تطوان: حسن الخضراوي
بلغت نسبة الهدر المدرسي في صفوف التلاميذ القاصرين بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، 46 بالمائة بالنسبة للفئات العمرية بين 15 و17 سنة، خلال الموسم الدراسي 2023/2022، وهو الشيء الذي استنفر كافة الجهات المعنية من أجل التنسيق وتنفيذ تدخلات، ضمنها ملفات أشرفت عليها النيابة العامة المختصة، حيث تمت إعادة 9151 تلميذا وتلميذة إلى قاعة الدرس، وتسجيل ما مجموعه 526 من التلاميذ غير المسجلين بالحالة المدنية منهم 253 من الإناث.
وكشف محمد عواج، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، أن الأكاديمية اتخذت كافة التدابير الضرورية لانطلاق الموسم الدراسي 2023/2024 في أحسن الظروف، وذلك من خلال تعزيز برامج الدعم الاجتماعي لفائدة التلميذات والتلاميذ، حيث استفاد أزيد من 548 ألف تلميذ وتلميذة من المبادرة الملكية «مليون محفظة»، يمثل عدد الإناث منهم 253 ألفا، ومن برنامج «تيسير» للدعم المالي المشروط للأسر ما يناهز 187 ألف تلميذة وتلميذ، في حين سيبلغ عدد الممنوحين حوالي 32 ألفا، وعدد المستفيدين من النقل المدرسي أزيد من 76 ألف تلميذة وتلميذ.
وبخصوص ملفات النقل المدرسي، والهدر المدرسي وإدماج وتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، وكذا الاهتمام بالتعليم الأولي، والعمل على تنويع وتعميم الأنشطة الموازية، أكد عواج على أن الأكاديمية حققت تقدما ملموسا بتنسيق مع مجموعة من المؤسسات الأخرى في مجال تجويد الدراسة وإدماج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وضمان حقهم الدستوري في التعليم، لكن، بالرغم من ذلك، فإن الواقع لا يرتفع، والأمر مازال يحتاج لاجتهاد أكثر لمدرسة عمومية ناجحة، بتدخل كافة الأطراف ضمنهم الأسرة والجمعيات المهتمة وتكوين الأطر التربوية والنجاعة في تنزيل مخططات الوزارة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن تخفيض نسبة الهدر المدرسي بالشمال بصفة عامة، يحتاج لتعميم النقل المدرسي ومجانيته وتجويد الخدمات، والعمل على الرفع من عدد الداخليات ودور الطالب والطالبة لاحتضان كافة تلاميذ وتلميذات المناطق القروية، وحسن تدبير تجميع تلاميذ الدواوير في مدارس جماعاتية، فضلا عن مساهمة كافة المؤسسات في توفير ميزانيات لتفادي العجز أو الارتباك في الخدمات الضرورية للتلميذ لاستكمال دراسته.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن المؤسسات الإعدادية والثانوية بالمدن القريبة من الحدود الوهمية باب سبتة المحتلة، تحتاج إلى حملات توعوية مكثفة والتحسيس بأخطار الهجرة السرية، وانتشار الحديث عنها في أوساط التلاميذ، وذلك من خلال الرفع من نسبة الأنشطة الموازية الهادفة وتتضمن التوجيه، ومواكبة التلاميذ الذين يختارون الانقطاع المبكر عن الدراسة، سيما في ظل تسجيل السلطات في وقت سابق خلال جولات ميدانية لعدد هائل من القاصرين الذين غادروا قاعات الدرس في وقت مبكر دون توجيه للتكوين المهني أو أي آفاق أخرى سوى التفكير في الهجرة السرية وخطر الإدمان والتطرف بأنواعه.