محمد سليماني
أدى الانتشار الكبير لعدد من الآبار المرخصة وغير المرخصة والأثقاب المائية العشوائية بجهة كلميم- واد نون إلى نضوب مياه عدد من العيون التي كانت المزود الرئيسي لواحات المنطقة من المياه.
وبحسب المعطيات، فقد أصبحت واحات جهة كلميم – واد نون في طريقها إلى الزوال بسبب نضوب مياه العيون التي كانت شريان الحياة بالنسبة إليها على مدى عقود طويلة، غير أن قيام عدد من الأشخاص بحفر آبار كثيرة وإنشاء أثقاب مائية بمحاذة العيون المائية، وفي عاليتها، أدى إلى نضوب مياه هذه الأخيرة وتناقص مياه البعض الآخر منها في انتظار نضوبها الكامل هي الأخرى.
واستنادا إلى المعلومات، فإن الفرشات المائية وإنتاجية جل الآبار الموجودة بالحوض المائي بإقليم كلميم تراجع مستواها بشكل كبير لدرجة أن العديد من العيون كـ(عين بوزكارن، وعين واركنون، وعين تجنانت، وعين أيت اللول، وعين تغرست وعين تقديمت بمنطقة أداي المركز، وعين تيمولاي، وعين فاصك، وعين تغجيجيت وعين تركاميت) نضبت بالكامل، الأمر الذي أضحى يهدد استقرار الواحات الموجودة بالإقليم، وذلك بفعل الاستغلال المفرط للفرشة المائية، عبر الترخيص أحيانا بحفر العديد من الاثقاب المائية بمحاذاة منابع العيون دون القيام بدراسات تقنية لمعرفة مدى تأثير هذه الآبار والأثقاب المائية على صبيب العيون، إضافة إلى دخول زراعات جديدة معروفة باستهلاكها الكبير للمياه إلى المنطقة، كأشجار الموز، الأمر الذي أدى إلى تضرر الفرشة المائية وعدم قدرتها على مواكبة الضغط الكبير الذي أصبح يمارس عليها.
ومن بين العوامل الأخرى التي أدت إلى الانتشار الكبير للآبار والأثقاب المائية بمحاذاة مصادر المياه بواحات جهة كلميم واد نون، غياب المراقبة، ذلك أن بعض الفلاحين يعمدون إلى كراء أراض واستغلالها في زراعات تستنزف المياه بمحاذاة العيون ومحيطها.
واستنادا إلى المعطيات، فإن أزمة المياه بمنظومة الواحات بإقليم كلميم وببعض أقاليم الجهة، أضحى تأثيره السلبي بارزا للعيان، ذلك أن عددا من أشجار النخيل بهذه الواحات لم تعد قادرة على الصمود والبقاء على قيد الحياة، والبعض الآخر تغير حجم ثماره، بعدما كان في السابق يثمر ثمارا مغرية، وأضحت ثماره الآن شبيهة بالحشف البالي، فيما لم تعد تربة هذه الواحات قادرة على استنبات مزروعات معاشية أو كلائية للأغنام، بل أصبحت ظاهرة الجفاف تغزوها بشكل متسارع جدا، وهو ما يهدد الواحات