طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر بأن أحد الأودية بمنطقة القصر الصغير بضواحي طنجة عرف، نهاية الأسبوع الماضي، نفوقا كبيرا لعدد من الأسماك في ظروف غامضة، وفي كارثة بيئية وصحية مروعة، مما أثار قلقا واستياء في صفوف السكان المحليين وكذا مهتمين.
وحسب المصادر، فقد أصبحت الروائح الكريهة التي تنبعث من هذا الحادث البيئي جزءا لا يتجزأ من حياة سكان وادي القصر الصغير، الذين يشعرون بالقلق والضيق، بسبب تفاقم الوضع البيئي. ولم يسجل أي تدخل في حينه، تقول المصادر، لحل هذه المشكلة، خاصة وأن هذه الأسماك ظلت نافقة لما يزيد على ثلاثة أيام.
وأكدت المصادر نفسها أن ما يزيد من الصعوبة والخطورة، هو الحديث الرائج بالمنطقة عن تجميع بعض الأفراد للأسماك المتضررة والمسمومة من الوادي، ثم بيعها في الأسواق، مما يشكل تهديدا كبيرا لصحة السكان وسلامة غذائهم. ونبهت المصادر ذاتها إلى أن هذه الكارثة البيئية تتطلب تدخلا فوريا وحاسما من السلطات المختصة، حيث يجب أن يتم وضع استراتيجيات فعالة لتحديد أسباب هذا النفوق الجماعي للأسماك، والعمل على منع تكرار هذه الحوادث المدمرة في المستقبل.
وتجهل إلى حدود اللحظة الأسباب الكامنة وراء هذه القضية، حول وجود ظروف بشرية أو طبيعية، أو وجود مصبات للأودية كانت تحمل موادا كيماوية سامة، مما تسبب في هذه الكارثة الطبيعية الأولى من نوعها بالمنطقة.
وفي سياق ذي صلة، أوردت بعض المصادر أن مصب نهر اللوكوس بضواحي العرائش يعيش أيضا من حين لآخر على وقع نفوق عدد كبير من الأسماك بجنباته، والذي يعتبر الشريان الرئيسي لتوزيع مياه السقي على الضيعات الفلاحية المحلية.
وأشارت المصادر إلى أن مياه مصب اللوكوس توجه للري، حيث تسقى بها الضيعات الفلاحية، سيما المتعلقة بـ»الكاكاو» والأرز وغيرهما، لكون الإقليم يعتبر الأول على المستوى الوطني في تصدير هذه المواد الغذائية، ونبهت المصادر إلى ضرورة التعامل بحزم مع ملف المراقبة الصحية للمصانع والشركات الموجودة على طول هذا الوادي، إذ إن إهمال هذا الجانب من شأنه أن ينقل هذه العدوى صحيا إلى المستهلكين والسكان المحليين، والذين يعتبرون هذا الوادي بمثابة مورد رزقهم من خلال الصيد، وتوجيه الأسماك صوب بعض الأسواق.
وكانت تقارير سبق أن نبهت إلى ضرورة إيلاء أهمية قصوى لهذا الوادي، بسبب كون النفايات السائلة للصرف الصحي تترك انبعاثات ضارة وسامة في المياه الراكدة، وهو الأمر الذي يترك آثارا اقتصادية سلبية متزايدة، في مقدمتها تراجع الثروة السمكية وتسميم المواد الفلاحية، التي تعد إحدى أهم ثروات إقليم العرائش.