فاس: محمد الزوهري
تظهر أبشع صور الإهمال بمصلحة الولادة داخل مستشفى ابن الخطيب بفاس، حيث تفترش النساء الحوامل الأرض وسط القاعات والممرات، مستعينات بأفرشة وأغطية هزيلة حملنها من بيوتهن، فلم يجدن سوى الأرض لافتراشها والنوم بجانب موالديهن، في انتظار خروجهن من المستشفى المعروف لدى العامة بـ«كوكار».
واللافت أن الأطر الصحية بهذا المستشفى لجأت أخيرا، أمام واقع الاكتظاظ والخصاص الحاد في إمكانيات الإيواء بالجناح، إلى مطالبة النساء الحوامل بحمل الأفرشة والأغطية من منازلهن، من أجل أن يجدن مكانا شاغرا داخل إحدى القاعات. وبسبب ذلك يمكن للزائر أن يلاحظ يوميا أقارب النساء وهم يحملون «ماطلات» وأفرشة صوب هذا الجناح، وكأن الأمر يتعلق بمخيم لإيواء اللاجئين، وليس بمستشفى عمومي تفد عليه نساء حوامل من مناطق هامشية وبعيدة، من أجل حقهن في الوضع في ظروف صحية ملائمة.
بل الأفظع من ذلك أن زوار هذا المستشفى عاينوا أكثر من امرأة حامل وهي تلد خارج جناح الولادة، سواء بأحد الممرات، أو بباب المصلحة، أو على متن سيارة الأجرة قرب المستشفى. وفي الوقت الذي كان فيه من المفروض أن تجد الأمهات الحوامل أمكنة ملائمة داخل غرف الجناح، تُركن عرضة للانتظار والإهمال، ما يضطر اللواتي وضعن إلى البحث رفقة مواليدهن عن ركن فارغ لافتراش الأرض.