شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

 نحن والإمارات قصة علاقة تجاوزت حدود الديبلوماسية

الحسن الثاني والشيخ زايد.. تاريخ رجلين في خندق واحد

حين عاش حاكم الإمارات في المغرب ودرس فيه

مقالات ذات صلة

 

في إحدى مداخلاته تحدث المرحوم عبد الهادي التازي، المؤرخ والأكاديمي المغربي، عن الإرهاصات الأولى للعلاقات المغربية الإماراتية، فقال: «كنت أحمل رسالة من الملك الحسن الثاني إلى الشيخ زايد، فاجأني هذا الأخير وأنا أتحدث إليه عن المغرب وتقاليده وعاداته ومذهبه في الفقه الإسلامي، بسؤال غريب حين قال: هل يهوى المغاربة القنص بالصقور؟ وحين أكدت له أن المغاربة لهم ولع بهذه الهواية وأن قبيلة في دكالة تعنى بهذه الرياضة، ظهرت على محياه ملامح الابتهاج».

حمل السفير المغربي دعوة وجهها الحسن الثاني للشيخ زايد فلقيت كل الترحيب، وقبل أن يغادر التازي الإمارات تلقى موافقة رسمية وفيها موعد الزيارة المرتقبة للمغرب، فكانت أول زيارة رسمية له خارج الإمارات إلى المغرب، صحيح أنها كانت قصيرة لكن القدر شاء أن تكون بداية لعلاقات تجاوزت حدود الخطوط الديبلوماسية إلى علاقات عائلية.

إضافة للجذور التاريخية، فإن الذكريات المشتركة بين البلدين لعبت دورا كبيرا في صناعة المواقف السياسية والاتفاقيات الثنائية بين المغرب والإمارات خلال عقود من الزمن، وهو ما أعاد أمجاد التقارب بين البلدين منذ أيام الملك الراحل الحسن الثاني.

بعد ما أصبح محمد بن زايد رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، عادت الصحافة الدولية لتنبش من جديد في أقوى ذكريات محمد بن زايد وعلاقته بالمغرب، خصوصا وأن المحللين الدوليين وكبريات الصحف الدولية تحدثوا عن تقارب كبير في الرؤى والمواقف بين الملك محمد السادس ومحمد بن زايد، منذ أن كان الأخير وليا للعهد.

تشهد الزيارات المتبادلة والاتفاقيات المبرمة، وهي بمنزلة عقود شريفة بين بلدين شقيقين، على عمق التجاوب العفوي بين شعبي البلدين من مفكرين وأكاديميين ومؤرخين وتجار وأشخاص عاديين. وحين اختار الملك محمد السادس دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون أولى محطاته الدبلوماسية لما بعد جائحة «كوفيد 19»، وكونها الأولى للملك لهذا البلد الشقيق بعد تولي أخيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مقاليد الحكم في ماي 2022.

 

حسن البصري

 

كواليس أول زيارة للشيخ زايد إلى المغرب

كان المؤرخ الدبلوماسي الراحل عبد الهادي التازي، نبيها وهو يقرب الشيخ زايد حاكم إمارة أبو ظبي من المغرب، في أول لقاء جمعهما في أبو ظبي، بحنكة المؤرخ كان السفير المغربي يروي لمستضيفه حكاية من المغرب الأقصى.

في بداية السبعينات، كانت العلاقات بين الرباط وأبوظبي في بداياتها الجنينية، ذلك أن البلدين، لم يكونا منفتحين على بعضهما البعض كما هو الحال بالنسبة للمملكة مع بعض دول الخليج والشرق الأوسط. لبى الشيخ زايد الدعوة، وقال في ختام زيارته: «وأنا في المغرب، أعتبر نفسي في بلدي وبين أهلي وفي وطني. إن المغرب بلد شقيق، ونحن نشعر نفس الشعور الذي يشعر به هذا البلد. وإن زيارتنا تهدف إلى التعرف إلى أشقائنا أولا، وتعريفهم إلى أنفسنا ثانيا». كانت زيارة تعارف ستتحول مع مرور الزمن إلى علاقة راسخة.

وحسب مؤرخ المملكة، فإنه مباشرة بعد هذه الزيارة التاريخية، سيعينه الحسن الثاني سفيرا للمملكة المغربية في دولة الإمارات، ليكون أول سفير غير مقيم للمملكة المغربية لدى أبوظبي.

منذ جلوس الملك الراحل الحسن الثاني على العرش في مارس 1961، والأنظمة الكبرى حول العالم، أولها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي وفرنسا ثم بريطانيا، تضع المغرب نصب عينيها، وتراقب السياسات الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

في نفس الفترة كان دور الشيخ زايد يتقوى في إمارة أبو ظبي، حيث كان الرجل الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للأمريكيين بعد اكتشاف كميات هائلة من النفط في المنطقة. ومع مضي السنوات، نجح الملك الراحل الحسن الثاني في جعل المغرب قطبا مهما في معادلة المباحثات والاتفاقيات التي تهم العالمين العربي والإسلامي، حيث دعا إلى أكثر من قمة عربية وإسلامية في الرباط وجالس كبار الحكام العرب الذين كانوا قد وصلوا إلى السلطة قبله منذ أيام والده الراحل محمد الخامس.

 

قبيلة «لقواسم» تمارس جاذبيتها على الشيخ زايد

في حوار مطول مع جريدة الاتحاد الإماراتية، كشف عبد الهادي التازي عن لحظة بداية تشكل علاقة المغرب بالإمارات، وعن التقارب بين البلدين الذي ارتقى على امتداد حوالي نصف قرن، إلى مستويات عليا من التعاون والتضامن والتطابق بين البلدين.

«كنت وقتها سفيراً للمغرب في بغداد وكنت أغطي المنطقة كلها. وعندما تكون النيات صادقة يتحقق النجاح في العلاقات الدبلوماسية ويظل الوفاق حاضرا. أما الشيخ زايد فمنذ وصوله إلى المغرب، شعر بأنه أمام قوم ينتسبون لأصول عربية شريفة ولمس حبهم الصادق له، فما كان منه إلا أن فتح لهم قلبه هو أيضا».

تحدث التازي عن نقطة مهمة في حواره مع حاكم أبوظبي فقال: «تحدثنا طويلاً عن المغرب، وسألني عن أحوالها وأهلها، وكان أعجب سؤال وجهه إلي عما إذا كان أهل المغرب يهتمون بالقنص (الصيد بالصقور)، وهي هواية كان يحبها حبا شديدا، فأجبته بأن هناك ولعا بهذه الهواية في المغرب».

ولكي يعطي دلالات أكثر في الموضوع تحدث المؤرخ السفير عن منطقة في ضواحي الجديدة، تقطنها قبيلة تسمى «القواسم»، لهم ولع بالقنص بالصقر، مضيفا «ثم لاحظت أن لديه رغبة قوية في أن يبدأ زيارته ببلاد المغرب الأقصى».

ولأن التازي يسكنه التاريخ، فقد أكد لمستضيفه بأن قبيلة لقواسم هي معقل الصيد بالصقور، وأنها وصلت إلى العالمية منذ زمان، حيث توجد الكثير من الوثائق ضمنها رسائل لأمراء الأندلس، ووثائق صادرة عن سلاطين المغرب تبرز عنايتهم بهذه الرياضة وتشجيعهم ودعمهم لقبيلة القواسم، على غرار السلطان مولاي الحسن الأول، الذي سيعفي مربي الصقور من أداء الجبايات. وبفضل حفاظ القبيلة على هذا التراث أدرج المغرب ضمن لائحة اليونيسكو للدول المربية للصقور في العالم، والصادرة ضمن تقرير المنظمة حول التراث غير المادي للإنسانية، والتي شملت 11 دولة هي: الإمارات العربية والسعودية وقطر والمغرب وسوريا وإسبانيا ومنغوليا وكوريا وفرنسا وبلجيكا وجمهورية التشيك.

من هنا، يقول التازي، ابتدأت تلك العلاقة الفريدة التي ربطت بين البلدين بأواصر قوية وروابط متينة.  «كانت تلك المرة الأولى التي يأتي فيها سفير من المغرب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حاملا رسالة من الملك الحسن الثاني. لم تكن مهمة سهلة».

