النعمان اليعلاوي
تتواصل تداعيات حادث وفاة رضيع حديث الولادة وإصابة خمسة رضع آخرين إصابات خطيرة بعد تلقيهم لقاحات مشكوك فيها بمستشفى الولادة الليمون بالرباط. فقد طالبت الجامعة الوطنية للصحة، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، وزارة الصحة بـ«تحمل مسؤوليتها في الحادث المأسوي». وعبرت الجامعة عن رفضها «تحميل عواقبه الوخيمة للعاملين في القطاع، وذلك ما تم تكريسه في نازلة مستشفى الولادة (الليمون) بالرباط بتقديم ممرضتين للقضاء واعتقالهما»، موضحة أنها طويلا ما كانت تندد بـ«الاختلالات البنيوية» التي تعيشها المؤسسات الصحية و«استنكار الأوضاع المزرية» التي يشهدها المركز الاستشفائي الجامعي للعاصمة وطالبت بإيفاد لجان التقصي والمجلس الأعلى للحسابات.
وكشفت الجامعة، في تقرير لها بخصوص الحادث، ما قالت إنها اختلالات تعتري المؤسسة الاستشفائية (الليمون)، مسجلة «عدم توفر المستشفى على دكتور صيدلاني ولا على طبيب مختص في الأطفال منذ سنوات -رغم أنه مستشفى للولادة- ولا على مصلحة للإنعاش»، مشيرة إلى «تشابه القنينات وعدم تخصيص أماكن ولوجستيك لتخزين الأدوية التي قد تشكل خطرا في معزل عن اللقاحات دائمة الاستعمال»، حسب الجامعة التي نبهت إلى ضرورة «تمكين عموم العاملين من التكوين المستمر في الأدوية واللقاحات الجديدة التي تستعمل لأول مرة»، حسب الجامعة، التي طالبت وزارة الصحة بتحمل مسؤوليتها الفعلية في هذه النازلة والتتبع النفسي لعائلات الرضع والتكفل العلاجي بالضحايا.
وكان قاضي التحقيق أمر بإيداع ممرضة ومحضرة بصيدلية مستشفى الولادة الليمون، سجن «العرجات»، بتهمة الإهمال والتقصير في قضية اللقاح المجهول الذي تم حقن رُضع جدد به، والذي تسبب في وفاة رضيع وتدهور حالة خمسة آخرين بالمستشفى ذاته، وهو اللقاح الذي قالت الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، إنه «تم إدخالها لأول مرة ضمن برنامج التلقيح والتمنيع على المستوى الوطني، ولم يتم تعميمه بعد نظرا لرفض استعماله من طرف عدد كبير من الأطباء المختصين في الولادة».