شوف تشوف

الرأي

نتنياهو على خطى رابين

فايز أبو شمالة
يطيب لعشاق اتفاقية أوسلو أن يترحموا على الإرهابي إسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي صنع اتفاقية أوسلو، فأطلق عليه الإسرائيليون النار، وبكاه بحرقة الفلسطينيون عشاق الاتفاقية، ولا يذكرون سيرته إلا زعيما للسلام، وبطلا من أبطال الحرية، حتى وصل الأمر بالسيد محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، أن يترحم على إسحاق رابين في خطاباته.
لقد احتفظت وثائق الكاتب الفلسطيني، عدلي صادق، بفحوى كلمة إسحاق رابين بتاريخ 13 شتنبر 1993، بعد توقيعه على اتفاقية أوسلو بساعات، أثناء حضوره مأدبة عشاء أعدها له مجلس رؤساء المنظمات اليهودية بالولايات المتحدة، في ذلك اليوم قال رابين:
ــ «ليس هناك انسحاب من أراض. كل ما في الأمر، أن هناك إعادة انتشار للقوات.
ــ ستظل إسرائيل مسؤولة عن الأمن في كل المناطق، وتسيطر على المعابر والطرق الرئيسية.
ــ المفاوضات مع الفلسطينيين تتعلق بالبشر، ولا تنازل في موضوع الأراضي أو في مسألة سيادة.
ــ أموال المجتمع الدولي لن تُدفع مباشرة إلى منظمة التحرير، وإلا فسوف تصرفها مثلما صرفت ما كان لديها من أموال عربية». وأردف متهكما وقائلا للمنظمات اليهودية بالحرف الواحد: «إنهم يصرفون على تسعين سفارة! سفارات؟ لمن؟ وباسم من؟».
تلك المواقف السياسية لإسحاق رابين تفرض على كل عربي أن يتساءل:
بماذا تختلف مواقف إسحاق رابين، بطل السلام، عن مواقف بنيامين نتنياهو، بطل الحرب؟
بل بماذا تختلف استراتيجية رابين، قبل ثلاثين عاما عن صفقة القرن؟
ولماذا لم تدرك القيادة الفلسطينية في ذلك الوقت، أنها انزلقت إلى حبل المشنقة السياسي، وأنها وقعت في المصيدة؟ ولماذا لم تتصرف القيادة على هدى الاستراتيجية الفلسطينية التي يتوجب أن تناطح الأطماع الإسرائيلية؟
ملخص حديث إسحاق رابين يؤكد أن ضم الأغوار، والاستيطان، والسيطرة على الحدود، وعدم تمكين الفلسطينيين من إقامة دولة لا يخص حزبا بعينه، ولا شخصية متطرفة وأخرى معتدلة، إنه المخطط الذي جعل قادة حزب العمل سنة 2020 ينضمون إلى الحكومة التي شكلها الليكود.
بعد هزيمة 67، اقتحم وزير الجيش الإسرائيلي موشي ديان المسجد الأقصى وخطب أمام عشرة آلاف جندي، واصفا احتلال القدس بالتحرير، وقال: «إن المسجد الأقصى (جبل الهيكل) أصبح تحت سيطرة إسرائيل وإلى الأبد!».
لقد أكد الكاتب الفلسطيني، عادل شديد، على أن ما يحدث اليوم من ضم هو ترجمة لمشروع موشي ديان وألون ورابين وبيريز، الذي لولاه لما كان مستوطنون في قلب مدينة الخليل.
ولمن يترحم على إسحاق رابين، نعيد ما قاله إسحاق إيلان، أحد قادة جهاز الشاباك الإسرائيلي، قبل أيام، حيث ذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، إسحاق رابين، هو الذي أصدر الأمر باغتيال يحيى عياش، وأضاف: «لقد قال رابين لنا: لا يهمني أي شيء، اغتالوه، على ألا يكون الاغتيال ببصمة عالية (أي ألا تظهر الجهة التي نفذت الاغتيال)». وأضاف: «ولكن بعد اغتيال رابين، صادق خلفه، شمعون بيريز، على خطة الاغتيال».
رحم الله شهيد فلسطين يحيى عياش وكل الشهداء العرب، ولا رحمة للإرهابيين نتنياهو ورابين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى