نوابغ في الغربة أبناء مهاجرون مغاربة يبهرون الكبار
تلقوا طلبات تجنيس ووعودا بمناصب
في الوقت الذي يطرح فيه مشكل الأطفال القاصرين المغاربة بالمهجر، وتجد الحكومات صعوبة في تدبير ملف فتيان شدوا الرحال إلى الفردوس الأوربي لتحقيق أحلام سكنتهم، قبل أن تتلاشى أمام واقع مختلف عما رسمته الأحلام، في هذه الظرفية التي يطرح فيها على أعلى المستويات، ملف أطفال المغرب المنتشرين في بقاع العالم وأوروبا على الخصوص، يقدم أطفال آخرون صورة أخرى عن أطفال المغرب في الغربة.
حين تتحدث التقارير الأمنية عن خطر القاصرين القادمين من المغرب الذي يهدد استقرار جيراننا في الضفة الأوربية، يصنع أقرانهم المغاربة مجد الوطن في المهجر، ويجبرون الأوربيين حتى الأكثر شوفينية على الوقوف احتراما لهم والتصفيق بدون انقطاع احتراما لمواهبهم.
صحيح أن الطفل الموهوب في المغرب يعاني أكثر من رفيقه في الغربة، بسبب غياب الظروف المواتية المساعدة على الخلق والإبداع، إلا أن التحدي يصنع المجد، لأن الطفل الموهوب مثل النبتة، يحتاج إلى من يحميه ويساعده على النمو الطبيعي، ويزيل من أمامه العقبات، ويفتح له الطريق، كما يحتاج أولا إلى من يفهمه، ويقدر تفوقه وموهبته.
تصنع الإمكانيات الفرق في التفوق والنبوغ، ويجد الطفل في المهجر الشروط الضرورية التي تنمي قدراته وتصونها، لاسيما في ظل مناخ يساعد على الاهتمام بالموهوبين والمبدعين، من خلال توفير المناهج والمقررات والبرامج التربوية التي تلبي احتياجاتهم، ووجود الهياكل المؤسساتية القادرة على صيانة الموهبة الصاعدة وتطويرها والحفاظ على استمراريتها، لاسيما في عالم متيقظ لمستقبله.
يقول علماء التربية إن الفترة الحاسمة التي يمكن أن يرتقي فيها الخيال الإبداعي لدى الأطفال هي ما بين سنتين وست سنوات. ولذلك فإن تنمية هوايات الأطفال وقدراتهم الإبداعية مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، عكس ما يجده الفتى المبدع في المغرب حيث نادرا ما يجد تأطيرا من محيطه، بل إن بعض الآباء لا يترددون في منع أبنائهم حين يمارسون فنا إبداعيا.
إيدر مطيع.. الفتى السوسي الذي قهر علماء بريطانيا
فجأة تحول الفتى الصغير ابن مدينة تيزنيت إلى اسم تردد بين كبار خبراء البرمجة، قبل أن تنتبه شركة «غوغل» إلى هذه الموهبة وتضعها تحت المجهر، ثم تنتهي بالاعتراف بقدراته وتمنحه لقب «المبرمج الصغير».
اسمه إيدر مطيع وعمره 15 سنة، لكن فكره ومؤهلاته العلمية في مجال البرمجة تتجاوز سنه بكثير. ظهرت عليه أعراض النبوغ مبكرا، وشرع في تعلم البرمجة لوحده ولكن وجود أخيه فهد في هذا المجال ساعده ووجهه بشكل أكثر دقة، ناهيك عن قدرته الخارقة في قضاء ساعات بلا انقطاع في عالم «يوتوب»، بعد أن تعلم اللغة الإنجليزية بشكل جيد، بل وأضحى متحدثا لها بطلاقة، ما شجعه على تعلم خمس لغات لتسهيل امتلاك أدوات الاشتغال في عالم البرمجة.
ورغم صغر سنه، أبهر إيدر كبار المبرمجين بالعالم، وأثبت ذلك أولا في مهرجان المطورين «ديف فيست» الذي نظمته مجموعة «غوغل ديفلوبر غروب» في مدينة أكادير، قبل أن تفتح في وجهه أبواب المسابقات العالمية.
كانت المسابقة مخصصة لخريجي الجامعات لكن الفتى ألح على المشاركة. يروي عمه الحسن مطيع لموقع «سكاي نيوز» واقعة طريفة حدثت لهما بعد تنقلهما من تزنيت إلى أكادير، وقال: «منعنا من الولوج إلى داخل المدرسة العليا التي تنظم فيها تظاهرة «غوغل»، بدعوى أن الطفل المرشح لن يفقه شيئا في المجال. لكن بعد إصراره على المشاركة كمتفرج تمكنا من الدخول. لم يستغرق الأمر سوى دقائق قليلة حتى لفت انتباه القائمين على الحدث». نال الطفل لقب «المبرمج الصغير» تحت تصفيقات الإبهار، وعلى الفور دخلت شركة «غوغل» في مفاوضات لاستقطابه.
لقي الفتى اهتماما كبيرا من قبل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب، التي أعلنت على صفحتها الرسمية في موقع «فيسبوك» عن عبقرية الطفل المغربي وتنبأت له بمستقبل كبير، خاصة في مجال حماية المعطيات ومعالجتها أو ما بات يعرف بأمن الحواسيب.
تكفلت المؤسسة الأجنبية «لندن أكاديمي» فرع الدار البيضاء، بفضل مديرها سمير بن مخلوف، بكافة مصاريف دراسة «المبرمج الصغير» لأنه يستحق التميز، خاصة بعد أن كون فريق عمل للبحث في مجال الروبوهات، وشرع في حصد الجوائز تباعا. شهرة إيدر، بلغ صداها السفارة الأمريكية في الرباط، التي هنأته في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك»، وكتبت: «طفل متفوق في البرمجيات واللغة الإنجليزية من تزنيت. واصل إيدر».
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبح قدوة للتلاميذ، يكفي دعوته من طرف مدارس وجمعيات خيرية لمقراتها ومشاركة الأطفال تجربته الرائدة، حيث نبه أقرانه من خطورة استغلال عشق الإبحار في عوالم الأنترنيت في أمور أخرى أو التباهي بصفة قرصان.
وبعيدا عن الأضواء واتصالات الصحافيين به، يرغب الطفل العبقري في إكمال مشواره التعليمي في الولايات المتحدة أو بريطانيا أو ألمانيا، ليضع بصمته في علوم الحاسوب ويحقق حلمه الذي طالما ردده على مسامع مقربيه.
من جهة أخرى، نفى حسن مطيع، عم النابغة المغربي إيدر مطيع، أن يكون ابن أخيه قد غادر المغرب، عكس كل الشائعات التي يتم ترويجها خلال الأيام الماضية، كما كذب خبر حصوله على الجنسية البريطانية، قبل أن يؤكد أن إيدر مستقر منذ 2019 بمدينة الدار البيضاء، حيث يتابع دراسته بمؤسسة لندن أكاديمي.
آدم عامر.. أصغر طيار مغربي في العالم
قبل خمس سنوات، وحين كان آدم محمد عامر يبلغ من العمر ست سنوات، نال لقب أصغر طفل طيار في العالم، وهو ثمرة زواج مغربي مصري. والده محمد عامر مصري الجنسية مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة ويشتغل في إدارة نادي العين الإماراتي، فيما فضلت والدته نجاة الحتحوت صفة ربة بيت وندرت حياتها لتربيته رغم توفرها على شهادات عليا.
خلال إجازة قادته رفقة والديه إلى المغرب، وعلى متن إحدى رحلات طيران الاتحاد القادمة من الدار البيضاء صوب أبو ظبي، التقى الطفل المفتون بعمل الطيارين، مع الطيار سامر قائد الرحلة، وتحدثا حول تقنيات القيادة، ليفاجأ الربان بالمعلومات الدقيقة التي يمتلكها الفتى والتي تخص أنظمة تشغيل الطائرة. وانبهر القائد وطاقمه المساعد وحين وصلت الرحلة إلى أبو ظبي أبلغ إدارة طيران الاتحاد بالطفل المعجزة، فمنحت له الشركة فرصة الطيران في رحلة محاكاة على أجهزة الشركة، كان هو فيها كابتن الرحلة، ومعه طيار مساعد على طائرة «إيرباص».
وهرعت مجموعة من القنوات التلفزيونية العالمية لرصد الحدث وفهم سر ظاهرة «الولد الطيار»، وأنجزت قناة «سي إن إن» والفضائيات العربية والمصرية تقارير لمراسليها من العين حول الكابتن الصغير.
منذ صغره، انكب الطفل آدم على تقنيات التحليق، فانبهر بعباس بن فرناس وكان يفضل شراء لعب طائرة، ومع مرور الأيام انشغل أكثر في الحسابات الإجرائية لأنظمة تشغيل الطائرات. جذبت المعرفة المذهلة بالعمليات المعقدة للطائرة، التي يتمتع بها الطفل، أنظار العامة حين بث مقطعا مسجلا من محادثاته مع ربان طائرة.
قامت الاتحاد للطيران بدعوة آدم إلى مركز التدريب التابع لها، ليحظى بيوم حافل خاص بتدريب الطيارين، حيث ارتدى بذلة الطيارين التي أهديت خصيصا له من قبل الشركة، وخاض عدة جلسات على جهاز محاكاة طائرة.
وتحدّث الكابتن ماجد المرزوقي، نائب الرئيس لشؤون عمليات الطيران في الاتحاد للطيران، في الشريط ذاته قائلاً: «رؤية آدم والحماس الذي يشرق في عينيه، ذكرتني بطفولتي، وحلمي في أن أصبح طيارا. إنها حقا لفرصة رائعة بالنسبة لنا مشاركة الأطفال في مجتمعنا أحلامهم وأمنياتهم. أبدى آدم معرفة وفهما كبيرين، من خلال تعلم إجراءات العمليات المعقدة للطائرات عبر قناة يوتيوب. أتمنى أن يكون قد استمتع بيننا في يوم من حياة طيار، وأن يكون هذا اليوم دافعا له ليواصل سعيه وشغفه بالطيران عندما يكبر».
حمزة بكاش.. طفل مغربي يبهر لجنة التحكيم رغم إعاقته
استطاع الطفل المغربي حمزة بكاش، والذي يعاني من إعاقة في قدميه ويستخدم الكرسي المتحرك، أن يبهر لجنة تحكيم برنامج المواهب «إسبانيا غوت تالنت» بموهبته وإصراره، حيث قدم الطفل بكاش عرضا راقصا نال استحسان لجنة التحكيم والجمهور المتواجد في المسرح، والذين وقفوا جميعهم للتصفيق له والتعبير عن إعجابهم بقدرته وموهبته بالرغم من إعاقته.
كاد الفتى أن يفوز باللقب لولا الإعاقة التي كانت تحول أحيانا دون القيام بحركات فنية بالسرعة المطلوبة، لكنه اكتفى بالوصافة، بل إن علامات الدهشة والإعجاب بدت واضحة على لجنة التحكيم والجمهور، وبدا التأثر واضحا على عائلته والتي كانت تقف خلف الكواليس، حيث لم تتمالك والدته دموعها من شدة التأثر، وبدا الطفل بكاش سعيدا بردود فعل لجنة التحكيم والجمهور وتفاعلهم الكبير معه، بل إن البرنامج استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا واستقطب العديد من المواهب العربية حتى تلك المقيمة في الدول الأجنبية، بفضل إصرار منشطه أحمد حلمي على استقطاب أطفال الغربة، واستعان أحمد بطفلة قامت بدور الترجمة من الإسبانية إلى العربية والعكس لتسهيل التواصل بينه، وحمزة، الذي لا يتقن العربية، قبل أن يقدم وصلة من الرقص، أبهرت الجميع. وما أثار استغراب الحاضرين هو قدرة حمزة الهائلة على الرقص، على الرغم من أنه لا يستطيع المشي، وبرر حمزة، المقيم رفقة عائلته في إسبانيا، مهاراته في رقص «البريك دانس»، بتعلمه هذا الفن وهو في سن الخامسة.
بلال غازي.. الطفل المقرئ الذي مات في حادثة سير بفرانكفورت
لم تكتمل فرحة أسرة الطفل بلال غازي بنيله لقب كبير المقرئين بالرغم من صغر سنه، فقد شاءت الأقدار أن يفقد المغرب مقرئا في الغربة حاملا للجنسية الألمانية، بسبب حادث سير في ألمانيا، فقد شاءت الأقدار أن يموت حافظ القرآن وتشيع جنازته من مسجد بلال بفرانكفورت الألمانية، وهو المسجد الذي كان يتردد عليه بلال قبل وفاته.
تناقل المغاربة المقيمون في ألمانيا، بعد وفاة هذا الطفل الموهبة الذي حصد العديد الجوائز، مقاطع عبر «واتساب» تسجيلات صوتية يتلو فيها القرآن الكريم بصوت عذب، وكانت والدته تعمل على نشر هذه المقاطع وفاء لذكرى ابنها الذي مات ويحمل في صدره الآيات البينات والأحاديث بالرغم من صغر سنه.
قامت القنصلية المغربية في فرانكفورت بكل الإجراءات الإدارية وساندت أسرة الطفل الهالك في محنتها، كما قامت بالإجراءات المتعلقة بالدفن، من جهة ثانية تصدت الجالية المغربية في هذه المدينة للادعاءات المغرضة التي حاولت تأويل حادثة سير عرضية وجعلها فعلا جرميا عنصريا، وهو ما نفته التقارير الأمنية التي واكبت الواقعة.
ترجع أصول بلال إلى منطقة الريف، فهو ابن أسرة ريفية انتقلت إلى ألمانيا للعيش هناك، وتمت تربيته وفق أصول التقاليد المغربية ومناهج التربية الدينية، وبفضل والده حفظ القرآن الكريم وأصبح واحدا من المجودين الصغار على مستوى المدينة التي تقطن بها أسرته، وكلما حل أفراد الأسرة بالمغرب شارك الفتى في مسابقات أبهرت منظميها.
برزت مواهبه في مسابقة لتلاوة القرآن الكريم عبر الأنترنيت، حيث فاز بجائزة «القارئ العالمي» هي مسابقة عالمية تقام برعاية من لدن حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، لتلاوة القرآن الكريم، شارك فيها الراغبون من أي مكان في وتسجيل بياناتهم، ثم رفع مقاطع فيديو لتلاوتهم، بل إن هذه المشاركة لم تكن الأولى بل راهن الفتى على مشاركات أخرى في ربوع العالم لولا الموت الذي داهمه في عز تألقه.
وفي نفس المدينة تمكنت الطفلة المغربية فردوس بوزريوح من الفوز بتحدي القراءة العربي 2019 على مستوى ألمانيا، لتتأهل للإقصائيات على مستوى أوروبا لتدخل غمار التنافس على اللقب في صنف طلاب الجاليات في الدول غير العربية في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
وتبلغ البطلة فردوس، المزدادة بألمانيا، من العمر عشر سنوات، وكانت قد مثلت، خلال هذا التحدي، مدرسة الصداقة الكائنة بمدينة راونهايم الألمانية، حيث قرأت 25 كتابا وقدمت لها ملخصا.
لامين يامال.. ميسي مغربي في برشلونة
اعتبره الكثيرون خليفة ميسي بفضل مواهبه الخارقة وتألقه في أكاديمية لاماسينا التابعة لنادي برشلونة الإسباني، إنه لامين يامال النصراوي، وهو لاعب إسباني من أصول مغربية، لفت الأنظار في «البارصا»، لهذا قرر تشافي هيرنانيدز، مدرب الفريق الأول، استدعاءه للتدرب مع الكبار، بالموازاة مع لعبه مع فئة أقل من 15 سنة.
ذكرت صحيفة «ماركا» الإسبانية أن تشافي هيرنانديز، مدرب فريق برشلونة، استدعى اللاعب لامين يامال النصراوي، للتدرب مع الفريق الأول، بعد انبهاره بفنياته. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن لامين يامال النصراوي يلقب بـ «ميسي الصغير»، في برشلونة، ولديه قدرة كبيرة على المراوغة، وهذه من أكثر السمات التي جعلته محط إعجاب الكثير من الأندية، وأنه قادر على اللعب في الجهة اليمنى أو اليسرى، أو في الهجوم أو خط الوسط.
وأضافت «ماركا» في وصفها للنجم المغربي الصاعد: «الطفل الذي هو من أصول مغربية، يتميز بالثقة بالنفس، كما أن مستواه يفوق عمره، مع الرقم 10 على ظهره، من المستحيل عدم رؤية ميسي في كل مرة يلمس فيها الكرة». وواكبت الموهبة المغربية عدة منابر إعلامية التي تنبأت له بمستقبل مبهر، خاصة بعد مشاركة لامين مع الفئات الصغرى لنادي برشلونة في كأس أوروبا «يوروبا ليغ»، وحصل على جائزة أصغر لاعب يشارك في هذه المسابقة.
وكان حساب «لا ليغا» الرسمي، على «تويتر»، قد سار على نفس المنوال، ووصف يامال بميسي، حيث علق على أحد أهدافه: «ميسي صغير».
ولد لامين يامال النصراوي سنة 2007، في مدينة ماتارو، شمال برشلونة، من أب مغربي وأم من غينيا الاستوائية، التحق بأكاديمية «لاماسيا» وهو في الخامسة من عمره، لديه ثلاث جنسيات مختلفة، كونه من أصول مغربية، بالإضافة إلى غينيا الاستوائية، وأيضا الجنسية الإسبانية (مكان الولادة).
أحمد الرميلي.. نحات العجين
أبهر الطفل المغربي أحمد الرميلي المقيم رفقة أسرته في ولاية فلوريدا الأمريكية، العالم حين حصل على جوائز الإبداع في تخصص النحت على العجين، وقال منشط حفل التتويج إن أحمد «يروض العجين والسيراميك». بينما أكد الطفل المغربي المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية خلال كلمته بأن تشكيله للعجين الغاية منه تنفيذ بعض من الأفكار التي تخطر على باله ويستغرق أحيانا ساعات في بلورتها إلى مجسمات ناطقة بالفن، وتصوير ذلك عبر تقنية الفيديو حتى يصل صدى الإبداع للجميع.
وقال الرميلي الذي يبلغ من العمر 14 سنة إن علاقته بالعجين بدأت من الروض، وعمره خمس سنوات، قبل أن تكبر الهواية معه، «من منا نحن الأطفال من لم يحاول في طفولته تشكيل العجين لصنع مجسمات وشخصيات، بعضنا فشل في ذلك وبدأ في البحث عن موهبة وطريقة لعب أخرى، والبعض الآخر نجح، وأنا من هؤلاء الذين نجحوا في هذا الفن».
ولدت الموهبة مع صاحبها أحمد ولكنها كانت في حاجة لممارسة وتدريب حتى يصبح الطفل مبدعا، لاسيما أن المهاجر المغربي وجد في المدرسة كل إمكانيات الدعم، إذ بدأ مساره رساما قبل أن يغير الوجهة ويسقط في حب العجين.
أبدع في الرسم منذ نعومة أظافره، حيث ظهرت عنده الموهبة وهو الخامسة من عمره، وكان والداه يشجعانه على دخول عالم الرسم والنحت على العجين، ومع مرور الوقت شرع في تطوير طريقته لينتقل من الرسم إلى النحت ورسم الأبطال الخارقين باستخدام عجينة السيراميك.
كانت مدرسة أحمد هي أول من لفتت نظر والأم لموهبة ابنها ودعته لتطوير ملكته وتشجيعه كي يصبح نحاتا، ونصحتها بإلحاقه حين يشتد عوده، بجامعة الفنون الجميلة. لاسيما وأنه كان منذ طفولته عاشقا لأفلام الكرتون واقتناء مجسمات الأبطال الخارقين أمثال «سبيدر مان وباتمان، ومازنجر»، واللعب بها بمفرده، حتى أصبحت غرفته عبارة عن متحف صغير لأعماله الفنية للشخصيات الكرتونية، التي يقوم بصناعتها، بعد أن قام بتجهيزها بأضواء كي تتناسب مع الشخصيات المنحوتة.
الطفلة صوفيا فراجي بطلة للتزحلق الفني بإيطاليا
لفتت الطفلة المغربية فراجي صوفيا أنظار العالم، حين نالت لقب وصيفة بطلة إيطاليا في رياضة التزحلق الفني، التي أقيمت في مدينة فلورنس الإيطالية، وسبق أن أحرزت هذه الطفلة الموهوبة المزدادة في يونيو 2005 بمدينة فلورنس على المرتبة الرابعة على صعيد ايطاليا في التزحلق الفني وهي تشق طريقها للعالمية. وبذلك تكون فراجي صوفيا أول مغربية تصعد الى البوديوم وتحرز عدة ميداليات في رياضة فنية تتطلب الاجتهاد والمثابرة، كما تنبأ لها مدربون إيطاليون في هذه اللعبة بمستقبل واعد وأن بطلة عالمية ستنبع من قلب إيطاليا.
ورغم أن هذا النوع الرياضي غير موجود في المغرب، إلا أن صوفيا فراجي مغربية الأصل، انخرطت في ناديها بفلورنس وعمرها خمس سنوات، وأشرف على تدريبها عدة بطلات إيطاليات أمثال تيسي فالونتينا، لاندي سيمونا، أليا جينا وتابيت كرستينا، وكلهن أشدن بمستواها المبهر.
تعد صوفيا فراجي اليوم واحدة من المغربيات اللواتي حققن ذواتهن في ديار المهجر، ولها متابعون في كل مناطق إيطاليا. وحين سئلت عن سر إقبالها على هذا النوع الرياضي الذي يعد تخصصا أوربيا، أجابت الطفلة صوفيا في حوار مع إحدى الصحف الإيطالية، بأن حلمها هو أن تصبح متزلجة فنية محترفة، بدأ منذ رأت أول مرة الجليد، حيث أحبت هذه الرياضة غير المألوفة نوعا ما وسط الجاليات العربية في إيطاليا، وبدأت بالتدرب على هذه الرياضة.
راكمت الطفلة صوفيا فراجي تجربة مهمة، ورصعت سجلها الرياضي بـ14 جائزة منها سبع ميداليات ذهبية، وثمار نجاحها في هذه الرياضة تعود إلى مدربيها وتداريب شاقة، وتشجيعات مدربيها وعائلتها. تطمح هذه السنة للفوز بلقب البطولة الإيطالية في التزلج الفني. وقالت والدتها ماريا إن صوفيا تتمرن لمدة ثماني ساعات في اليوم. وأضافت في تصريح إعلامي أن صوفيا اكتشفت عالم التزلج وهي في عمر الرابعة خلال مهرجان سنوي لهذه الرياضة يقام بمدينة للتزلج كوفارسيانو، لكن حلمها الكبير أن تمثل المغرب يوما.