاليين، بالاسم الذي يحمله «المراكشي»، لأن اسم الأب المدون في الوثائق الرسمية هو الخليلي بن محمد البشير الركيبي من مواليد الساقية الحمراء سنة 1925. كان جنديا في فيلق بن حمو بكلميم ضمن جيش التحرير وراعيا للإبل على طريقة الرحل. وتعتبر سنة 1956 مفصلية في حياة الخليلي الذي أصبح نائبا لقائد «الرحى»، واحتفظ بهذه الصفة إلى أن تم حل جيش التحرير المغربي، حيث قام سنة 1960 بتسليم سلاحه للجيش الملكي.
انضم والد زعيم الانفصاليين للقوات المسلحة الملكية فور تأسيسها، وخضع لتدريب على حمل السلاح المتطور دام ثمانية أشهر بقاعدة «أهرمومو» الشهيرة، كما شارك في حرب الرمال التي اصطدم فيها الجيش المغربي بنظيره الجزائري سنة 1963، تحت قيادة الجنرال إدريس بنعمر العلمي. وكان الخليلي ضمن الكتيبة المتقدمة التي شنت هجومات مباغتة على مركزي «حسي بيضا» و»تينجوب»، ثم على مركز «إيش» في شرق فكيك، وأصبحت على بعد كيلومترات قليلة من تيندوف، قبل أن تتلقى أمرا بالتراجع. وبعد انتهاء حرب الرمال تلقى الخليلي وأسرته أمرا بالالتحاق بثكنة في الحاجب ثم انتقل إلى شفشاون عبر القنيطرة وفاس، وانضم في آخر أيامه في الجيش إلى جهاز المخابرات العسكرية، قبل أن ينتهي به المطاف في الزاك ومنها إلى طانطان سنة 1973، وآخر محطة هي تادلة التي ما زال يقيم فيها إلى الآن.
ما زال أشقاء زعيم انفصاليي البوليساريو يصرون على الإقامة في المغرب، حيث يعمل أحد أشقائه محاميا في مدينة العيون، التي انتقل إليها بعد فترة عمل ضمن هيئة أكادير، فيما تقيم شقيقته في العيون وهي ربة بيت، أما الشقيق الأصغر فيعمل طبيبا في مدينة بني ملال. وعلى الرغم من فتح باب الزيارات بين الرباط وتيندوف برعاية من الصليب الأحمر وهيئة الأمم المتحدة، فإن الخليلي وأبناءه رفضوا زيارة محمد عبد العزيز، وقالوا إن اللقاء يجب أن يتم في المغرب وبشكل نهائي. ومن المفارقات الغريبة أن الوالد لم يكن له علم برحيل ابنه إلى تيندوف عبر الجزائر، لولا إحدى خطب الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1987 التي كشف فيها عن وجود والد عبد العزيز المراكشي في مدينة قصبة تادلة.
حين زار الزعيم الليبي المطاح به المغرب سنة 1983، أصر على الاجتماع بمجموعة من أعيان الصحراء ومن بينهم الخليلي الركيبي، وذلك في محاولة من القذافي لفتح حوار مباشر مع أقطاب مؤثرة في الملف. في هذه الجلسة فاجأ الرئيس الليبي والد عبد العزيز المراكشي وسلمه صورة قديمة وهو يطالبه بالكشف عن ابنه من بين أشخاص يرتدون الزي العسكري وسط رمال الصحراء. لم يتعرف الخليلي على ابنه وظل يتفحص الصورة قبل أن يعترف بعدم قدرته على الرد على سؤال للعقيد القذافي، لأن المدة الفاصلة بين آخر لقاء له مع ابنه وبين الصورة يصعب معه التعرف على ملامح كبير الانفصاليين. السؤال نفسه وجهه القذافي لبيا ولد محمد الدويهي والد علي بيا الذي شغل منصب رئيس وزراء سابق في جبهة البوليساريو ورئيس المجلس الشعبي، فكان الرد مشابها.

مؤسسو البوليساريو.. من دار التوزاني إلى قصر مرادية
كان الولي مصطفى السيد من أبرز نزلاء دار التوزاني وأكثرهم شجاعة، وهو الذي سيصبح زعيما للبوليساريو بعدما تشرب أطروحة الانفصال، لينتهي به المطاف قتيلا بعيار ناري من الخلف في هجومه على العاصمة نواكشوط سنة 1976. لقد تعلم مصطفى أولى دروس الاحتجاج في الخيرية، وأشرف على تنظيم وقفات احتجاجية أمام عمالة الدار البيضاء، قبل أن تختمر تجربته الثورية بعد التشبع بالفكر الشيوعي، ليجد نفسه في طليعة الوقفة التي نظمها على رأس مجموعة من الطلبة الصحراويين، الذين رافقوه في ملجأ التوزاني، منددا بزيارة وزير خارجية فرانكو لوي برافو للمغرب.
