لم يعودوا إلى عملهم والجماعة مقبلة على أكبر موجة تقاعد
النعمان اليعلاوي
كشفت أسماء أغلالو، عمدة مدينة الرباط، أن جماعة الرباط تتوفر على 3700 موظف، منهم 200 موظف مقبلون على التقاعد، موضحة أن الجماعة تعاني من انتشار الموظفين الأشباح. وأضافت أنه حينما يتم «جرد الموظفين الحقيقيين في المقاطعات والملحقين بالإدارات العمومية والولاية، لا نجد هذا العدد»، وأكدت أغلالو أن الجماعة أعدت خطة لضبط الموظفين الأشباح، عبر إعداد أسئلة دقيقة في الامتحان الشفوي، تهم المهمة التي يقوم بها الموظف وتفاصيل دقيقة أخرى، وهو الأمر الذي كشف عشرات الموظفين الأشباح بالجماعة. مبينة أنه حينما تولت المنصب، وجدت أن مدراء المصالح بالجماعة يمنحون نقط 20/20 لجميع الموظفين، سواء الذين يشتغلون يوميا، أو الأشباح الذين يتقاضون أجورهم وهم جالسون في بيوتهم.
وقالت أغلالو إنها باشرت الاشتغال على ملف الموظفين الأشباح، من أجل تجاوز المشاكل التي يسببها، مبينة أن «هناك عددا من الإشاعات التي يتم الترويج لها من أجل حماية هؤلاء الموظفين الأشباح، وهي لا أساس لها، ومن بين هذه الإشاعات أن هؤلاء الموظفين مقربون من جهات نافذة، وهذا غير صحيح». وأكدت أن «عددا من مصالح الجماعة ستواجه نقصا كبيرا في الموظفين، وهؤلاء الموظفون الأشباح أمام فرصة من أجل العودة إلى مقرات عملهم وتغطية الخصاص الذي تعانيه مصالح الجماعة، وذلك بعد تلقي التكوين الواجب للانضباط مع تطورات العمل الوظيفي»، مبينة أنها قد عقدت لقاءات مع رؤساء المصالح بغية معالجة هذا المشكل، معتبرة أن «منطق تلقي الأجرة دون عمل لا يقبله عقل».
وكان عدد من مستشاري المعارضة داخل جماعة الرباط قد تقدموا بشكاية، طالبوا من خلالها المفتش العام للإدارة الترابية، بوزارة الداخلية، بإيفاد لجنة تفتيشية إلى مقاطعات العاصمة، للوقوف على حقيقة وجود عدد كبير من الموظفين الأشباح بالمقاطعات، مؤكدين أنه يوجد المئات من الموظفين الأشباح في مقاطعات الرباط، وهو ما كشفته أيضا أرقام العمدة أغلالو، مبينين أن هذه الأعداد في تزايد بعد كل عام، وقد ارتفعت بعد فترة الحجر الصحي لمواجهة انتشار فيروس كورونا، حيث غادر عدد من الموظفين مقرات عملهم ولم يعودوا إليها إلا في مناسبات معينة.