وفقا لدراسة أمريكية فإن حوالي إحدى عشر في المائة من البالغين الأمريكيين يعانون من الحساسية الغذائية، أو ما يعادل 26 مليون شخص، ويقدر العلماء أن 12 مليون منهم طوروا هذا الاضطراب في مرحلة البلوغ، مؤكدين أن الحساسية لا تحدث فقط أثناء الطفولة. لكن هؤلاء الباحثين أنفسهم اكتشفوا في الغالب أن عدد الأشخاص الذين يعتقدون أنهم يعانون من الحساسية هو ضعف ما هو عليه في الواقع.
وفي هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة خاصة بالصحة، ندد الباحثون بحقيقة أن الكثير من الناس لا يستطيعون الحصول على مضادات الهيستامين، بينما يتجنب آخرون تناول الطعام دون داع له. وللوصول إلى هذه الاستنتاجات، قاموا بمسح ضم أربعين ألفا من البالغين الأمريكيين. الذين سئلوا عن حساسية الطعام التي يعانون منها وأعراضها وتشخيصها. ثم قام الفريق بتقييم ما إذا كانت الحساسية المبلغ عنها مقنعة بالنظر إلى مظاهر المرض. على سبيل المثال، تم استثناء الأشخاص الذين يعانون من الانتفاخ وآلام في المعدة أو الإسهال لأنهم قد يعانون من اللاكتوز أو عدم تحمل الطعام.
في النهاية، كشفت النتائج أن الحساسية الأكثر شيوعا هي حساسية المحار، والتي تؤثر على ثلاثة في المائة تقريبا من البالغين، واحتل الحليب والفول السوداني المرتبة الثانية والثالثة، حيث أثر على 1.9 في المائة و1.8 في المائة على التوالي من الذين شملهم الاستطلاع. ولكن بينما قال 19 في المائة من البالغين الذين شملهم الاستطلاع أنهم يعانون من الحساسية، فإن 10.8 في المائة فقط يعانون من الحساسية الغذائية.
ومن بين الأشخاص المتأثرين فعليا وفقا لمعايير الدراسة أعلن ثمانية وأربعون في المائة فقط أنهم قد تم تشخيصهم من قبل الطبيب. ويؤكد ستيفن تيل، الأستاذ بجامعة كينجز كوليدج بلندن، في حوار أجرته معه صحيفة “الغارديان” البريطانية قال «أرى كثيرا من المرضى الذين يعتقدون أن لديهم حساسية خطيرة، في الواقع هم أشخاص لا يعانون من أية حساسية أو لديهم حساسية خفيفة».