اعتقل الولي إثر هذه الوقفة وعذب داخل أقبية «الكومبليكس» بالرباط العاصمة، قبل إطلاق سراحه وتواريه عن الأنظار وانقطاع أخباره رغم أنه ظل يتردد على الدار البيضاء لزيارة بعض رفاق مساره حين كان مقيما في دار التوزاني بحي عين الشق، حيث كان يقضي جل عطله الدراسية مع الطلبة الصحراويين.
«بعد سقوط الولي، سقطت البوليساريو لقمة سائغة بين فكي النظام الجزائري الذي أغدق عليها من ريع نفطه بالمال والسلاح لزعزعة استقرار المغرب واستنزافه في نزاع مفتعل بدعوى حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره»، يقول محمد يحضيه في «ذاكرة التمرد». وظهر واضحا من خلال البيان التأسيسي لجبهة البوليساريو الصادر في الصادر 10 ماي 1973، وجود أسماء عديدة عاشت تجربة دار التوزاني، ومن خلال لائحة الصحراويين التسعة المؤسسين للجبهة البوليساريو يمكن الوقوف على دور الضيعة في بناء شخصية المتمردين الشباب خاصة بعدما ذاقوا في فترة الشباب أكبر أصناف التعذيب في مخافر الشرطة بسبب تصرفات لا تتجاوز حدود شغب اليافعين في تجمعاتهم. تضم اللائحة الولي ولد الشيخ مصطفى السيد، المنحدر من مدينة السمارة، وولد الشيخ بيد الله وهو من نفس المدينة الدينية، وعمر ولد الشيخ حامد، رجل ثقة الولى السيد، وابراهيم غالي ولد الشيخ المصطفي، والبشير ولد عبد الله الدخيل المولودفي مدينة العيون، وهو سياسي صحراوي معروف بمواقفه الإنسانية والحقوقية، وصدافة ولد امحمد باهية وهو من أصول موريتانية، ومحمد لمين من مدينة طانطان الذي أصبح الرجل الثامن في هرم الجبهة في ما بعد، وهو مفكر ومنظر سياسي، والمحفوظ على بيبا المنحدر من نفس المدينة والذي أصبح مؤسسا ومديرا لجهاز للمخابرات بالبوليساريو لفترة زمنية، فضلا عن ماء العينين مربيه ربو الذي أصبح مديرا لإذاعة الانفصاليين، واللائحة طويلة.

عمير بيريتس: الوزير البجعدي الذي حارب العرب
في عز الصراع بين القصر والإقامة العامة الفرنسية، ووسط جو من الاحتقان، ولد عمر بيريتس في المدينة القديمة لأبي الجعد يوم تاسع مارس 1952، وسط أحياء لا وجود فيها لملاح مخصص لسكنى اليهود على غرار باقي المدن، مما يؤكد حجم الانصهار بين المسلمين واليهود في هذه المدينة.
قبل أن يلتحق عمر بالمدرسة اليهودية في أبي الجعد، على غرار باقي أطفال اليهود الذين كانوا يقتاتون من التجارة وبعض المهن التقليدية، كان والده يقود الطائفة اليهودية في المدينة الروحانية، وكان يملك محطة بنزين فنشأ الفتى وسط أسرة يهودية مغربية ميسورة الحال، يتحدث العربية واللهجة المغربية بطلاقة، بالإضافة إلى الفرنسية والعبرية. قرر والده الانضمام إلى الرحلة الكبرى لليهود المغاربة نحو «أرض الميعاد»، فهاجر عمر رفقة أفراد أسرته عن عمر لا يتجاوز الخمس سنوات.
استقرت أسرة بيريتس في مدينة سديروت، واستكما الابن دراسته، ولم يكن عمر بحاجة إلى فترة استئناس بالعالم الجديد، فقد كان حريصا على فهم ما يجري حوله وهو فتى صغير، إذ تشبع بالفكر الصهيوني منذ مراحل شبابه.
تقلد أول منصب في شبابه حين عين رئيسا لبلدية سديروت وهو في سن الواحدة والثلاثين، وعبرها ولج الكنيسيت الإسرائيلي ممثلا لسكان هذه المدينة الفقيرة التي تضم مهاجرين من الشرق. وأصبح زعيما لحزب العمل سنة 2005 وبعدها وزيرا للدفاع، بعدما تغلب بشكل مفاجئ على شمعون بيريس، وكان هذا الفوز بمثابة نصر سياسي فتح الأبواب أمام بيريتس ليهجر حزبا كان في قيادته بمستويات مختلفة على مدى خمسين عاما، كما أنه يفخر بكونه أول من شن حربا على لبنان سنة 2006. وشن حربا واسعة النطاق على قطاع غزة، بحجة أسر جندي احتلال لم يتم إطلاق سراحه حتى اليوم. أنهى مساره السلطوي نائبا لرئيس الوزراء في الفترة ما بين 2006–2007، ويشغل منذ سنة 2013 منصب وزير حماية البيئة. تردد عمر على المغرب وزار أبي الجعد في أكثر من مناسبة، وقيل إنه زارها متنكرا حين منع من دخول المغرب بعد أن خطط لضرب لبنان، واستنادا إلى مطالب هيئات حقوقية صنفته في خانة مرتكبي جرائم الحرب.

يقول لخضر بن خلاف النائب البرلماني في جبهة العدالة والتنمية الجزائرية “لا مجال لتطبيق المادة 88 من الدستور لأن الرجل الثاني في الدولة مغربي الأصل»، وهو التصريح الذي أثار نقاشا حول الرجل الذي سيتولى الرئاسة في الفترة الانتقالية، وهو رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، صاحب الجنسية المغربية أصلا، وهو ما اعتبره السياسيون غير جائز دستوريا.
ويضيف لخضر بن خلاف أن عبد القادر بن صالح اكتسب الجنسية الجزائرية في السنوات الأولى للاستقلال، «وبالتالي من شروط تولي رئاسة الجمهورية أن يكون الرئيس ذا جنسية جزائرية أصلية، بينما واقع الحال لدى بن صالح هو مغربي»، بل إن الرجل دعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة وهو ما رفضه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
كثير من المغاربة الذين هاجروا إلى الجزائر أداروا ظهورهم لمسقط الرأس، حين جلسوا على كراسي المسؤولية في الجزائر، بل إن الرئيس بوتفليقة من مواليد وجدة وفيها درس الابتدائي والثانوي، رغم ادعائه أن تلمسان هي مسقط رأسه، كما يعد وزير الداخلية السابق اليزيد الزرهوني من أبناء مكناس، وولد القابلية وزير الجماعات المحلية طنجاوي الأصول، وعلي التونسي المدير السابق للأمن الجزائري دكالي الانتماء، إضافة إلى نور الدين دلسي ومحمد مرسلي وقاصدي مرباح المكناسي، والشريف بلقاسم أحد زعماء جبهة الإنقاذ، والطاهر خلادي وعبد العزيز معاوي وعبد الله خلف وأسماء كثيرة تندرج في إطار ظاهرة «المغاربة الأصل المتحكمون في الجزائر».
لكن الرجل الذي أكل الغلة وسب الملة هو اليزيد الزرهوني الذي يشبهه قدماء المسيرين بأوفقير، كان وزير داخلية جزائري مغربي الأصل زرهوني المولد، لكنه ظل يعادي المغرب. والسؤال المطروح بحدة هو: لماذا يصر حكام الجزائر المغاربة ومستشارو الرئيس بوتفليقة وعلى رأسهم مدير ديوانه السياسي، مولاي محمد المكناسي، الذي لم يحصل على الجنسية الجزائرية إلا سنة 1972، على أن تبقى العلاقات متردية مع المغرب، والحدود بين البلدين مغلقة منذ غشت 1994، بل منهم من كان وراء قرار طرد آلاف المغاربة سنة 1975.

رئيس أركان الجيش الاسرائيلي
دار جدل كبير في وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد صدور قرار خبر تعيين عسكري من رتبة جنرال، من أصل مغربي، اسمه غادي إيزنكوط، على رأس أركان الجيش الإسرائيلي، حيث تم الالتفات إلى أصول والده في المغرب وإلى سيرته العسكرية، التي تقلد خلالها مناصب متقدمة، أبرزها قيادة لواء النخبة في جيش الاحتلال، الذي خاض معارك غزة.
شرع غادي إيزنكوط في ممارسة مهامه بشكل رسمي يوم 15 فبراير من هذا العام، خلفا للجنرال لبيني غانتس، وحين كانت السلطات منشغلة بتنصيبه رئيسا لأركان جيش الاحتلال، بعد أن كان أبرز المشرفين على الجيش الإسرائيلي في الشمال، لمتابعة التطورات الأمنية في لبنان وسوريا، كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تنبش في سيرة إينكوط، محاولة وضع طبقات سميكة من الغبار على أصوله، حيث قالت إنه من مواليد منطقة طبرية شمال فلسطين، وعن أصله الحقيقي، حيث أوردت عدة تحليلات تشير إلى كون أسرة إيزنكوط أصلها يهود أشكناز، من المنحدرين من أوروبا الشرقية، بعد نزوح عائلات يهودية من روسيا وبولندا إلى المغرب، بعد الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى أن عائلة إيزنكوط بقيت على قيد الحياة وتناسلت في المغرب، مقابل انقراض عائلات يهودية أخرى.
وتحدثت صحف إسرائيلية أخرى عن جذور القائد العسكري، وقالت إن أمه بيضاوية ووالده يهودي مراكشي، وأن أسرته عاشت بين مراكش والدار البيضاء قبل أن تقرر الرحيل إلى إسرائيل، وتستقر في إحدى المستوطنات الاسرائيلية بطبرية.
يزور والدا القائد العسكري المغرب في إطار زيارة الأولياء الصالحين خاصة في منطقة مراكش، حيث قيل إنه يشكر الولي بعدما حظي ابنه إيزنكوط بثقة كل من رئيس حكومة الاحتلال ووزير الدفاع، فيما لا توجد أي أخبار عن زيارة العسكري للمغرب، كما عرف عنه عداؤه للعرب والمسلمين، خاصة حزب الله، بل إنه توعد مطاردة ما يعرف بفصيل «أنصار بيت المقدس».
هناك العديد من اليهود المغاربة الجذور، الذين استنشقوا هواء المغرب وما أن اشتد عودهم حتى تنكروا له، بل منهم من دعا إلى محاربة اللغة العربية، كشمعون أوحيون المولود في فاتح يونيو 1945، بالمغرب وتحديدا في الصويرة، قبل أن يهجر البلاد مع حصول المغرب على الاستقلال، ويصبح سياسيا إسرائيليا وأستاذا في جامعة بار إيلان، ثم عضوا في الكنيست عن حزب «إسرائيل بيتنا». وعمل لحساب الوكالة اليهودية في الولايات المتحدة، حيث كان مسؤولا عن تشجيع الطلاب للدراسة في الجامعات الإسرائيلية. كما شغل أيضا منصب رئيس مجلس إدارة منظمة للمهاجرين المغاربة. قدم شمعون أوحيون سنة 2014 مشروع قانون لجعل العبرية لغة الدولة الرسمية الوحيدة وإلغاء هذه الصفة عن اللغة العربية.
يضاف إلى هؤلاء أرييه درعي مخلوف، الذي ولد في عام 1959 وسط عائلة يهودية في مدينة مكناس بالمغرب، حيث عاش السنوات التسع الأولى من حياته. بعد حرب الأيام الستة عام 1967، واستياء ظروف اليهود في المغرب، قرر والدا درعي الهجرة إلى إسرائيل سنة 1968. وانخرط درعي في السياسة الإسرائيلية وأصبح قياديا في حزب شاس وانتخب عضوا في الكنيست. ثم شغل منصب وزير الداخلية، ومن موقعه شرع في حربه على العرب متنكرا لأصوله.

رئيس وزراء زيمبابوي..
اختار مورجان تسفانجيراي، زعيم المعارضة في زيمبابوي، الاستقرار لفترة طويلة في المغرب كلاجئ سياسي وهو في عز الشباب، قبل أن يعود إلى بلده الجاثم في جنوب شرق القارة الإفريقية.
ظل موجان منذ هروبه من بطش النظام الحاكم في زيمبابوي يخشى المتآمرين ويرواغ كل محاولة اغتياله، ومن بريتوريا ظل الرجل يطالب بانتخابات ديمقراطية نزيهة، قبل أن يهرب صوب المغرب بعيدا عن الأنظار والمسدسات الكاتمة للصوت وأرجأ عودته إلى بلاده إلى أجل غير مسمى.
كان من المتوقع أن يعود تسفانجيراي إلى زمبابوي لبدء الحملة الانتخابية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي كان يعتزم خوضها ضد الرئيس روبرت موغابي، وقال من المغرب إن أنصاره «سيشعرون بأنهم «خُذلوا» في حال إحجامه عن خوض الجولة الثانية من الانتخابات التي اشترط أن تخضع لمراقبة دولية كاملة حتى يشارك فيها، إذ طالب المعارض اللاجئ بنشر قوات حفظ السلام التابعة لتجمع دول جنوب القارة الأفريقية في زيمبابوي من أجل قمع أعمال العنف في البلاد، علما أن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مرحلة سابقة قد أسفرت عن تفوق تسفانجيراي على موغابي، إلا أن نسبة الفوز لم تكن كافية لتفادي جولة ثانية من التصويت. فضل مورجان قيادة الحركة المعارضة عن بعد، سيما بعد اعتقال ناشطين سياسيين من طرف ميليشيات قال مورجان إنها موالية للحكومة، وهي تحمي حزب «زانوا بي إف» الحاكم، وبتدخل من مانديلا قطع مورجان «عطلته السياسية» بالمغرب وعاد إلى زيمبابوي ليحصل على منصب رئيس الوزراء، شاكرا المغرب على حسن الضيافة، لكن سرعان ما نسي فضل المغرب عليه وأعلن اعتراف بلده بالانفصاليين في موقف أغضب الحسن الثاني.

الرئيس الموريتاني.. دفء الانتماء وبرودة في العلاقات

كشفت صحيفة مغربية عن أصول الرئيس الموريتاني، من خلال وثيقة أمريكية سربها موقع «ويكيلكيس» تقول إن محمد ولد عبد العزيز يدير البلاد بشكل يقود إلى استفادة محيطه القبلي. وأبرزت الوثيقة التي أعدها السفير الأمريكي بنواكشوط بلوار في السادس يناير 2009 وتم تسريبها من قبل الموقع الشهير بتاريخ 30 غشت 2011 «إن جذور الرجل أقرب إلى السينغال والمغرب منها إلى موريتانيا كما يقول عدد من وجهاء البيضان».
أشارت الوثيقة المسربة إلى المحيط القبلي لولد عبد العزيز، وقالت «إن غالبية وسطه الاجتماعي يقيم بمدينة أكجوجت ومراكش المغربية كما أنها توجد في مدينة السمارة في الصحراء، أما في الجنوب فيتركز وجود القبيلة في روصو مسقط رأس البرلماني محسن ولد الحاج، فيما تربي كل من ولد عبد العزيز وأعلي ولد محمد فال مدينة اللوغا السينغالية، كما هو شأن ابن عمهم ماء العينين ولد التومي الذي كانت لدى عائلته مصالح اقتصادية في مدينة سان لوي».
وأضاف السفير الأمريكي في الوثيقة «يتحدث ولد عبد العزيز لهجة حسانية غير نقية ومن الشائع القول إن عزيز ليس موريتانيا بل هو مغربي، وفي كثير من الدورات السياسية يتهم عزيز بأنه يحيط نفسه بأشخاص مقربين من المغرب، ويثبت مجموعة صغيرة مقربة من الرباط».
لا يقتصر الانتماء على الوثيقة المسربة، بل إنه ارتبط بزوجة مغربية كشفت عن مدى جذوره، رغم عدائه الظاهر للمغرب. تزوج الرئيس بـ»تكيبر» بنت أحمد ماء العينين ولد النور التي تصر على حمل جواز السفر المغربي، رغم أنها السيدة الأولى في موريتانيا، باعتبارها زوجة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يحكم البلاد، كما تحرص على التمسك بالتقاليد المغربية، خاصة حين يتعلق الأمر بزفاف رئاسي، ناهيك عن رغبتها الجامحة في قضاء عطلها القصيرة والطويلة في طنجة ومراكش، بل إن ابنة الرئيس لا تتردد لحظة في الظهور بلباس مغربي.
ولدت تكيبر ونشأت في المغرب. والدها هو ماء العينين ولد النور كان يعيش في موريتانيا قبل أن يرحل إلى المغرب في بداية الستينات، ويعلن بيعته للملك محمد الخامس، وفي عهد المختار ولد داداه توبع من طرف الحاكم الموريتاني بالولاء لوطن آخر. تزوج أحمد ماء العينين فتاة مغربية أنجب منها تكيبر وأخوتها، في زمن كان دخوله لموريتانيا ممنوعا.
شاءت الصدف أن يحل محمد ولد عبد العزيز بالمغرب للقيام بدورة تكوينية بالأكاديمية العسكرية لمدينة مكناس، فالتقى تكيبر في إحدى الحفلات العائلية هناك، وحين انتهت فترة التكوين تقدم لطلب يدها من والدها أحمد الذي كان يشتغل في السفارة المغربية بالرياض، معلنا زواجه منها منهيا محنة الأسرة بالسماح لها بدخول موريتانيا بعد طول حصار، حيث أصبحت زوجة رئيس الحرس الرئاسي. في سنة 2008 قاد زوجها انقلابا ضد الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبد الله، وبعد مرور سنة نالت الزوجة لقب «السيدة الأولى». لكن كل هذه الوشائج لم تكن كافية لتدفئة العلاقات بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى