شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

نهاركم عسل.. ترامب وصل

 

مقالات ذات صلة

يسرا طارق

 

يضع العالم كله في هذه الأيام يده على قلبه، وهو يترقب ما سيقوم به ترامب في شهوره الأولى بالبيت الأبيض. فالرجل أظهر، من خلال فترة حكمه الأولى، أنه من طينة سياسية خاصة لم تعهدها دوائر الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ بناء الدولة الفدرالية القوية؛ رجل معتد بنفسه وبقوة أمريكا، يجهر بما يخفيه الآخرون، يرى العلاقات الدولية من ثقب المصلحة فقط، ويمكن أن يقترف ما لا يخطر على بال من أجل تأبِيد التفوق الأمريكي؛ رجل يجسد البراغماتية الأمريكية في أبهى صورها، إنه صورة أمريكا كما جسدتها أفلام رامبو وأفلام رعاة البقر، حيث اليد دائمًا على الزناد، وحيث لا يدخل البطل معركة إلا ويخرج منها فائزًا.

ورث ترامب من سلفه بايدن عالمًا على فوهة بركان، حرب روسيا مع أوكرانيا، حرب غزة وتداعياتها على الشرق الأوسط، التوتر المتصاعد في بحر الصين، مخلفات جائحة كورونا على اقتصاديات البلدان، الاختلالات المناخية الخطيرة، التناقض المهول للموارد الطبيعية في العالم مقابل التضخم السكاني، الثورات الرقمية التي لا تُعرف الوجهة التي تَأخذ إليها البشر.. هذه المشاكل، وغيرها، سيحاول ترامب أن يجد لها حلولًا من منظور المصلحة الأمريكية فقط، بينما يحتاج العالم في هذه اللحظة الفاصلة لقائد عالمي، بكل ما في الكلمة من معنى، قائد يفكر في مصالح العالم من منظور إنساني، يعلي قيم العدالة والكرامة الإنسانيتين، فالبشر في النهاية يركبون السفينة نفسها، وإذا خرقها أحدهم، الكل سيغرق.

ننتظر نحن المغاربة من ترامب الكثير، ونأمل أن ننهي في عهده قضية الصحراء المغربية بشكل لا رجعة فيه، ولعل أول ما ننتظره هو فتح قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية في مدينة الداخلة، كما ننتظر منه دعم مبادرة جلالة الملك للإدماج الاقتصادي لدول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، والتي ستعزز، لا محالة، المبادرة الأطلسية للمغرب، والهادفة إلى جعل المنطقة من الناحية الجيوسياسية فضاء للتعاون والتكامل الاقتصادي والبشري، لتثبت دعائم الاستقرار السياسي بالمنطقة، وإخراجها من دوائر الاقتتال والإرهاب والمجاعات. ننتظر منه، أيضا، تصنيف البوليساريو كحركة إرهابية، فهذه المنظمة الإرهابية التي زرعها القذافي وبومدين لتسميم المنطقة ولمنعها من الدخول في مشاريع وحدوية صادقة، تكون فيها المنطقة مُشَكَّلَة من شعب واحد، موزع داخل مجالات ترابية متمايزة، قد اتضح للعالم أنها لعبة في يد الجزائر لإزعاج المغرب وللحصول على منفذ نحو المحيط الأطلسي..

ترامب هو الرئيس الأمريكي، الذي يمكن الذهاب معه بعيدًا، وفق السياسة الخارجية التي نهجتها المملكة منذ سنوات: النظر للعلاقات الدولية من منظور رابح رابح. لهذا علينا أن لا نفوت يوما واحدًا في ترسيخ مكانة المغرب الدولية، وتوسيع فضاء مصالحه الاقتصادية وتمتين وحدته الترابية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى