النعمان اليعلاوي
تستعد الجامعات العمومية لتطبيق إصلاح بيداغوجي جديد اشتغلت عليه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وصادق عليه المجلس الحكومي. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن التغييرات لن تؤثر على عدد وحدات دراسة الطلاب في سلك الإجازة، حيث سيدرسون ست وحدات، اثنتين في كل سنة. وسيتم التركيز بنسبة 70 إلى 80 في المئة، خلال السنتين الأولى والثانية، على رفع معدل التأطير وتعزيز تدريس وحدات الاختصاص باللغة الإنجليزية، وسيتعامل الطلاب في السنة الثالثة مع وحدة ممتهنة ويخضعون لفترة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر.
أما في سلك الماستر، فسيتم تشجيع تدريس وحدات باللغة الإنجليزية في الوحدات السابعة والثامنة والتاسعة، وسيكون على الطالب أن يعمل على مشروع بحث خلال الوحدة العاشرة. وتمهيدًا لتحقيق هذه الأهداف، سيتم مد الجسور بين المسالك والمؤسسات، ما يتيح للطلاب إمكانية إعادة التوجيه والتحويل بين المسالك والانتقال إلى مؤسسات تعليمية أخرى، مع الاحتفاظ بالوحدات الأكاديمية التي اجتازوها. ويعتمد نظام الأرصدة القياسية لتسهيل هذه الحركة، حيث يتم احتساب وترصيد المكتسبات الأكاديمية للطلاب عند استيفاء الوحدات والمسلك.
وحسب المشروع الجديد، ستخضع مؤسسات الاستقطاب المفتوح لمراجعة تفصيلية وتحديث لمسالك الإجازة والجذوع المشتركة التي لم تتغير لفترة طويلة، كما سيتم فتح مسالك جديدة للإجازة من قِبل الجامعات لتنويع العرض التكويني وتحقيق أهداف المخطط الوطني للتعليم العالي. وستُراعى في هذا السياق الحاجيات المحلية والاقتصادية للمنظومة التعليمية والجهوية بالتعاون مع القطاعات الاقتصادية والفاعلين، كما سيتم إدخال ملحق للدبلوم يساهم في توثيق مسار التكوين الأكاديمي للطلاب ويتضمن معلومات مفصلة عن الأنشطة والتدريبات والأبحاث التي قاموا بها. وسيساعد هذا الملحق الطلاب على توضيح قدراتهم ومهاراتهم ومعرفتهم في اللغات والمجالات الأخرى، وبالتالي تسهيل متابعة دراساتهم العليا والتحرك بسلاسة في سوق العمل.
ووفق المشروع الجديد، سيكون حصول الطالب على دبلوم شهادة الإجازة مرتبطًا بتطويره للمهارات اللغوية والرقمية التي اختبر فيها عند التسجيل. ويجب أن يتمكن الطالب من الوصول إلى مستوى (B1) في اللغة الإنجليزية و(B2) في لغة التدريس، وأن يتقن برامج التطبيقات المكتبية الأساسية ومفاهيم الترميز (Codage). وهكذا سيرتبط حصول الطلاب على دبلوم الإجازة بتطويرهم لهذه المهارات، مع تحديد المستوى المطلوب منهم في اللغة الإنجليزية ولغة التدريس، بالإضافة إلى المهارات الرقمية الأساسية. ويُشترط لطلاب الماستر أن يحصلوا على مستوى (C1) في اللغة الإنجليزية ولغة التدريس، بالإضافة إلى شهادة في المهارات الرقمية التي تشمل التسويق عبر الإنترنت والأمان السيبراني.
وفي هذا السياق، كشفت مراسلة وجهها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، إلى رؤساء الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح، عن عزم الوزارة تنزيل الإصلاح الجديد خلال الدخول الجامعي المقبل، بعد تأشير المجلس الحكومي عليه، وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة لمهنيي القطاع، لما اعتبروها «سياسة الإقصاء» التي ينهجها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لعدد من هيئات نقابية «بشكل مفاجئ وغير مبرر من الحوار القطاعي»، منبهين إلى «ضرورة إشراك جميع الهيئات النقابية في إعداد مشاريع الإصلاحات المرتقبة»، ومحذرين من أي «حوار مشلول ومغشوش لا يعتمد التشاركية الحقيقية منهجا، ولا يعبر عن انتظارات مهنيي القطاع».