العيون: محمد سليماني
خيمت قضية النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب بكل من جهتي العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، على أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي للساقية الحمراء ووادي الذهب المنعقد يوم أول أمس الثلاثاء بمقر ولاية العيون.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد أجمعت مختلف التدخلات على ضرورة تنزيل وتفعيل كل التدابير الممكنة بشكل مستعجل للتصدي للنقص الحاد في التزود بالمياه الصالحة للشرب.
وبلغة الأرقام فقد عرفت السنة الهيدرولوجية 2020-2021، عـلى مستوى هذا الحوض المائي عجزا في التساقطات المطرية، باستثناء إقليمي السمارة وطانطان، بحيث قدر هذا العجز بـ53 في المائة مقارنة مع المعدل السنوي، مما أثر سلبا على مستوى الفرشة المائية، كما وصلت نسبة العجز خلال السنة الهيدرولوجية 2021-2022 على مستوى الحوض، إلى 43 في المائة.
وقد خلف هذا العجز المائي، خلال السنتين الأخيرتين، انعكاسات كبيرة على وضعية تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب، إذ باتت أغلب أحياء مدينة العيون تعيش على وقع انقطاعات متتالية يوميا في المياه الصالحة للشرب، المسماة محليا “العيافة”، مما أصبح يخلق اضطرابا لدى السكان في التزود بهذه المادة الحيوية التي يزداد الطلب عليها بشكل كبير تزامنا مع فصل الصيف، ثم تزامنا مع ارتفاع موجة الحر التي تعرفها الأقاليم الجنوبية هذه الأيام.
وبعد شكايات متعددة، واحتجاجات متواصلة، قامت المديرية الجهوية لقطاع الماء قبل أسابيع، بإعادة جدولة مواقيت استفادة كل أحياء العيون من الماء الصالح للشرب، بشكل تناوبي.
واستنادا إلى المعطيات المتوفرة، فإن أزمة المياه الصالحة للشرب التي تعرفها المدينة، أدت إلى اللجوء إلى حل مؤقت يقوم على توزيع الماء بالتناوب بين كل أحياء المدينة لمدة تتراوح ما بين ساعتين إلى أربع في اليوم حسب الكثافة السكانية، وحسب حجم الخزان المزود. ويتم توزيع المياه انطلاقا من الخزانات الأربعة، بكل من الوحدة، و”البوليكون”، و”كولومينا”، و”الداه”، حيث إن بعض هذه الخزانات تبدأ في ضخ المياه من الخامسة صباحا، إلى غاية الحادية عشرة ليلا، فيما بعضها الآخر يتوقف عن ضخ المياه على الساعة السادسة مساء.
كما عاد الانقطاع المتتالي للماء الصالح للشرب ولفترات متعددة في اليوم إلى الواجهة بمدينة الداخلة، وأضحت معاناة سكان المدينة في ازدياد مستمر يوما بعد يوم، خصوصا مع الارتفاع النسبي في موجة الحرارة بالمدينة.
إلى ذلك، فإن بعض أحياء المدينة لم تصل صنابيرها قطرات مياه لأيام متتالية، الأمر الذي أضحى يؤرق السكان. ومما زاد من حدة الأزمة، أنه عند عودة المياه إلى الصنابير، فإن صبيبها يكون ضعيفا جدا، الأمر الذي يجعل المواطنين الذين يقطنون في الطوابق العليا للعمارات والإقامات السكنية يعانون الأمرين، لكون ضغط الماء لا يصلهم، خصوصا وأن عودته تكون لفترة قصيرة فقط.