النعمان اليعلاوي
أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان تعليق جميع أشكال الاحتجاج، وذلك بعد لقاء مثمر مع وسيط المملكة، “من أجل إتاحة هامش للنقاش الموسع مع الطلبة فور التوصل بالعرض الكامل، من الوزارتين الوصيتين”.
وجاء قرار تعليق الاحتجاجات، بحسب اللجنة المذكورة، بعدما أبدت الوزارات المعنية مرونة في الحوار واستعداداً للتفاوض حول مطالب الطلبة، فيما أكد طلبة الطب على أن “النقاش بين مختلف الفاعلين لازال مستمراً”، موضحة أنها ستعود إلى “الطلبة مباشرة فور التوصل بعرض نهائي في الأيام القليلة المقبلة”، من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
واعتبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، دعوة وسيط المملكة، لاجتماع الجمعة الفائت، من أجل المناقشة والاطلاع على تطورات الملف “مبادرة إيجابية، تأتي بعد إعادة فتح باب الحوار المباشر مع الوزارتين الوصيتين الأسبوع الفارط”.
وأفادت مصادر من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب تأكيد ميداوي إعادة الوزارة النظر في كل المطالب المرفوعة من قبل الطلبة مباشرة بعد نهاية زيارة الرئيس الفرنسي، وذلك خلال الأسبوع الحالي والمقبل، بالتنسيق مع كافة المتدخلين الآخرين في مجال كليات الطب والصيدلة كعمداء الكليات والأساتذة لتدارس كيفية الاستجابة للنقاط العالقة وفي إطار الوساطة الجارية حاليا برعاية مؤسسة “الوسيط”.
وشددت المصادر على أن الاجتماع مر في ظروف “جد إيجابية ومتفائلة” غابت عنها “لغة التهديد والوعيد والعناد”، وطبعها في المقابل تعهد الوزير الجديد بلغة واضحة بعمل الوزارة على إنهاء الأزمة خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد التعبير عن رغبته في سحب العقوبات المفروضة على العديد من الطلبة بسبب انخراطهم في الحراك الطلابي الطبي بنفس الكيفية التي اتخذت بها، ما يعني إمكانية عقد مجالس تأديبية جديدة تتراجع عن القرارات المتخذة خلال المجالس التأديبية السابقة، وكذلك عزم الوزارة بتنسيق مع إدارات الجامعات بالتراجع عن قرار حظر مكاتب طلبة كلية الطب والصيدلة، الذي تم اتخاذه من طرف عدة جامعات إبان فترة الوزير السابق عبد اللطيف ميراوي.
وفي ما يخض أكبر نقطة عالقة بين الطرفين والمتمثلة في تقليص التكوين الطبي من سبع إلى ست سنوات، ذكرت المصادر عدم تقديم الوزير الجديد أي موقف واضح حولها، مكتفيا بالتأكيد على إعادة نقاشها هي الأخرى مع كافة المعنيين بالتكوين الطبي بالمغرب في اللقاءات القادمة المبرمجة، داعيا الطلبة للتفاعل الإيجابي مع ما سيقدم لهم من طرف مؤسسة الوسيط من مقترحات جديدة لتجاوز الأزمة خلال الأيام المقبلة.