النعمان اليعلاوي
أعلنت ثماني نقابات مهنية في قطاع الصحة عن خوض إضرابيْن وطنيّين جديدين، خلال الأسبوعين المقبلين، في جميع المستشفيات عَدا أقسام المستعجلات والإنعاش. وحسب المصدر ذاته، فإن الإضراب الأول سيمتد لـ48 ساعة، يوميْ الأربعاء والخميس، يليه إضراب مماثل في الأسبوع الذي يليه، لمدة 48 ساعة كذلك، في ظل الخلاف القائم بين نقابات القطاع الصحي والحكومة، بخصوص النقاط التي لها علاقة بما هو مادي؛ منها الزيادة في الأجور المقدرة بـ1500 درهم، حيث اقترحت الحكومة صرْفها على دفعتين، بينما تطالب النقابات بصرْفها دفعة واحدة ابتداء من يناير 2024، بالإضافة إلى مطالب النقابات بترقية استثنائية للممرضين المساعدين والممرضين الإعداديين الذين يقتربون من سن التقاعد، كنوع من الاعتراف بالدور المهم الذي لعبوه في بناء المنظومة الصحية الوطنية، إضافة إلى تخويل سنوات اعتبارية لفائدة أطر هيئة الممرضين وتقنيي الصحة المرتبين في السلم التاسع أو أكثر قبل صدور مرسوم 2017، وتُحتسب ابتداء من شهر يناير 2024.
في السياق ذاته قررت مختلف النقابات العاملة في القطاع الصحي خوض الإضراب الوطني بالمؤسسات الصحية الاستشفائية والوقائية والإدارية بكل أنحاء البلاد باستثناء أقسام المستعجلات والإنعاش والعناية المركزة، مع تنظيم وقفات احتجاجية إقليمية وجهوية يوم الأربعاء. وقال مصطفى الشناوي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إن الإضراب يأتي بعد «استمرار الحكومة في الإخلال بالاتفاقات والالتزامات بخصوص مطالب موظفي الصحة ولعدم استخلاص الحكومة للدرس من حراك اجتماعي سابق ناتج عن سوء تدبيرها»، معتبرا أن «الحكومة تتحمل مسؤولية ما قد يترتب على تصرفها من عبث بالحوار الاجتماعي ومصداقيته وخلق أجواء احتقان بقطاع الصحة بمخلفاته»، مؤكدا أن الإضراب يأتي «من أجل تحقيق الاستجابة الفعلية للمطالب العادلة والمشروعة لكل فئات مهنيي الصحة بداية بتنفيذ مضمون الاتفاقات واستئناف التفاوض حول النقط المطلبية المتبقية».
من جانبها، أوضحت النقابة المستقلة للممرضين أن هذا التصعيد يأتي في ظل استمرار «التماطل والجمود والاختباء في حضن الصمت من طرف الحكومة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية»، مشدّدة على «أنها ستستمر في الترافع والضغط حتى إيقاظ النائمين من سباتهم والصامتين عن صمتهم، وستقابل هذا الوضع المفتعل برد فعل حازم ومستمر في الزمان والمكان، لأن حقوق الممرضين وتقنيي الصحة ليست للمساومة ولن نسمح بأن يطالها المزيد من التجاهل أو النسيان أو التهريب»، بحسب تعبير بيان نقابة الممرضين.