شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمعمدن

نجاة ركاب حافلة حولتها النيران إلى رماد بـ “منحدر الموت”

مقطع «أمسكرود» بالطريق السيار يرعب السائقين والمسافرين

أعاد التهام النيران لحافلة لنقل المسافرين بين المدن، بمنحدر «أمسكرود» قرب أكادير، إلى الواجهة خطورة هذا المقطع الطرقي بالطريق السيار الرابط ما بين مراكش وأكادير.

واستنادا إلى المعطيات، فقد حولت النيران، قبل أيام، حافلة لنقل المسافرين إلى هيكل حديدي فقط، بعدما التهمتها بالكامل، في حين أن الركاب الذين كانوا على متن الحافلة تمكنوا من النزول والفرار بعيدا عنها، فيما أمتعتهم أضحت رمادا. وقد كانت الحافلة القادمة من مدينة إنزكان نحو مراكش، قد اشتعلت النيران في محركها الموجود في الخلف، وبدأت الأدخنة تتصاعد، الأمر الذي أدى إلى توقفها وسط المقطع الطرقي، حيث تمكن السائق ومساعداه من الفرار، كما أمروا الركاب بالنزول بسرعة، حيث امتدت ألسنة اللهب بعد ذلك إلى باقي أجزاء الحافلة، فيما لم تسجل خسائر في الأرواح.

هذا الحادث أدى إلى توقف حركة السير على مستوى المقطع الطرقي الخطير ما بين أكادير و«أمسكرود» لمدة طويلة، بسبب الأدخنة الكثيفة والنيران الممتدة، كما حلت عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية وعناصر الإطفاء التي تمكنت من إخماد ما تبقى من الحريق، وفتح الطريق أمام حركة السير.

وبحسب المعطيات، فليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها النيران في مركبة أو حافلة لنقل المسافرين، على مستوى مرتفع/ منحدر «أمسكرود»، بل سبق أن سجلت به حوادث مماثلة مرات عديدة، آخرها احتراق حافلة لنقل المسافرين قادمة من مراكش في اتجاه أكادير، كما عرف تسجيل حوادث سير مميتة بشكل مستمر ما بين شاحنات الوزن الثقيل والسيارات والحافلات، ذلك أن الشاحنات تسير ببطء شديد في هذا المرتفع/ المنحدر (من الاتجاهين)، مما يؤدي إلى اصطدامها أحيانا بمركبات أخرى تسير في الاتجاه ذاته.

ويعتبر المقطع الطرقي الرابط ما بين محطة الأداء الأولى من جهة أكادير ومنطقة «أمسكرود»، أحد أصعب المنحدرات التي تواجه سائقي الشاحنات والحافلات. ويشهد هذا المقطع بشكل دائم ومستمر وقوع حوادث ذات خطورة كبيرة، إلى درجة أن السائقين ومستعملي الطريق يصفونه بـ«منحدر الموت» في اتجاه أكادير. فالسرعة المسموح بها في الطريق السيار هي 120 كيلومترا في الساعة، إلا أن شاحنات الوزن الثقيل تجد نفسها مضطرة إلى السير بسرعة لا تتجاوز 20 كيلومترا في الساعة، بسبب قوة انحدار المقطع الطرقي الرابط على وجه الخصوص بين محطة الأداء «أمسكروض» والمبدل «أركانة»، وهو الأمر الذي يزيد من متاعب سائقي الشاحنات والحافلات والسيارات. ومن بين المصاعب الأخرى التي تواجه سائقي شاحنات الوزن الثقيل، طول هذا المنحدر الخطير الذي يمتد على مسافة 14 كيلومترا، حيث إن فرامل هذه الشاحنة كثيرا ما لا تستجيب للعمل بشكل انسيابي، بسبب الاستعمال الكثير والمتواصل على طول هذا المنحدر، الأمر الذي يزيد من احتمال وقوع عدد من الحوادث المميتة. وقد بدأ عدد من سائقي شاحنات الوزن الثقيل القادمين من مراكش، منذ مدة تغيير المسار نحو الطريق الوطنية رقم 11 (8 سابقا)، عند وصولهم محطة الأداء «أمسكروض»، وبعد ذلك العودة إلى الطريق السيار، وذلك تفاديا للسير بهذا المنحدر الخطير.

وفي الوقت الذي كان من الأجدر معالجة العيوب التقنية بهذا المنحدر المميت، والذي تسبب في مئات حوادث السير، وأنهى حياة العشرات من الأشخاص، تم ترك الأمور على حالها، ما عدا تشييد محطة استراحة أطلق عليها اسم «عبد المومن»، على مساحة 4,59 هكتارات، تتسع لحوالي مائة شاحنة وحافلة، بحوالي 3,5 ملايير سنتيم، والتي يعول عليها لتكون متنفسا لسائقي شاحنات الوزن الثقيل المتوجهة إلى جنوب المغرب أو غرب إفريقيا، والمساهمة في إراحة فرامل شاحناتهم والتقليص من احتمال وقوع حوادث سير، بسبب ذلك أو بسبب التعب، اعتبارا لطول المنحدر.

أكادير: محمد سليماني

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى