شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

موقف ثابت

جددت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، دعم الولايات المتحدة للمخطط المغربي للحكم الذاتي، باعتباره حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا للنزاع حول الصحراء. بدون شك أن هذا الموقف صدر في التوقيت المناسب بالنظر لحالة الهرولة التي أظهرها بعض مسؤولي أوروبا نحو الجزائر، لشراء الغاز مقابل تغيير مواقفهم كما حدث مع إيطاليا وفرنسا، وربما يحدث مع دول أخرى.

لذلك فإن ما صدر عن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي يؤكد أن الولايات المتحدة ما تزال ثابتة على مواقفها التي صدرت في عهد الرئيس دونالد ترامب، ومستمرة في اعتبار مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب حلا جادا وذا مصداقية وواقعيا. صحيح أننا في حاجة إلى خطوات أكثر جرأة تتماشى مع الموقف المصرح به، لكن ما تحقق إلى اليوم إنجاز استراتيجي لم يكن يتوقع أكثر المتفائلين بقوة الدبلوماسية المغربية.

وعلى خلاف ما كان يحلم به بعض الخصوم، المشككين في الموقف الأمريكي، سواء من حيث جديته، أو غاياته، فإن الأيام أظهرت أنه، منذ الإعلان عنه، تميز الموقف الأمريكي بالاستقرار والثبات سواء أثناء صياغة قرارات مجلس الأمن أو التصويت عليها من حيث موقع أمريكا كدولة تحرص على تطبيق الشرعية الأممية بصفتها عضوا من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي الذين يتخذون قراراتها وفق واجب الحياد والموضوعية والتعقل.

إن المغرب بنهجه الدبلوماسي المتعقل والمدروس في تدبير علاقاته الخارجية، وملفات وحدته الترابية وسيادته الوطنية، وجد نفسه في موقع مريح رغم السياق الصعب الذي يعرفه العالم وعملية خلط الأوراق الجيواستراتيجية التي تجري في هذه المرحلة، من حيث رهانه الناجح على تغيير قائمة شركائه الاستراتيجيين بالاتجاه نحو الشراكة مع أمريكا والصين وروسيا، بالقدر الذي لا يجعلنا رهينة حسابات ومصالح الدول، أو من حيث مواقف الصرامة تجاه الدول والمنظمات التي تتاجر بقضيتنا الوطنية لتحقيق مكاسب اقتصادية ومالية، وبلا شك فإن نهج الصرامة والثبات جعل الكثير من جبال سوء الفهم تذوب، كما حدث مع إسبانيا وألمانيا في انتظار أن تستوعب فرنسا الدرس قبل أن يفوت الأوان.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى