محمد اليوبي
وضعت البرلمانية الاستقلالية السابقة، ونائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، رفيعة المنصوري، شكاية لدى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة، يوم الإثنين الماضي، ضد النائب البرلماني نور الدين مضيان، رئيس فريق حزب الاستقلال بمجلس النواب، وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، تتهمه بمحاولة تخريب بيتها الزوجي، والتشهير بها، والابتزاز عن طريق تهديدها بنشر صورها عارية.
وأفادت المصادر بأن زوج المنصوري، وهو رجل أعمال ينحدر من إقليم صفرو، وضع بدوره شكاية ضد مضيان، أمام النيابة العامة بمدينة طنجة، تتضمن نفس التهم الواردة في شكاية زوجته، من قبيل الابتزاز، والتشهير، والسب والقذف، والخوض في الأعراض، والتحقير، والتهديد بتدمير الحياة الخاصة، وبنشر صور خاصة. وأكدت المشتكية أنها تتوفر على مجموعة من الرسائل الصوتية من زميلاتها من مجلس جهة طنجة، والتي تدعم شكايتها ضد مضيان، بالإضافة إلى شهود مستعدين للإدلاء بشهادتهم أمام القضاء ليؤكدوا ما ذكرته في شكايتها.
واتصلت «الأخبار» بالبرلمانية السابقة، رفيعة المنصوري، التي أكدت أنها وضعت شكاية رفقة زوجها ضد مضيان، ورفضت الخوض في تفاصيلها، مؤكدة أنها منهارة نفسيا ولا تقوى على الكلام، وتنتظر أن يقول القضاء كلمته، وآنذاك ستدلي بكل ما تتوفر عليه من أدلة، وقالت وهي تجهش بالبكاء إنها تعرضت لضغوطات قوية وصلت إلى حد المس بحياتها الخاصة.
وكشف مصدر مقرب من المنصوري أنها تتعرض لحملة من طرف مضيان منذ اختيارها الزواج برجل أعمال ملياردير، قبل سنتين، وأوضح أن رئيس الفريق الاستقلالي أرسل رسائل صوتية من هاتفه الشخصي لمقربين من المنصوري، تتضمن عبارات تطعن في شرفها، كما يهددها بنشر صور خاصة لها من أجل تخريب بيتها الزوجي، وتم تفريغ مضمون هذه الرسائل والتهديدات في محضر من طرف مفوض قضائي، وأحيلت رفقة الشكاية على النيابة العامة، حيث تتهمه المنصوري بأنه يقول «إنه هو من صنعها وهو من سيدمرها»، وأضاف المصدر أن مضيان ربط الاتصال بأفراد من عائلة زوج المنصوري بمدينة صفرو، لنشر إشاعات تطعن في سمعتها.
وفي نفس يوم وضع الشكاية أمام النيابة العامة بمدينة طنجة، تعرض نور الدين مضيان لعملية سرقة بالخطف لهاتفه الشخصي بمدينة فاس، وهو ما أكده مضيان في اتصال أجرته معه «الأخبار» بعد استرجاع رقم هاتفه السابق، موضحا أنه كان يجري مكالمة هاتفية أمام مقهى يتواجد بطريق «عين الشقف» بفاس، حيث فوجئ بشخصين قاما بخطف هاتفه من أذنه، ولاذا بالفرار على متن دراجة نارية، وأكد أن مختلف المصالح والأجهزة الأمنية حضرت إلى عين المكان، وقامت بالإجراءات اللازمة، وفتحت تحقيقا في عملية السرقة.
وفي رده على الاتهامات التي وجهتها إليه المنصوري، أكد مضيان أنه دائما يتعرض لحملات تهدف إلى تشويه صورته كلما اقترب موعد لإجراء تعديل حكومي، وخصوصا بعد تسريب أن اسمه يوجد ضمن لائحة المرشحين للاستوزار في التعديل الحكومي المقبل، كما ربط بين توقيت تقديم الشكاية والأحداث التي عرفتها دورة المجلس الوطني للحزب، التي صادقت على تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لحزب الاستقلال المقرر عقده في نهاية شهر أبريل المقبل.
وأوضح مضيان أن المنصوري مدفوعة من طرف قياديين بالحزب، وهما عضوا اللجنة التنفيذية، محمد سعود، ويوسف أبطوي، هذا الأخير الذي صفع البرلماني منصف الطوب في اجتماع المجلس الوطني للحزب، وقال مضيان إن هذه الشكاية التي وضعتها ضده المنصوري جاءت مباشرة بعد عقد الفريق الاستقلالي لاجتماع، خلال الأسبوع الماضي، أسفر عن توجيه مذكرة إلى الأمين العام للحزب، نزار بركة، من أجل طرد كل المتورطين في محاولة نسف اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مؤكدا أن هؤلاء المتورطين هم شهود استعانت بهم المنصوري لتقديم شكايتها للنيابة العامة.
وأضاف مضيان أن هذه الشكاية ستكون ورقة للضغط عليه وعلى الأمين العام للحزب للتنازل عن الشكاية التي وضعها البرلماني الطوب ضد أبطوي، مشيرا إلى أن المنصوري تبحث عن مقعد باللجنة التنفيذية للحزب، ولذلك تستعمل كل أوراق الضغط، مشيرا إلى أنه هو الذي «صنع» رفيعة المنصوري، من خلال استقطابها إلى الحزب، ودافع عنها لكي تكون برلمانية في الولاية السابقة عن طريق اللائحة الوطنية للنساء، ودافع عنها لكي تحصل على منصب نائبة رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، خلال الولايتين السابقة والحالية، وهو سبب دخوله في صراع مع سعود، الذي حاربها سابقا، ويدعمها حاليا ضده، وأكد مضيان أن المنصوري تستقر حاليا بمدينة طنجة وقطعت صلتها بالمنتخبين الذين صوتوا عليها بإقليم الحسيمة.