النعمان اليعلاوي
تحوم شبهات حول مباراة توظيف أستاذة محاضرة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، حيث وجه أستاذ باحث شكاية إلى رئيس الجامعة، ووزير التعليم العالي عز الدين ميداوي، يطالب فيها بفتح تحقيق في ما وصفها بـ«خروقات خطيرة» شابت سير المباراة. وتتركز الشكوى حول وجود شبهة تضارب مصالح بين أعضاء لجنة الاختبار، والمرشحة التي تم قبولها.
وأفادت المصادر بأن الوزير ميداوي كلف المفتشية العامة لوزارة التعليم العالي بإجراء تحقيق حول الاتهامات الواردة في الشكاية، والتي أكدت بأن المرشحة (ف.ش) المقبولة كانت قد أعدت أطروحتها تحت إشراف أحد أعضاء اللجنة، وهو أيضا مدير المدرسة العليا للأساتذة التي نظمت المباراة. كما أن رئيس لجنة الاختبار، بحسب الأستاذ الباحث، يعمل في المختبر نفسه الذي أنجزت فيه المرشحة أطروحتها، ولديه منشورات علمية مشتركة مع مشرفها الأكاديمي.
ويرى الباحث أن هذه العلاقات الوثيقة بين المرشحة وأعضاء اللجنة تثير تساؤلات جدية حول نزاهة التقييم وموضوعيته، معتبرا أن ذلك أثر سلبا على فرص المتسابقين الآخرين. وأكد الباحث أن هذه الممارسات تتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص، وتقوض الثقة في نزاهة المسابقات الجامعية. كما طالب بإلغاء نتائج المباراة وفتح تحقيق شفاف، لكشف ملابسات القضية ومحاسبة المتورطين. ودعا إلى ضرورة تعزيز الشفافية في جميع المسابقات الجامعية، وتشكيل لجان مستقلة تضمن نزاهة التقييم وعدالة الفرص.
وكانت فاطمة التامني، النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، قد وجهت سؤالا كتابيا إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حول الاختلالات والشبهات التي لاحقت نتائج المباراة، موضحة أن أحد أعضاء لجنة المباراة قد رفض المصادقة على نتائج الانتقاء الأولي ونتائج المقابلة الشفوية، مما يثير الشكوك حول وجود فساد محتمل في عمليات التوظيف بالجامعة. وطالبت التامني بفتح تحقيق نزيه بشأن المباراة، بالنظر إلى «الخروقات القانونية التي شابتها، وما قُدم حولها من طعون»، متسائلة عن الإجراءات التي ستتخذها الوزارة لإصلاح منظومة التعليم العالي، ووضع حد للاختلالات التي تعرفها العديد من الجامعات المغربية.
كما سبق للوزارة أن توصلت بتقرير مفصل حول اختلالات اكتشفها عضو في لجنة توظيف، خلال مباراة لتوظيف أستاذ مساعد في القانون الخاص بإحدى المؤسسات التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة. وكشفت مصادر «الأخبار» أن التقرير الذي وُضع بمكتب الوزير السابق، رصد عددا كبيرا من المترشحين الذين شابت أعمالهم سرقات علمية، إذ بلغ العدد 17 مترشحا من أصل حوالي 60 مترشحا للمباريات التوظيفية في مؤسسات جامعية.