نجوم الكرة العالمية في القصر
رؤساء «الفيفا» و«الكاف» واللجنة الأولمبية الدولية في حضرة الملوك
ارتبطت الحركة الرياضية في المغرب بالقصر الملكي، وحملت الجامعات الرياضية التي تأسست بعد الاستقلال اسم «الملكية» في إشارة إلى تبعية الرياضة المغربية لتوجهات القصر. كما أسس الملك لتقليد جديد تمثل في ترؤس المباريات النهائية لكأس العرش، كما أن الملك في المغرب غالبا ما يحمل لقب «الرياضي الأول»، الذي يدل على وجود الملك في الصف الأول للقرار الرياضي، بل هو من يؤشر على تعيين رؤساء جامعات السيادة.
حسن البصري:
آمن الملوك الثلاثة بأهمية الرياضة وربطوها بالشباب لعقود، قبل أن تنقل وتنضم للتربية والتعليم، بل إن المغرب ظل حاضرا في المنتديات والتظاهرات الرياضة الكبرى، بكل إصرار بالرغم من قلة الإمكانيات وضعفها.
يجتمع حول الكرة ملوك وقادة الدول، يتخلصون أحيانا من البروتوكول الرسمي ويظهرون في منصات الشرف تحت أسرها، خاصة أمام فرصة ضائعة أو هدف أو قرار تحكيمي، بل إن الكرة تصبح جزءا لا يتجزأ من أنشطة وخطب وقرارات الكثير من القادة، يكفي أن نقف عند حجم برقيات التهاني التي تلقاها القصر الملكي بعد وصول المنتخب المغربي إلى المربع الذهبي في مونديال قطر.
ومن خلال هذه الساحرة المستديرة الصغيرة، يظهر مدى تسلل اللعبة إلى دائرة القرار، فليس غريبا إذا تضمن خطاب ملكي اسم رياضي بارز، أو تحول المنتخب المغربي إلى مؤسسة سيادية يكون القرار النهائي فيها من صنع الحاكم.
نال الملك محمد السادس جائزة التميز لجهوده في دعم كرة القدم في إفريقيا، واستقبل عددا من كبار القائمين على الهيئات الرياضية العالمية والقارية، بينما كان الملك الحسن الثاني مصرا على احتضان المغرب للمونديال، لكنه مات قبل أن يتحقق الحلم. وفي عهده كان للمنتخب الوطني لكرة القدم مدرب في الميدان وآخر في القصر.
يكشف اللاعبون الدوليون السابقون مدى اهتمام الملك الراحل الحسن الثاني بالمنتخب الوطني، ويجمعون على تدخلاته الشخصية لتحديد تشكيلة المنتخب المغربي في المباريات الحاسمة.
رئيس «الفيفا» يتأسف لعدم تنظيم المغرب مونديال 2026
لا يتردد جياني إينفانتينو، كلما أتيحت له فرصة الحديث عن البعد التنموي لكرة القدم، في توجيه عبارات الشكر للمغرب على ما قدمه من خدمات كثيرة لتطوير كرة القدم في إفريقيا مثنيا على الاستقبال الأخير الذي خصص له من قبل الملك محمد السادس في سياق الاحتفال بالذكرى التاسعة عشرة لتربع العاهل المغربي على العرش، والذي فتح آفاقا جديدة للتعاون المثمر بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم.
استقبل الملك محمد السادس جياني إينفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بقصر مرشان بطنجة، ودار بينهما حديث ودي نقل فيه حاكم الكرة العالمية أسفه لعدم تنظيم المغرب نهائيات كأس العالم نسخة 2026.
وبدا رئيس «الفيفا» متوترا بعض الشيء من خلال حركاته بيده، عبر من خلالها عن تقديم اعتذاره وتأسفه للملك محمد السادس، دون أن يعلم بأن الحلم سيتحقق لاحقا. حضر جياني ضمن الضيوف الكبار الأجانب حفل الاستقبال الذي ترأسه الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى جلوسه على العرش.
وعبر رئيس «الفيفا» عن «فخره للمشاركة بمدينة طنجة في الاحتفالات المقامة بمناسبة الذكرى الـ19 لاعتلاء الملك محمد السادس العرش، بالنسبة لي، إنه لفخر كبير اليوم أن أكون موجودا في هذا الفضاء الأسطوري لحضور هذا الحفل البهيج، وسعيد أكثر بالتعرف على مدينة عالمية كطنجة».
سيستحضر إينفانتينو هذا التوشيح في رواندا، حين منح المجتمع الكروي الإفريقي جائزة التميز لراعي الرياضة بالمغرب، الملك محمد السادس، اعترافا وتأكيدا للمكانة التي تحتلها المملكة المغربية في إفريقيا والجهود التي تقوم بها في العديد من المجالات وخاصة القطاع الرياضي.
وتأتي الجائزة أيضا «كتكريس للمكانة الكبيرة التي يحتلها القطاع الرياضي ضمن الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس في الخيارات والبرامج والاستراتيجيات الحكومية، وكذا إقرار بالمجهودات التي بذلتها المملكة المغربية، بقيادة محمد السادس، من أجل النهوض بكرة القدم، سيما في ما يتعلق بتوفير البنيات والتجهيزات الأساسية والرفع من قدرات التكوين، وتعزيز الشفافية والحكامة الجيدة في هذا المجال» وفق تصريح جياني، مضيفا أن جائزة التميز لسنة 2022 التي منحت لملك المغرب من قبل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، «هي أولا وقبل كل شيء، تكريم لعبقرية إفريقيا وشبابها المتألق».
جاك روغ للملك: المغرب يستحق تنظيم الأولمبياد
في الثامن من مارس سنة 2004، سيتقبل الملك محمد السادس بالقصر الملكي بطنجة، جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الذي كان يقوم بزيارة للمغرب للمشاركة في المؤتمر الدولي الثالث حول: «الرياضة والمرأة « الذي احتضنته مراكش من7 إلى 9 مارس من نفس السنة.
في أعقاب الاستقبال الملكي، رشح البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية المغرب لاحتضان منافسات الألعاب الأولمبية مستقبلا، وقال روغ في حديث صحفي نقلته عدد من وكالات الأنباء، إن المغرب بإمكانه احتضان هذه المنافسة لاسيما أنه يتمتع بطقس أكثر اعتدالا مقارنة بدول أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وجاء ترشيح روغ للمغرب، لدى حديثه عن سبب استبعاد ملف العاصمة القطرية الدوحة من سباق استضافة أولمبياد 2016، إذ أشار إلى درجة الحرارة المرتفعة في الدوحة وحجم المدينة الصغير.
واعتبر المحللون الرياضيون أن ترشيح جاك روغ للمغرب لم يأت من فراغ، وأشاروا إلى أن روغ زار المغرب أكثر من مرة، ووقف على الأوراش المفتوحة فيه، وأن المغرب لديه كل الإمكانيات لاحتضان الأولمبياد بعد 20 سنة، وحين نضع تصريح روغ في سياقه التاريخي سيكون علينا تنظيم الأولمبياد في هذا العام أي 2024.
دار جدل واسع حول تصريح رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في أعقاب الاستقبال الملكي، لكن المسؤول البلجيكي قدم تبريراته: «المغرب نظم منافسات ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، هذه الألعاب عبارة عن أولمبياد مصغر، كما نظم الألعاب العربية وكأس إفريقيا للأمم والألعاب الفرنكفونية وبطولة العالم للعدو الريفي وعددا من التظاهرات الأخرى».
توفي جاك روغ قبل أن يتحقق الحلم الذي داعبه، مات بعد أن شغل منصبه من 2001 حتى 2013 عن عمر ناهز 79 عاما.
وقالت اللجنة الأولمبية المغربية في بيان نعي «بحزن شديد نتلقى خبر وفاة جاك الذي أحب الرياضة والتواجد مع الرياضيين، ونقل هذا الشغف إلى كل من عرفه. على امتداد مسيرته الرياضية الناجحة، انتخب رئيسا للجنتين الأولمبية البلجيكية والأوروبية، ثم رئيسا للجنة الأولمبية الدولية في عام 2001. وبعد رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، شغل منصب المبعوث الخاص للشباب واللاجئين والرياضة لدى الأمم المتحدة».
بلاتير: الملك محمد السادس قال لي «المغرب لا ييأس»
في شهر مارس 2004، سيستقبل الملك محمد السادس بالديوان الملكي بالرباط جوزيف بلاتير رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي قام بزيارة للمغرب رفقة محمد بنهمام آل عبد الله، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي ورئيس مشروع «الهدف» وجيروم شامبان الكاتب العام المساعد للاتحاد الدولي لكرة القدم. ووشح الملك محمد السادس خلال هذا الحفل بلاتير بوسام العرش من درجة ضابط كبير وكذا بن همام بالوسام العلوي من درجة ضابط وشامبان بالوسام العلوي من درجة قائد.
وقدم بلاتير بهذه المناسبة للملك محمد السادس ميدالية تخليدا للذكرى المئوية لتأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
التقى جوزيف الملك خلال كأس العالم للأندية سنة 2013، وبادر رئيس «الفيفا» إلى تهنئة الملك على النجاح قبل خوض المباراة النهائية في مراكش، قال بلاتير إن قيادة الكرة العالمية لا تحتاج إلى رياضي سابق بل إلى رجل مدبر ومبادر، ضحك محمد السادس حين أسر له إمبراطور الكرة بأنه لم يلعب الكرة حيث كان عضوا في اتحاد الهوكي على الجليد السويسري، ومنه عبر نحو كرة القدم عبر بوابة الألعاب الأولمبية.
قال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للملك إن المغرب كانت لديه رغبة دائمة في تنظيم كأس العالم، ونجاح مونديال الأندية الذي احتضنه المغرب مؤشر على قدرته وكفاءته، مشيدا بنجاح هذه الدورة التي اختتمت بنهائي مغربي ألماني.
خلال الندوة الصحفية التي عقدت عقب اجتماع اللجنة المنظمة للمونديال، بعث بلاتير برسالة إلى الملك وقال: «كل الاحترام لملك المغرب الذي كان خلف هذا التنظيم».
سينوه بلاتير بجهود المغرب لبناء صرح كروي كبير، بل إن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، سيقول للصحافة المغربية إن استضافة المغرب لكأس العالم للأندية هو اختبار لقدرات هذه الدولة على ترشحها لاستضافة مونديال 2026.
وقال بلاتير في مؤتمر صحافي في الرباط في ختام زيارة عمل استغرقت يومين مع رئيس الاتحاد الإفريقي للعبة الكاميروني عيسى حياتو: «المغرب يستحق احتضان بطولة كبيرة في الكرة المستديرة».
حتى وهو خارج أسوار «الفيفا»، سيعبر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، جوزيف بلاتير عن دعمه طلب المغرب استضافة كأس العالم 2026، وقال إن اختيار هذه الدولة سيكون منطقيا. وكتب على حسابه في تويتر: «كأس العالم 2026.. الفيفا يعارض التنظيم المشترك منذ بطولة 2002، والآن المغرب سيكون مستضيفا منطقيا، هذا توقيت إفريقيا مرة أخرى».
رئيس «الكاف» يخضع لتصفية الدم بالمغرب على نفقة الملك
في 19 أبريل 2004، سيحظى عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باستقبال ملكي، بقصر مرشان في مدينة طنجة، شكر فيه العاهل المغربي على أياديه البيضاء على رئيس «الكاف»، الذي انتخب رئيسا من المغرب.
كان عيسى حياتو رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يخصص جزءا من برنامج زيارته للمغرب للجانب الصحي، حيث غالبا ما ينتقل إلى العاصمة الرباط حيث يشرع في مباشرة عملية تصفية الدم في إحدى المصحات الخاصة، بسبب قصور كلوي حاد، وهي العملية التي تدوم ساعة ونصف وتجبر المسؤول الأول عن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم على إلغاء مواعيده.
كان المغربي سعيد بلخياط، العضو السابق بمجلس الكونفدرالية الإفريقية ومستشار رئيس اتحاد الكرة المغربي السابق ومدير مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، هو من يشرف على ترتيب موعد عملية تصفية الدم «دياليز» ويقوم بكل الإجراءات المتعلقة بالحالة الصحية لرئيس «الكاف».
في آخر زيارة حجزت إدارة المصحة غرفة فخمة للمسؤول الإفريقي، منع فيها على المقربين منه ولوجها إلى أن غادرها صوب فندق بالعاصمة الرباط، حيث التحق بالجناح المخصص له، والتي حجزها القصر باعتباره ضيفا رسميا، إلا أن عيسى ألغى كل المواعيد التي كان من المفترض أن يلتقي فيها بمسؤولين مغاربة بسبب وضعه الصحي.
معاناة حياتو مع المرض ليست وليدة اللحظة، لكن القصور الكلوي تفاقم بسبب الضغط الذي يعيشه المسؤول الأول عن الكرة الإفريقية في الآونة الأخيرة، واختناق أجندته لاسيما بعد الجدل القائم حول تأجيل دورة كأس أمم إفريقيا. أعراض المرض كانت بادية على حياتو فقرر مغادرة المغرب في نفس اليوم عائدا إلى بلده الكاميرون، وألغى لقاءات صحفية.
الحسن الثاني يطلب من السملالي تعريف زوج هافيلانج بالقفطان المغربي
قال الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتير، في حوار أجراه مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك طلب سنة 2004 من رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم آنذاك ميشيل بلاتيني، التصويت لصالح المغرب لنيل شرف استضافة كأس العالم لسنة 2010 على حساب جنوب إفريقيا.
وأوضح بلاتير الذي استقال من منصبه، عقب فضيحة الفساد التي هزت الفيفا، أن طلب جاك شيراك جاء بسبب العلاقة الجيدة التي تجمع فرنسا بالمغرب، مضيفا بأن لقاء هافيلانج رئيس الفيفا السابق، مع الحسن الثاني جعله يقتنع بأن ملك المغرب حريص على التنافس مع الكبار من أجل انتزاع شرف تنظيم المونديال لبلده، «هذا البلد يخوض غمار خامس محاولاته الظفر بشرف استضافة مونديال كرة القدم. أولى المحاولات تمت في العام 1987 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني الذي أراد حينها استثمار حالة الانتشاء التي عمت البلاد عقب الظهور المشرف للمنتخب الوطني في مونديال مكسيكو 1986، مستهدفا من تقديم الترشيح تحقيق دعاية واسعة للمغرب».
من جهته يرى جو هافيلانج أن رؤساء اتحادات محلية استغربوا لطلب المغرب، وقالوا له: «هل ما سمعنا عن ترشيح المغرب لاحتضان المونديال كلام جاد؟، كان جوابي واضحا كأس العالم حلم مشروع للجميع».
ويضيف جوزيف في نفس الحوار: «الحقيقة أن جزءا كبيرا من المغاربة قبل غيرهم لم يؤمنوا بتنافسية بلادهم وقدرتها على استضافة هذه التظاهرة الكبيرة، فلم يكن هنالك إلا ملعبان يحتاجان إلى ترميمات ضخمة، مع نقص حاد في البنيات التحتية التي تحتاجها مثل هذه التظاهرات، إلا أن عقيدة الملك الراحل الحسن الثاني حينها كانت تذهب إلى أن المغرب قادر على رفع هذا الرهان الضخم.. لقد قال لي بالحرف: «امنحونا التنظيم وسنتدبر التمويل اللازم لنكون جاهزين في الموعد» مخاطبا جو هافلانج، رئيس الفيفا.
ظل هافيلانج يتردد على المغرب ويحظى برعاية ملكية خاصة، بل إن الحسن الثاني طلب من عبد اللطيف السملالي وزير الشباب والرياضة، الاهتمام برئيس الاتحاد الدولي واقترح عليه إقحام الضيف وزوجته في طقوس الأعراس المغربية، وهو ما حصل حيث ظلت زوجة جو ترتدي القفطان المغربي وتحضر الأفراح المغربية، بينما كان زوجها يمارس رغم كبر سنه هوايته المفضلة وهي السباحة، لكن هافلانج رأى في منح التنظيم للولايات المتحدة الأمريكية الفرصة السانحة لزيادة شعبية اللعبة في هذا البلد، الأمر الذي رجح كفة الولايات المتحدة الأمريكية التي فازت بـ10 أصوات مقابل 7 للمغرب وصوتين للبرازيل.
حين أصر الحسن الثاني على احتضان المونديال رغم هشاشة البنيات التحتية
قال الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتير، في حوار أجراه مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك طلب سنة 2004 من رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم آنذاك ميشيل بلاتيني، التصويت لصالح المغرب لنيل شرف استضافة كأس العالم لسنة 2010 على حساب جنوب إفريقيا.
وأوضح بلاتير الذي استقال من منصبه، عقب فضيحة الفساد التي هزت «الفيفا»، أن طلب جاك شيراك جاء بسبب العلاقة الجيدة التي تجمع فرنسا بالمغرب، مضيفا أن لقاء هافيلانج، رئيس «الفيفا» السابق، مع الحسن الثاني جعله يقتنع بأن ملك المغرب حريص على التنافس مع الكبار من أجل انتزاع شرف تنظيم المونديال لبلده، هذا البلد يخوض غمار خامس محاولاته الظفر بشرف استضافة مونديال كرة القدم. أولى المحاولات تمت في العام 1987 بمبادرة من الملك الراحل الحسن الثاني الذي أراد حينها استثمار حالة الانتشاء التي عمت البلاد عقب الظهور المشرف للمنتخب الوطني في مونديال مكسيكو 1986، مستهدفا من تقديم الترشيح تحقيق دعاية واسعة للمغرب.
من جهته، يرى جو هافيلانج أن رؤساء اتحادات محلية استغربوا لطلب المغرب، وقالوا له: هل ما سمعنا عن ترشيح المغرب لاحتضان المونديال كلام جاد؟ كان جوابي واضحا كأس العالم حلم مشروع للجميع.
بوروطرا المندوب العام الفرنسي للتعليم والرياضة في حضرة السلطان
كان السلطان الراحل محمد الخامس شغوفا بممارسة ثلاثة أنواع رياضية، وهي: الكرة الحديدية والسباحة ثم كرة المضرب، وغالبا ما يمارس هذه الأنواع الرياضي في القصر الملكي، مستفيدا من أساليب الحياة الجديدة التي أدخلها الاستعمار الفرنسي إلى المغرب منذ 1912.
كان القصر الملكي في الدار البيضاء يضم ملعبا للتنس خاصا بمحمد الخامس، وهو الملعب الذي شهد زيارة تاريخية للمندوب العام الفرنسي للتعليم والرياضة جان بوروطرا يوم 18 أبريل 1941، بحضور المقيم العام الفرنسي شارل نوغيس، توقف المسؤول الفرنسي عند ملعب التنس ودار بينه وبين السلطان حديث عن الرياضة ودورها في بناء شخصية المواطن، وقال محمد الخامس إن الدين الإسلامي أوصى بتعليم الأبناء السباحة والرماية وركوب الخيل، مضيفا أن رياضة الكرة الحديدية التي يمارسها هي أكثر الرياضات ديمقراطية، بينما وصف لعبة التنس برياضة «الفعل ورد الفعل».
تناول الحديث الذي دار بين محمد الخامس والمندوب العام في التربية العامة والرياضة جان بوروطرا، دور حكومة فيشي في هذا الجانب، وأعلن عن تعيين جاك فوري وكيلا للشبيبة والرياضة في المغرب، وبعد هذا التاريخ بعامين أنشأت إسبانيا مندوبية للرياضة في المنطقة الشمالية.
كان اللقاء بين بوروطرا والسلطان محمد الخامس في الدار البيضاء فرصة لتنظيم زيارات تفقدية للمندوب الفرنسي إلى مدن مغربية أخرى، إذ قام بزيارات لكل من الدار البيضاء والرباط ومراكش وفاس ثم مكناس، وخلال توقفه في كل مدينة كانت الإقامة تنظم مباريات يشرف المسؤول عن الرياضة والشباب والحاكم العسكري.
بعد هذه الجولة، أشعر المندوب العام، المقيم العام نوغيس ومن خلاله محمد الخامس بأن حكومة فيشي، قد قررت تخصيص ميزانية لدعم التجهيزات الرياضية في الدار البيضاء بـ60 مليون فرنك فرنسي، على مدى ثلاث سنوات، وحددت مفهوم التجهيزات في إنشاء فضاءات رياضية، أما العتاد الرياضي فقالت إن الخواص بإمكانهم تدبيره.
بعد الحصول على الاستقلال، سجل الراحل محمد الخامس اهتماما بالرياضة، وهو يستقبل أعضاء المنتخب المغربي لكرة القدم قبل توجهه إلى العاصمة اللبنانية بيروت للمشاركة في أول بطولة عربية عام 1959. كما أسس الملك لتقليد جديد تمثّل في ترؤس المباريات النهائية لكأس العرش. ومع ذلك، لوحظ من خلال الخطب التي وجهها محمد الخامس والتي بلغت عددها 487 خطبة، أنه لم يتطرق للرياضة إلا بشكل عارض في ثلاث مناسبات.
وحملت معظم الجامعات الرياضية التي تأسست بعد الاستقلال اسم «الملكية» في إشارة إلى تبعية الرياضة المغربية لتوجهات القصر.