بعد نهاية اللقاء نظمت للسفير رحلة بحرية، وكان مرفوقا بسعيد الدرمكي رئيس التشريفات في ذلك الوقت، كما نظم لممثلي الملك لقاء مع ولي عهده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

 

رئيس دولة الإمارات خريج المدرسة المولوية بالرباط

بعد ما أصبح محمد بن زايد رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة، عادت الصحافة الدولية لتنبش من جديد في أقوى ذكريات محمد بن زايد وعلاقته بالمغرب، خصوصا وأن المحللين الدوليين وكبريات الصحف الدولية تحدثوا عن تقارب كبير في الرؤى والمواقف بين الملك محمد السادس ومحمد بن زايد، منذ أن كان الأخير وليا للعهد.

فضلا عن الجذور التاريخية، فإن الذكريات المشتركة لعبت دورا كبيرا في صناعة المواقف السياسية والاتفاقيات الثنائية بين المغرب والإمارات خلال السنوات الأخيرة، وهو ما أعاد أمجاد التقارب بين البلدين في أيام الملك الراحل الحسن الثاني.

وكانت جريدة «الأخبار» قد نشرت ملفا حول العلاقات المغربية -الاماراتية، خلصت فيه إلى أنه منذ جلوس الملك الراحل الحسن الثاني على العرش، حرص على مد جسور التعاون مع الإمارات العربية المتحدة حيث كان دور الشيخ زايد يتقوى في المنطقة.

كان تنصيب محمد بن زايد رئيسا لدولة الإمارات، والذي كان يعتبر الرجل الثاني في الدولة منذ سنوات، خصوصا مع تدهور الحالة الصحية لرئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد وتواريه عن الأنظار بسبب المرض، وهو ما جعل وسائل الإعلام الدولية تهتم خلال الفترة السابقة بمحمد بن زايد بشكل أكبر، لكن تعيينه رئيسا للبلاد، في الآونة الأخيرة، أعاد اسمه إلى واجهة الصحف الدولية والمنابر المتخصصة في أخبار الشرق الأوسط وتناولت علاقته بالمغرب، وعمق صداقته الشخصية والإنسانية مع الملك محمد السادس.

في موسم 1975 – 1976، كان محمد بن زايد يقضي فترة دراسته بالمغرب، وكان يروج أن الأمر يتعلق بتشديد أبوي صارم من الشيخ زايد أثناء إعداده لابنه محمد، ثالث أبنائه وقتها.

عندما عين محمد بن زايد سنة 2004 وليا للعهد لإمارة أبو ظبي، عادت الصحافة الدولية، أولاها «نيويورك تايمز» لتقليب ذكريات محمد بن زايد في المغرب، وجاء وقتها، حسب الصحيفة، أن محمد بن زايد كان عمره 14 سنة عندما أرسله والده الشيخ زايد، رئيس دولة الإمارات، إلى المغرب لكي يكون بعيدا عن محيطه الأسري ومعارف، حتى يحظى بمعاملة متساوية مع بقية التلاميذ الذين تقرر أن يدرس معهم بعد حصوله على الشهادة الابتدائية في أبو ظبي ومدينة العين. كانت تلك فعلا رغبة الشيخ زايد عندما فاتح الملك الراحل الحسن الثاني في الموضوع. إذ رغم حفاوة الاستقبال الذي أقيم لمحمد بن زايد، إلا أن والده، رئيس الإمارات، طلب من الملك الراحل الحسن الثاني ألا يحظى ابنه بأية معاملة تفضيلية.

عندما أنهى محمد بن زايد مرحلة الدراسة في المغرب، أرسل إلى بريطانيا لكي يتلقى تكوينا عسكريا صارما للغاية، والأكثر من ذلك أن محمد بن زايد شارك في المسيرة الخضراء، سنة 1975، لم يكن عمره يتجاوز 14 سنة.

 

محمد بن زايد.. أصغر مشارك في المسيرة الخضراء

شاركت عدة دول شقيقة في المسيرة الخضراء، ويتعلق الأمر بالإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والأردن، وسلطنة عمان، وقطر، ولبنان، والعراق، والسودان والغابون، فضلا عن تمثيلية جمعيات غير حكومية من إسبانيا وسويسرا.

وشارك سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في المسيرة الخضراء، عندما كان يقيم في المغرب، بغرض الدراسة في المدرسة المولوية التابعة للقصر الملكي المغربي.

وكانت إشارة الملك محمد السادس إلى مشاركة حاكم أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في المسيرة الخضراء سنة 1975، خلال الخطاب الذي ألقاه الملك في القمة المغربية الخليجية الأولى من نوعها بالرياض، لافتة للأنظار، خصوصا بعدما ابتسم الشيخ محمد مستحضرا مشاركته في المسيرة الخضراء وذكريات طفولته في المغرب.

سر مشاركة حاكم أبو ظبي في المسيرة الخضراء، يعود إلى سنوات مضت، إذ نشأ محمد بن زايد آل نهيان في كنف والده زايد بن سلطان آل نهيان وأمه فاطمة بنت مبارك. وقد أكمل تعليمه النظامي في الإمارات العربية المتحدة، قبل أن يلتحق بالمغرب ومنه انتقل إلى إنجلترا لمواصلة دراسته الجامعية.

وبمناسبة افتتاح قنصلية الإمارات في مدينة العيون المغربية، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، في مؤتمر صحفي بعد الافتتاح، «لا ولن ننسى، نحن المغاربة، تلك الصورة الصادقة والمعبرة عن هذا التضامن الفعلي، والأخوة الحقة، والشهامة العربية الأصيلة، التي جعلت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ينتدب فلذة كبده، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، وهو آنذاك ابن 14 عاما، للمشاركة في المسيرة الخضراء المظفرة، ومقاسمة المغاربة فرحة معانقة رمال صحرائهم، وصلة الرحم مع أهلهم، واسترجاع أقاليمهم الصحراوية العزيزة».

تحول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى مشجع داعم للمنتخب المغربي، فقد أجرى اتصالات هاتفية، مع الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية هنأه والشعب المغربي، على «هذا الإنجاز التاريخي الأول لفريق عربي بث أجواء الفرحة والبهجة وأكد قدرة أبناء المغرب على المنافسة الحقيقية في البطولات الكبرى». مشيدا بـ «الأداء المتميز للاعبي الفريق المغربي، وما أبدوه من عزيمة عالية وإصرار كبير على تحقيق الفوز وما أظهروه من أخلاق رياضية رفيعة».

 

سواعد مغربية لبناء جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي

 

 

 

يعتبر جامع أبوظبي الكبير تحفة معمارية عالمية، ساهم فيها صناع تقليديون مغاربة. وقد أطلق عليه اسم الأب المؤسس وأول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

تلقى أزيد من ستين صانعا تقليديا من المغرب إشارة السفر إلى الإمارات للمساهمة في بناء الجامع الأكبر، أغلبهم متخصصون في فن الجبس والفسفياء، وحين المهندس المعماري السوري يوسف عبدلكي يضع الخطوط الأولى للمجسم والذي استلهم تصميمه وطرازه المعماري من مسجدي المرسي أبو العباس في مدينة الإسكندرية بمصر ومسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء بالمغرب، وطبعا مسجد دمشقي.

ويعد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي هو أكبر المساجد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أيضا واحد من أكبر الجوامع في العالم، حيث تبلغ مساحته ما يزيد عن 12 هكتارا أو 120,000 متر مربعا. وهو ثالث أكبر جامع في العالم بعد الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف. شاءت الأقدار أن يصبح المكان المحبوب للشيخ زايد بن سلطان هو مدفنه الأبدي.

اشتغل العمال المغاربة على قاعة الصلاة الرئيسية، التي وضعت فيها سجادة رائعة الجمال، وقضوا أزيد من سنين في تزيين سقف الجامع وجوانبه الجبس البلدي. ولأن الجامع يحتوي على أربعة مآذن شاهقة يبلغ ارتفاع كلٍ منها 106 أمتار، فإن تصميمها الهندسي يجمع ما بين النمط العثماني والمملوكي والفاطمي والمغربي.

كما اشتغل الصناع المغاربة على أكثر من قبة بيضاء من مختلف الأحجام، تتوسطها أكبر قبة حجما فوق قاعة الصلاة الرئيسية.

بدأ بناء جامع الشيخ زايد الكبير في عام 1996 وتم افتتاحه للعبادة في عام 2007، أي أن بناءه قد استغرق 11 عاما، عمل خلالها أكثر من 3000 عاملا من 38 شركة مقاولات مختلفة على بناء الجامع.

 

 

مانع العتيبة.. مستشار ووزير إماراتي في أكاديمية المملكة

جمعت سعيد مانع العتيبة علاقات خاصة مع عدد من القادة العرب، بدءا بالرئيسين المصريين محمد أنور السادات وحسني مبارك، وكانت له علاقة خاصة مع الملك الراحل الحسن الثاني ومع ملك البلاد حاليا محمد السادس.

في ديوانه الشعري «شمس الخلود» يشرح سعيد طبيعة وعمق هذه العلاقات التي جمعت بينه وبين الرؤساء والملوك العرب، وخصص فيه قصائد تعبر عن مدى المحبة التي حملها للحسن الثاني. خاصة وأنه تلقى سنة 1996 مكالمة شخصية منه تشرفه بالانضمام لأكاديمية المملكة، وهو التكليف الذي زاد من عرى الصداقة التي تربط الرجلين.

حرص الحسن الثاني على دعوة العتيبة لمرافقته في كثير من الرحلات خاصة في أسفاره نحو الصحراء، فقد كان يعرف حجم العلاقة الوجدانية بين الشاعر والرمال، لذا لوحظ وجوده ضمن الوفد الرسمي في زيارات لكل من كلميم وطانطان والسمارة ثم العيون.

عاش الشاعر الوزير، بين الإمارات وقطر، قبل أن يجعل من المغرب محطته التي يلجأ إليها لممارسة هواية الصيد في الصحراء بواسطة الصقور، وفي إحدى رحلاته انقلبت الآية وأصبح مانع هو الطريدة وفاطمة هي الباز.

تعتبر فاطمة العتيبي المغربية الأوفر حظا من بين المغربيات الحالمات بزواج مثالي، حيث اقترن اسمها بالدكتور الإماراتي مانع سعيد العتيبة، وهو الوزير الأسبق وأبرز شعراء الإمارات ودول الخليج العربي. ولد في أبوظبي سنة 1946 وعاش فترة في قطر، قبل أن يكون المغرب محطته التي يلجأ إليها لممارسة هواية الصيد في الصحراء، ليتعرف بعد ذلك هذا المستشار السابق لرئيس دولة الإمارات، على الفتاة المغربية التي جعلت كتاباته الشعرية مليئة بالحب والهيام.

ولأنه ارتبط وجدانيا بالمغرب، وطاب له المقام فيه، بعد أن اختاره الملك الراحل الحسن الثاني عضوا في أكاديمية المملكة ابتداء من سنة 1996، بل إن الملك أوصاه باستكمال تحصيله مادامت له القدرة على نيل أكبر الشهادات، عمل الرجل بوصية الملك وقرر الحصول على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة محمد بن عبدالله في فاس، بأطروحة عنوانها «خطاب العروبة في الشعر العربي» وتأتى له ذلك سنة 2000، فتأسف لوفاة صديقه الملك الذي كان يود لو تقاسمه فرحة الإنجاز الأدبي.

توج الرجل مرات في المغرب رغم أنه يحمل صفة المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات، وشوهد إلى جانب زوجته وأبنائه في احتفال عربي ودولي أقيم في مدينة مراكش خلال شهر يونيو الماضي، تسلم فيه جائزة البحر الأبيض المتوسط في مجال الإبداع الشعري. وحين طلب منه المنظمون إلقاء كلمة شكر، اختار قراءة قصيدة شعرية بعنوان «لمسة وفاء».

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى