نجوم عالميون يستثمرون بالمغرب
مشاهير من عالم الكرة اختاروا المملكة لاستثماراتهم
كلما حل نجم من مشاهير الرياضة بمدينة مغربية أو استقر بها إلا وتربص به سماسرة الاستثمار، وأقنعوه بالتفكير في مشروع استثماري في إحدى مدن المملكة، وقدموا له التسهيلات الممكنة لاستثمار أمواله في مشاريع مدرة لدخل وفير بأقل أعباء جمركية، خاصة في المدن الأكثر رواجا كمراكش والدار البيضاء وطنجة وأكادير.
أغلب مشاهير الكرة باتوا يفضلون الاستثمار في المجال السياحي، منهم من افتتح مطعما أو ملهى ومنهم من رفع سقف الأحلام وأصبح مالكا لفندق سيما في المدن الأكثر استقطابا للسياح. ومنهم آخرون فضلوا اقتناء أسهم في شركات جاهزة دون أن يظهروا في واجهة رجال المال والأعمال.
استدرجت مراكش العديد من النجوم العالميين انضموا إلى مشاهير الفن والسياسة وتقاطعوا معهم في الاقتناع بوجود مناخ الأعمال ودعم الاستثمار. بل إن الكثير من نجوم الكرة الذين مارس عليهم المغرب جاذبيته الاقتصادية بعد أن كانت الجاذبية السياحية أول من استقطبهم.
نشرت مجلة «جون أفريك» مؤخرا ملفا، أعده الصحافي «جان ميشال مايير»، تطرق فيه للأرباح التي يجنيها نجوم الرياضة، وقدم تصنيفا لنجوم الكرة الأكثر استثمارا في المغرب. وتضمنت القائمة أسماء رياضيين تحولوا إلى رجال أعمال، رياضيين مع الإشارة إلى أرقام معاملاتهم.
لكن الأرقام لا تستقر على حال بفعل التقلبات الاقتصادية التي تعيشها الدول التي تم اختيارها للاستثمار، إلا أن القاسم المشترك بينهم هي تجربة الفقر والخصاص، إذ إن غالبيتهم كتبوا قصص نجاح بعرقهم وجهدهم، سيما أولئك الذين اختاروا الاحتراف في كبريات الدول الأوربية والأمريكية.
وبالرغم من هاجس الاستثمار في المغرب الذي يسكن نجوم الكرة، إلا أن الأرقام تشير إلى أن الأسبقية غالبا ما تكون لبلدانهم الأصلية في مجالات السياحة والعقار.
كريستيانو رونالدو.. مشاريع فندقية بمراكش وطنجة وعيادة لزرع الشعر
أقنع كريستيانو رونالدو نجم الكرة العالمية أعضاء المجلس الإداري لسلسة الفنادق البرتغالية «بيستانا أوطيل»، التي يترأسها، بجدوى الاستثمار في المغرب من خلال مشروعين في مجال الفندقة، وهما «بيستانا طنجة سيتي سنتر»، وهو فندق يوجد في منطقة جذب سياحي قرب محطة القطار يتوفر على 90 غرفة ومرافق ترفيه ومطعم وموقف للسيارات.
وتعد الوحدة الفندقية الجديدة الثانية في المغرب بعد الدار البيضاء ومراكش. وحدد فندق «بيستانا مراكش» ثمن الإقامة فيه لليلة واحدة في 200 دولار، أي ما يعادل 2000 درهم بالعملة المغربية.
واختار اللاعب البرتغالي أيضا إنشاء الفندق في قلب حدائق المنارة التراثية بمراكش، حيث يقع على بعد أمتار قليلة من شارع محمد السادس وسط المدينة. وقد بلغت تكلفة إنجازه 430 مليون درهم، ويعد ضمن سلسلة الفنادق التي أطلقها رونالدو في عدد من دول العالم. ويضم الفندق 174 غرفة ومن المنتظر أن يكون قبلة لعدد من مشاهير كرة القدم، كما يتوفر على منتجعات سياحية وصحية ومراكز للأعمال ومطعمين فاخرين وغيرها من المرافق الترفيهية.
وكان من المقرر أن يتم افتتاح الفندق في أكثر من مناسبة، إلا أن تفشي فيروس كورونا المستجد حال دون ذلك، ليخرج المشروع إلى الوجود بعد انصراف الجائحة.
وحسب صحيفة «أس الإسبانية» فإن مراكش مارست جاذبيتها وسحرها على كريستيانو وأقنعته بالاستثمار في المغرب، وفي مناطق جذابة تضم أفخم المتاجر. وتابعت الصحيفة ذاتها، أن الفندق «نتاج لإعجاب وولع رونالدو بقضاء فترات عطلته بالمغرب وبالضبط بالمدينة السياحية مراكش، التي حل بها في العديد من الأوقات خلال السنوات الأخيرة، كما كانت تربطه علاقة وطيدة بالبطل المغربي بدر هاري».
وكشف تقرير لصحيفة «ماركا» الإسبانية قيمة الأرباح التي حصدها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من مسيرته الكروية، وقالت إنه تخطى حاجز المليار ونصف مليار دولار في أرباحه المهنية بالعام 2021، وبأن قيمة ثروته الصافية من أكتوبر 2021 وصلت لـ500 مليون دولار.
وحقق «الدون» ثروته منذ بداية مساره في ملاعب الكرة مع سبورتينغ لشبونة البرتغالي وهو في عمر السابعة عشرة، مرورا بأندية مثل ريال مدريد الإسباني، يوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي. كما ساهم فوزه بالكرة الذهبية وإنجازاته الكروية في جنيه أرباحا كبيرة من الترويج للعديد من العلامات التجارية.
وبعيدا عن عقود الرعاية الإعلانية، كانت لرونالدو تجارب خاصة بعالم الأعمال لتوليد المزيد من التدفق النقدي، حين أسس إمبراطورية فندقية تديرها مجموعة «بيستانيا» التابعة له، بل إنه وسع مجال اختصاصه حين افتتح عيادة لزراعة الشعر في طور الإنجاز بإسبانيا وماربيا، ومن ثم التوسع في العديد من المدن الأخرى في كل من البرتغال وإسبانيا والمغرب، الأمر الذي جعله يحقق 114 مليون دولار سنويا، وهو رقم مرشح للارتفاع في حال انضمام رونالدو لفريق خليجي بصدد التفاوض معه في قطر.
رياض محرز.. حل بمراكش سائحا فأصبح مستثمرا
أكدت مصادر صحفية أن اللاعب الدولي الجزائري رياض محرز يتجه إلى عالم المال والأعمال، عبر بوابة الاستثمار في مجال الفنادق بمدينة مراكش التي تعتبر وجهته المفضلة بعد جزر المالديف. لذا يحرص على السفر سرا وعلانية إلى مراكش بالرغم من غضب الإعلام الجزائري الذي يعتبر استثماره في المغرب «تطبيعا»، رغم أن الدولي الجزائري ولاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم يفضل التكتم على وزياراته ويختار الابتعاد عن الأضواء كلما حط الرحال بمدينة مراكش رفقة أسرته بغية قضاء إجازته أو مناقشة مشروع استثماري.
ولأن مدينة مراكش قد أضحت عاصمة السياحة في المملكة، معروفة باستضافتها لأبرز الشخصيات في عالم الرياضة والسياسة والفن، وواحدة من الوجهات المفضلة لديهم واحتفالهم بمناسباتهم الخاصة، إلا أن مدينة البهجة تمارس سحرها وتقنع زوارها بالعودة إليها بل واختيارها كوجهة استثمار أيضا.
بعد رونالدو، جاء الدور على عميد المنتخب الجزائري ولاعب مانشستر سيتي رياض محرز، الذي بدوره فضل المغرب ومدينة مراكش للاستثمار، حيث اتجه إلى عالم المال عبر إنشاء فندق عالمي بالمدينة المغربية، حسب ما أشارت إليه العديد من المنابر الإعلامية البريطانية، بالرغم من التكتم الذي يحيط بهذا الخبر، سيما وأن أغلب الصحف الجزائرية عبرت عن خيبة أملها بسبب هذه المبادرة التي أقدم عليها الدولي الجزائري بعد تفضيله الاستثمار بالمغرب عوض بلده الأم الجزائر.
فضل محرز الصمت ولم يرد على الهجوم الإعلامي القادم من الجزائر، ولكنه أوضح بأن له أصولا مغربية فوالدته مغربية ومن حقه زيارة المغرب مهما كانت درجة الاحتقان بين البلدين، كما قدم إشارات حول أحقيته في الاستثمار بأي بلد.
وكتب رياض تهنئة للمنتخب المغربي مع عبارة «الفوز في الدوحة والاحتفال في مراكش»، أسيء استخدامها من طرف بعض الصحافيين الجزائريين، الذين استهدفوا فتاهم المدلل لمجرد تفكيره في استثمار أمواله في المغرب، وكتب أحدهم «مال الجزائر يستثمر في مراكش».
وانتقدت الجماهير الجزائرية بقوة قائد المنتخب الوطني، رياض محرز، بسبب غيابه عن معسكر للمنتخب الجزائري مرفقا بشهادة طبية لم تقنع الجزائريين، بسبب توقيتها والتشكيك في صحتها، وبالنظر للظروف التي جاءت فيها، مباشرة بعد أن أكد الاتحاد الجزائري لكرة القدم غياب محرز ووجوده في المغرب خلال الصيف الماضي، وفق صور تم تداولها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي. لكن الرد جاء من نادي مانشستر سيتي الانجليزي، يؤكد فيه عدم قدرة محرز على المشاركة في تربصات منتخب الجزائر بسبب إصابة.
بن عطية.. عميد «الأسود» بمونديال روسيا يستقر بالحمراء
حين أنهى الدولي المغربي المهدي بن عطية، وعميد الفريق الوطني، مشواره مع نادي الدحيل القطري، خلق الجدل وأعلن الاعتزال في منصات التواصل الاجتماعي، إذ نشر بن عطية صورة له بقميص الدحيل عبر حسابه الشخصي على «أنستغرام» علق عليها قائلا: «نهاية تجربة رائعة في بلد استثنائي، قضيت موسمين ونصف مع ناد طموح وضعني في أفضل الظروف».
وكان بن عطية قد اشترى، قبل اعتزاله، منزلا في مدينة مراكش، وخطط للعيش مستقبلا في المغرب مع عائلته. وقال في حديث صحافي مع قناة «بي إن سبورت»: «أريد نوعا آخر من الاستثمار يتلاءم وطبيعة عملي، أود إنشاء أكاديمية تجمع بين كرة القدم و الدراسة، لقد كنت أفكر في هذا طوال مسيرتي لأني رأيت الأطفال هناك يلعبون كرة القدم، لكن عددا قليلا من لاعبي شمال إفريقيا يصلون إلى الأدوار النهائية لدوري أبطال أوروبا».
وأفادت تقارير إعلامية أخرى بأن الدولي السابق المهدي بن عطية يتجه إلى الاستثمار في كرة القدم المغربية عبر شراء نادي لكرة القدم، ووفق المصادر ذاتها فإن العميد السابق لأسود الأطلس، تراوده فكرة شراء نادي مغربي وإعادة هيكلته تبقى فكرة واردة في المستقبل، لكنه أضاف: «سأجتاز الاختبارات لأصبح وكيلا أو مدربا».
وأوضح المهدي بن عطية وفق ذات التقارير الإعلامية أن مؤسسته الخيرية في المغرب هي الأقرب إلى قلبه، مشيرا أنه من الجميل تقديم التبرعات لكن الأجمل أن تضع بيدك أول حجر لدار الأيتام وأن تذهب إلى القرى النائية التي تعاني من صعوبة الولادات وتساعدهم بنفسك.
وفضل المدافع المغربي المهدي بن عطية، الاستثمار الرياضي والاجتماعي في المغرب وليس في فرنسا، إذ قرر الرجوع إلى بلده الأصلي المغرب والاستقرار في مدينة مراكش رفقة عائلته، لاسيما وأن استشاراته مع رفاق دربه قد جعلت حلم بناء أكاديمية بمواصفات علمية يقترب منه أكثر. ولأجله أنجز دراسة جدوى أكدت تقاطع المشروع الاستثماري مع مشروعه الاجتماعي، لاسيما في الشق المتعلق بمحاربة الفقر والهشاشة في الأوساط المنكوبة.
وفي حوار مع صحيفة ناطقة بالفرنسية، قال بن عطية «منذ أن انتهى عقدي مع نادي الدحيل القطري، وهذه أول مرة أكون فيها لاعبا حرا. قررت قضاء إجازة لمدة شهرين تسلمت منزلا لي في مدينة مراكش، أنوي الإقامة فيه رفقة عائلتي على المدى القصير أو المتوسط. تراودني الكثير من الأفكار حول مشاريع في المغرب وأرغب في إنشاء أكاديمية رفيعة المستوى تجمع بين كرة القدم والدراسة.
يشار إلى أن المهدي بن عطية سبق أن لعب لنادي روما الإيطالي ويوفنتوس الإيطالي وبايرن ميونخ الألماني، والدحيل القطري.
الشماخ يدخل عالم الاستثمار بالقطاع الفندقي من معبر المنازعات
احتل اللاعب الدولي المغربي مروان الشماخ المرتبة الحادية عشرة، على مستوى نجوم الكرة الإفريقية الأكثر دخلا، في التقرير الذي نشرته صحيفة «ليكيب» الفرنسية حول مشاريع اللاعبين الدوليين بعد الاعتزال. ورغم تقادم التقرير وعدم تحيينه إلا أنه أشار إلى رقم مهم وهو ثلاثة ملايين و135 ألف أورو سنويا، أي ما يفوق ثلاثين مليار سنتيم بالعملة المغربية، كما أشارت الصحيفة إلى أن مروان الشماخ لم يحالفه نفس النجاح على المستوى الرياضي في تجاربه الكروية قبل الاعتزال رغم النقلة النوعية من الدوري الفرنسي إلى الدوري الإنجليزي.
وكان إيطو الكامروني يتصدر اللائحة قبل أن يسحب نجوم آخرون البساط من تحته على غرار الليبيري وياه والسينغالي ماني، ويايا توري جون أوبي ومايكل إيسيان وغيرهم من نجوم الكرة الإفريقية الذين اختاروا الاحتراف في أوروبا.
لكن ما أن أنهى مروان مشواره الاحترافي حتى فكر مليا في الاستثمار في القطاع الأكثر إنتاجية وجاذبية، أي القطاع السياحي، والبداية بمطعم في مدينة أكادير، دون أن يكف عن التفكير في الاستثمار الرياضي من خلال اجتياز اختبار لنيل شهادة تدريب تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بتنسيق مع الكونفدرالية الإفريقية، بعد أن فضل زملاؤه الذين حملوا معه قميص المنتخب طريق التدريب، على غرار وليد الركراكي ويوسف السفري وطلال القرقوري وآخرين، استنادا إلى تجربة مهمة في الملاعب الأوربية رفقة بوردو الفرنسي وأرسنال الإنجليزي، وويست هام وكريستال بالاس، وصولا إلى كارديف سيتي.
حين افتتح مروان الشماخ مطعما فخما في كورنيش أكادير، أسند لشقيقه ياسين مأمورية تدبير هذا المشروع بنسبة أرباح تقدر بـ40 بالمائة، مقابل 60 بالمائة من الأرباح لمروان، وعلى الرغم من المداهمات الأمنية التي تعرض لها المطعم واتهامه بترويج الخمور دون ترخيص ضمن الوجبات المقدمة للزبناء، إلا أن مروان أكد توفره على ثلاث رخص مؤقتة لترويج الخمور مدة كل واحدة ثلاثة شهور. اقتنى مروان الشماخ هذا المطعم قبيل اعتزاله الكرة، رفقة شريكه الأجنبي الفرنسي الجنسية، وكانت عليه مترتبات ضريبية، لم يقم الشماخ وشريكه بتسويتها في حينها، وباشر الفرنسي تسييره المباشر ليكتشف الشماخ متأخرا بأن شريكه لا يؤدي حقوق الدولة الضربية، بل تضاعف رقمها، إلى جانب نزاعه مع المستخدمين الذين أوصلوا الشماخ إلى المحكمة بسبب عدم سداد حقوقهم الاجتماعية وبعض مرتباتهم… كل ذلك أدى إلى نزاع بين الشركين انتهى باقتناء الشماخ 45 بالمئة من أسهم شريكه، وجلب إلى أكادير شقيقه ياسين الشماخ ليدير المطعم مقابل منحه 40 بالمئة من الأسهم.
الشريك الفرنسي طعن الشماخ من الخلف، استصدر رخصة ترويج الخمور الرسمية باسمه، وعند الانفصال أرجعها للمصالح المعنية، ليبقى الشماخ وشقيقيه بدون رخصة، ولم يتمكن من استصدار أخرى رغم أنه طرق مجموعة من الأبواب على مستوى مدينة الرباط وأكادير.
مسؤول ببعثة تونس في مونديال ألمانيا رجل أعمال ببرشيد
جمع عزيز زهير العديد من المناصب الرياضية مع المهام الاستثمارية، وتساءل رفاقه كيف يجد هذا التونسي المسن الوقت للجمع بين مهام تبدو متنافرة وصعبة. تولى الرجل رئاسة النادي بين عامي 2004 و2007 وحقق معه لقب كأس تونس في 2007 وثنائية الدوري والكأس في 2006 قبل أن يسلم الرئاسة إلى حمدي المدب الذي يشغل المنصب حتى اليوم. كما شغل زهير عضوية لجنة حكماء الترجي وسبق له تحقيق مسيرة جيدة على المستوى الوطني في لعبة التنس. ولأنه رجل أعمال فقد استثمر في العديد من الدول خاصة المغرب والسعودية، إذ كان يدير شركة لصنع اللفافات الخاصة بالأطفال والمسنين والأدوات الطبية المتعلقة برعاية الأطفال وصحتهم. اختار زهير مدينة برشيد لمشروعه الاستثماري وركز في معاملاته على التصدير للدول الإفريقية وتولت شركات تابعة لزهير رعاية عدد من الرياضيين بينهم لاعبون من ذوي الاحتياجات الخاصة مما كان يعطي لمشاريعه لمسة إنسانية، قبل أن يرحل الرجل إلى دار البقاء في الصيف الماضي وهو على عتبة السبعين من عمره.
بدأ زهير مسيرته في ميدان الرياضة كلاعب تنس، حيث كان أفضل لاعب كرة مضرب في تونس لسنوات في الفترة الممتدة بين 1976 و1984، فاز خلالها بعدة بطولات محلية وإقليمية ومثل تونس في كأس «ديفيس» في أكثر من مناسبة، وبعد نهاية مسيرته في ملاعب التنس، تولى عدة مناصب تسييرية في نادي التنس بقرطاج قبل أن يترأس الترجي الرياضي التونسي.
وعرف الفقيد بدعمه للرياضة حيث كانت شركته الداعم الرسمي لإحدى دورات التنس في تونس إضافة إلى أنه كان الداعم للبطلة التونسية في المبارزة بالسيف سارة بسباس ولاعبة كرة اليد منى شباح ورياضيين آخرين، إلى جانب تكفله بعائلة أحد لاعبي كرة القدم السابقين والذي وافته المنية إثر حادث سير.
سجل الفقيد حضوره في مونديال ألمانيا 2006 ضمن بعثة المنتخب التونسي باعتباره مسؤولا عن تدبير الشأن الكروي في تونس، وكان حضوره لافتا كداعم أيضا للجماهير بالرغم من الخروج المبكر لتونس من الدور الأول بعد هزيمتين وتعادل ضد السعودية التي تعتبر البلد الأول الذي استثمر فيه أمواله.
كرويف.. أسطورة الكرة مات قبل أن يحقق حلم مشروع استثماري بطنجة
تردد أسطورة كرة القدم يوهان كرويف على طنجة، وشوهد في منصات التواصل الاجتماعي وهو يتجول في عدد من أسواق المدينة، كسوق الداخل وسوق كاساباراطا الشعبي رفقة زوجته، كما زار اللاعب الهولندي وأحد أساطير برشلونة وأجاكس مجمعا رياضيا في ضواحي المدينة، وجالس العديد من الشخصيات في عالم المال والأعمال حيث نصحوه بالاستثمار في مدينة طنجة وإنشاء أكاديمية يوهان كرويف لتعليم الكرة الشاملة، تحمس للفكرة وشرع في وضع مخطط لمشروع استثماري يجمع بين الرياضة والسياحة.
وكانت صحيفة «إلموندو ديبورتيفو» الإسبانية قد أوضحت، أن كرويف، البالغ من العمر 68 عاما، يتردد على المغرب وتحديدا مدينة طنجة، ضمن ملف خاص بصحة هذا النجم وخلصت إلى أن الرجل مصاب بسرطان الرئة، وأنه يخضع لفحوص لاكتشاف مدى انتشاره.
لكن تنبؤات الصحيفة الإسبانية كانت صائبة، إذ مات الرجل قبل أن يخرج المشروع إلى حيز الوجود، وظل حبرا على ورق. سيما وأن زوجته تحمست للاستقرار في إسبانيا بعد أن لمست دفء الشارع المغربي وترحيبه بالرجل الفائز بجائزة الكرة الذهبية الأوروبية ثلاث مرات وقائد منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم.
سبق لكرويف أن زار الدار البيضاء سنة 1974، قبل خوض كأس العالم ألمانيا في نفس السنة، وخاض رفقة فريقه السابق برشلونة مباراة ضد الوداد يوم فاتح ماي من نفس السنة انتهت بفوز رفاق كرويف بثلاثة أهداف مقابل واحد على أرضية الملعب الشرفي في الدار البيضاء، في فترة عبد الرزاق مكوار. وحين اعتزل الكرة لاعبا ودخل عالم التدريب، كان يختار مدينتي طنجة وأصيلة لقضاء معظم أوقاته خصوصا في الفترات الأخيرة رفقة زوجته وأفراد من أسرته، ويعد كرويف من المغرمين بمدينة طنجة إذ كان يشارك سنويا في دوري للغولف ينظم في عاصمة البوغاز.
بيلفيلد.. الداهية الألماني الذي عاش محنة زلزال أكادير
منذ أن حل بالمغرب سنة 1954، عرف رجل الأعمال الألماني بقربه من البسطاء إلى أن توفي سنة 1991. ترك الحي الخاص بالأثرياء الأجانب «الحي السويسري» حيث كانت تصطف الإقامات الفخمة المطلة على المحيط الأطلسي، وقرر أن يشتري بدله منزلا وسط حي تالبورجت.
تقول بعض الروايات، على لسان قدماء أكادير، أن «بيلفيلد» كان ينحدر من أسرة ألمانية ثرية، لكنه تنازل عن حياته الرغيدة في ألمانيا وغادرها مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن نجا من التجنيد في جيش النازية، وقرر أن يرحل عن ألمانيا نهائيا لأنه لم يتقبل وفاة والدته خلال حادث في مدينة برلين سنة 1944، بعد أن قصفها الحلفاء في نهاية الحرب العالمية.
قرر ألا يعود نهائيا إلى حياته السابقة لأنه لم يتجاوز مرارة فقدان والدته التي رآها تموت أمامه. وسرعان ما طالع الكثير من المقالات في فرنسا عن المغرب، والتقى بعض الفرنسيين الذين عاشوا في المغرب وعادوا إلى فرنسا في بداية الخمسينيات، واستسلم للإغراء وهم يصفون له سحر مدينة أكادير ويحكون له عن ذكرياتهم بها. وفعلا قام بالتوجه إلى أكادير للمرة الأولى في بداية الخمسينيات، وقضى بها شهرين قبل أن يعود إلى فرنسا.
لكن سرعان ما سيطرت عليه فكرة الاستقرار النهائي في المغرب، ولم يضع عرضا من إحدى الثريات الفرنسيات، حيث باعت له فيلا فخمة تطل على المحيط الأطلسي، واستقر بها سنة فقط، ليبيعها لأحد الأثرياء الفرنسيين بهامش ربح محترم، وقرر أن يبني بيتا وسط المغاربة البسطاء في حي تالبورجت.
احتار سكان أكادير في البداية في شخصية الشاب الألماني، الذي كان عمره وقتها لم يتعد الثلاثينيات. فقد كان يقضي يومه كاملا إما في رصيف المقهى يراقب المارة، أو يلعب الورق مع بعض الشبان الذين كانوا يتحدثون الفرنسية أو الإنجليزية. وتساءل أغلبهم من مصدر دخله لأنه كان يعيش حياة رغيدة ولا يمارس أي مهنة. لكنه كان يخبرهم لاحقا أن إخوته الذين بقوا في ألمانيا، كانوا يروجون له حصة كبيرة في تجارته، وتصله عائداتها سنويا.
لكن بيفيلد كان وكيلا أيضا في المجال الرياضي، حريصا على استقطاب مدربين للكرة المغربية بكل سخاء، وكان رفاقه ينبهرون لسيرة هذا الرجل الذي تخلى عن حياة الترف التي كان يعيشها، ليعيش بين الصيادين وممارسي المهن الحرة والقادمين من بوادي منطقة سوس للاستقرار في أكادير.
عاش الثواني المرعبة لزلزال أكادير في نهاية فبراير 1960. وتهدم بيته في تالبورجت، ونجا من بين الأنقاض شأنه شأن الآلاف الذين كتبت لهم النجاة. كان الألماني بيلفيلد بين المقيمين في الخيام، حيث اعترض على أن ينقل إلى جناح الأجانب. وتقول بعض المصادر إنه سلم على الملك الراحل محمد الخامس أثناء زيارته التفقدية لأكادير، وأخبره أنه ألماني لكنه لن يترك أكادير بعد الزلزال كما فعل أغلب الأوربيين الذين كانوا يعيشون فيها. اختار العيش متجولا بعد أن باع كل ما يملك واستقر قرب شاطئ مير اللفت إلى أن توفي في عربته المتنقلة، نقلته السلطات إلى مقربة للمسيحيين في أكادير، حيث وجدوا مفكرة في سيارته كان يدون فيها آخر أفكاره ووصاياه، وطلب فيها أن يدفن في أكادير، وأن تحول عائلته كل ميراثه في ألمانيا، أو ما تبقى منه، لصالح جمعيات الأيتام ودور العجزة في هذه المدينة.