شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

نقط سوداء تثير استياء سكان أحياء بمراكش

انتشار للنفايات وحفر عميقة وسط الطريق ومنازل مهددة بالانهيار

محمد وائل حربول

 

تشهد مجموعة من أحياء إحدى أشهر منطقتين بالمدينة العتيقة بمراكش حالة غير مسبوقة في انتشار الأزبال والنفايات إضافة إلى انتشار الكلاب الضالة، بحيث كشفت المعطيات التي توصلت بها «الأخبار» في هذا الصدد عن مجموعة من الخروقات التي اشتكى منها السكان رفقة عدد من الحقوقيين.

وأكد عدد من المتضررين أن المجلس الجماعي رفقة رئيس مقاطعة المدينة العتيقة يتحملان مسؤولية «التهميش والإهمال وسوء التدبير والهشاشة التي تعاني منها المنطقتان خاصة أنهما تعدان من الوجهات السياحية المفضلة للأجانب، وشملهما «مشروع مراكش.. الحاضرة المتجددة»».

وكشفت المعطيات المتوفرة انتشار الأزبال والنفايات بجنبات بعض الأحياء الكبرى والحيوية بمنطقة باب اغمات، التي تحتوي على واحد من الأبواب السبعة التاريخية للمدينة الحمراء، وذلك في ظل عدم وجود الحاويات الخاصة بجمع النفايات، وهو الشيء الذي أكد المشتكون أنه يسائل المجلس الجماعي بصفة خاصة، على اعتبار أنه، قبل سنة من الآن، أعلنت الجماعة عن تفويض القطاع لشركة جديدة خاصة بالنظافة بمقاطعة المدينة العتيقة بملايير السنتيمات سنويا تقدم لها من طرف دافعي الضرائب.

واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فقد عرت الأمطار الغزيرة التي عرفتها مدينة مراكش خلال اليومين الأخيرين عن واقع الهشاشة بمنطقة باب اغمات، خاصة بعض المنازل القديمة جدا والتي تكاد تسقط فوق ساكنيها، إضافة إلى البرك المائية والأوحال التي أحدثتها التساقطات المطرية ما أسهم في زيادة عدد الأوحال بالمنطقة فضلا عن الحفر الكبيرة التي باتت تعرقل السير في أحياء باب اغمات، وتتسبب في بعض الحوادث لدى أصحاب الدراجات النارية، ناهيك عن تعقيد انسيابية الولوج والخروج من أحياء المنطقة.

وبباب دكالة، عرفت بعض الأحياء تراكما كبيرا للنفايات خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى توقف بعض الأعمدة الكهربائية عن الاشتغال، فضلا عن انتشار عدد من الحفر الكبيرة بالمنطقة بسبب التساقطات المطرية، ناهيك عن توقف بعض الأشغال العمومية المستمرة منذ مدة طويلة والتي تعرقل حركة السير، خاصة وأن منطقة باب دكالة تعد من بين أكثر المناطق اكتظاظا بمراكش، حيث كانت كل هذه العوامل سببا مباشرا في مطالبة السكان ومجموعة من الحقوقيين بتدخل عمدة المدينة من أجل وضع هيكلة جديدة للمنطقة التي تعرف بعضا من أشغال مشروع الحاضرة المتجددة، على غرار الأوراش والمشاريع التي تشهدها العديد من أحياء مراكش من ترميم وإعادة تأهيل.

وفي هذا السياق، قال الناشط الحقوقي، محمد الهروالي،  في تصريح خاص، إنه «يحز في نفوسنا كحقوقيين وكغيورين على مدينتنا وتراثها وحضارتها حال الباب التاريخي المعروف بباب اغمات، فعلى الرغم من كونه إحدى معالم مراكش الشهيرة وأحد أبوابها السبعة وإصلاحه مبرمج ضمن ورش «مراكش.. الحاضرة المتجددة» لتحويله إلى فضاء ثقافي لاحتضان معارض فنية وتراثية تعزيزا للبنية التحتية الثقافية بالمدينة بما سيساهم في تكريس الثقافة الفنية بين مختلف شرائح المجتمع، إلا أن تأهيله ما زال متأخرا»، مضيفا أن هذا الوضع «يسائل المجلس الجماعي للمدينة بقيادة العمدة التي كانت بداية حملتها الانتخابية من المنطقة ذاتها، ويجعلنا نطالب بتدخلها بصفة شخصية لرفع الحيف والتهميش على منطقة تاريخية كبيرة مثل باب اغمات».

وأضاف الهروالي أن «الأدهى والأمر أن الحي التاريخي المجاور لباب اغمات يضم العديد من المعالم التاريخية كثانوية محمد الخامس التي تعد أول ثانوية عصرية في تاريخ المدينة وتخرج منها كبار رجالات الدولة، والعديد من ورشات الصناعة التقليدية والرياضات العريقة»، مشيرا إلى أن السكان يصطدمون بضعف «إرادة الناخبين لتأهيل وتثمين المنطقة التي أصبحت في حالة مزرية، إذ أصبح الزائر والسائح لا يستطيع العودة بسبب انتشار الأزبال والأتربة والمنازل المهدمة المهجورة التي صارت ملاذا للمشردين والمنحرفين، ما يعمق معاناة السكان ويشكل خطرا على صحتهم النفسية والجسدية».

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى