عاد نائب عمدة سلا إلى أسلوب الهروب إلى الأمام، للتملص من مطالب المواطنين بإصلاح عدد من المحاور الطرقية التي تدهورت بشكل كبير، وازداد وضعها سوءا بعد أسبوع من التساقطات المطرية.
عبد اللطيف سودو، نائب عمدة سلا جامع المعتصم، ذكر المطالبين بصيانة وإصلاح عدد من الطرق، خاصة طريق سيدي بنعاشر، وطريق شارع العلويين في اتجاه الولجة، بأن الجماعة غير معنية بإصلاح هاذين الشارعين، وأن الأمر بيد وكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، التي لم تنفذ ما هو مطلوب منها، لا سيما ما التزمت به في الاتفاقيات المبرمة مع مختلف الأطراف.
واختبأ نائب العمدة وراء وكالة تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، لكن الحقيقة عكس ذلك في عشرات الشوارع المتدهورة، لا سيما بالمدينة العتيقة، والتي تعثر بها مشروع التأهيل الحضري، إضافة إلى عشرات الشوارع بمدينة سلا، ومن ضمنها شوارع محورية تعرف كثافة كبيرة في حركة السير، كشارع محمد الخامس الذي يخترق مقاطعة تابريكت، ويشهد حركة سير كثيفة، والذي تعاني عدة مقاطع منه من الحفر، وتآكل الإسفلت وبروز عدة مطبات، إضافة إلى شوارع أخرى، ضمنها شارع ابن الهيثم الذي أصبح في وضع جد مترد، رغم أنه يعتبر المتنفس الوحيد الذي يخترق مقاطعة العيايدة ويعبر تراب مقاطعتين بالمدينة.
وخلافا للمدن التي تضررت من الفيضانات نتيجة التساقطات المطرية الأخيرة، فإن مدينة سلا وساكنتها تعاني منذ سنوات من ترد متنام للبنية التحتية الطرقية، رغم أن المجلس السابق أنفق ملايير السنتيمات لتهيئة بعض الشوارع التي لم تصمد بدورها أمام التساقطات المطرية.
ويمثل نائب عمدة سلا المنتمي لحزب «البيجيدي» بتدويناته المنكرة للواقع، تيار تبرئة ذمة العدالة والتنمية الذي يسير مدينة سلا منذ 18 سنة، من الاختلالات الخطيرة التي تضرب كل مناحي الحياة بمدينة سلا، حيث لا يجد غضاضة في اتهام الآخرين بالتقصير، وتبييض وجه العدالة والتنمية أمام الرأي العام رغم الحصيلة الصفرية التي أوصلت مدينة سلا إلى عجز مزمن يصعب التخلص منه على مدى سنوات إن لم نقل عقود، مما اضطر سلطة الوصاية لسحب البساط من جامع المعتصم على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعيدا عن التخبط والعشوائية في التدبير.