- محمد اليوبي
أحيل، صباح أمس الاثنين، الكولونيل عز الدين اعمومو، الذي يعتبر من كبار الضباط المقربين من الجنرال اليعقوبي المفتش العام للوقاية المدنية، على قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالرباط، والذي أمر بوضعه رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن الزاكي، كما شمل التحقيق زوجته وشقيقه الذي يعمل كذلك ملازما بالوقاية المدنية، وذلك بعد فضائح الشهادات المزورة التي هزت الجهاز، وأسفرت عن اعتقال 11 مسؤولا بينهم ضباط كبار ومتابعة 78 عنصرا في حالة سراح.
وأفادت مصادر مطلعة، على تفاصيل الملف، أن اعتقال اعمومو جاء بناء على المعلومات التي أدلى بها الضباط المعتقلون في تصريحاتهم أمام الضابطة القضائية للدرك الملكي وأمام قاضي التحقيق، ومنهم الكولونيل بنزيان والكولونيل الغربي، وكذلك عناصر الوقاية المدنية الآخرين المتابعين في حالة سراح. وتفيد المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار» عن وجود شبهة تورط اعمومو في توظيفات بناء على شهادات مزورة عندما كان مديرا للموارد البشرية، كما تم اعتقال وسيطة بمدينة مكناس كانت تتكلف بتزوير الشهادات التعليمية، ومن المنتظر أن تشمل التحقيقات وموجة الاعتقالات رؤوسا أخرى داخل محيط الجنرال اليعقوبي.
وكشفت المصادر ذاتها، عن اندلاع احتجاجات داخل ثكنات الوقاية المدنية بعد حملة الاعتقالات الأخيرة التي شملت كبار الضباط، ومن بين الفئات التي تقود احتجاجات داخل الجهاز، فئة الحاصلين على شهادات جامعية حقيقية من إجازة وماستر، والذين تم إقصاؤهم من الترقيات في حين استفاد منها ضباط توظفوا بشهادات مزورة. وأفادت المصادر ذاتها، أنه تم توظيف الحاصلين على الباكالوريا في درجة ضباط الصف «ملازم»، ويوم 25 غشت الماضي، أعلنت مديرية الوقاية المدنية عن مباراة لتوظيف الضباط، حيث قرر الكولونيل اعمومو حرمان عناصر الوقاية المدنية المزاولين من المشاركة في هذه المباراة من أجل الترقية، وفتحها في وجه أشخاص من خارج الجهاز، خلافا للنظام الأساسي الخاص بهيئة الوقاية المدنية الذي ينص في الفصل 23 على أن الأولوية في الترقية من درجة ضباط الصف إلى درجة ضباط تعطى للعناصر المنتمية للجهاز.
وأشارت المصادر ذاتها، أنه بعد الإعلان عن النتائج الكتابية، عرف مجازو الوقاية المدنية لماذا تم إقصاؤهم، حيث تضمنت لائحة الناجحين فقط المقربين والذين توظفوا عن طريق الوساطة وعلاقات الزبونية والمحسوبية، لكن لحدود الآن لم يتم الإعلان عن النتائج النهائية بعد تفجر فضيحة «الشهادات المزورة» وتحدث عنصر مجاز من الوقاية المدنية عن وجود ما أسماه «حقد كبير» لدى كبار الضباط على العناصر التي تتوفر على شهادات جامعية عليا، حيث مؤخرا تمت معاقبة عنصر يتوفر على إجازة في الحقوق، فقط لأنه اجتاز مباراة بالمحافظة العقارية وتقدم باستقالته من الجهاز، فتم توقيفه عن العمل لمدة 6 أشهر، وبعد ذلك صدر في حقه قرار التنقيل التأديبي عقابا له، وتحدث المصادر ذاتها، عن وجود العديد من حالات التنقيل العقابي بدون اتباع مسطرة الإحالة على المجلس التأديبي في حق العناصر التي تتوفر على شهادات جامعية حقيقية وليست مزورة، وتطالب هذه الفئة بالاستفادة من الترقية بالشهادة إلى درجة ضابط بالوقاية المدنية أو إلى درجة متصرف مساعد بوزارة الداخلية على اعتبار أن الجهاز تابع لهذه الوزارة.