طانطان: محمد سليماني
تعيش مدينة طانطان هذه الأيام على وقع استنفار كبير لمختلف السلطات المحلية والإقليمية والمؤسسات المنتخبة استعدادا لموسم طانطان المزمع تنظيمه ابتداء من السابع من شهر يوليوز المقبل بعد توقف اضطراري بسبب الجائحة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن المدينة تحولت إلى أوراش مفتوحة طيلة الأيام الأخيرة، وذلك لترميم ما يمكن ترميمه، وإصلاح ما يمكن إصلاحه. وفي هذا الصدد فقد بدأ طلاء المنازل المطلة على الشوارع الرئيسة للمدينة، والتي تمر منها الوفود المشاركة في فعاليات الموسم السنوي وإعادة صباغتها من جديد كي تكون في حلة جديدة، كما انطلقت بالموازاة مع ذلك عملية صباغة أرصفة شوارع المدينة بالأبيض والأحمر والأخضر، وخصوصا الشوارع الكبرى.
من جهة أخرى باشر عمال الإنعاش الوطني التابعين للعمالة والجماعة والمجلس الإقليمي عمليات طمر الحفر الكثيرة المنتشرة بطرقات المدينة، حيث شوهد العمال، وهم يضعون الإسفلت في الحفر وإعادة تسويتها بالطريق، كما تم تغيير عدد من مصابيح الإنارة العمومية، وإعادة تركيب مصابيح جديدة بالمناطق التي لا تتوفر على مصابيح أو بها إنارة ضعيفة.
كما تجري على قدم وساق اجتماعات مكثفة بعدد من المؤسسات والمرافق العمومية، تحضيرا للموسم، وتم فتح باب المشاركة أمام الجمعيات والتعاونيات للتباري حول الخيام الموضوعاتية المقامة بمكان إقامة الموسم بساحة «السلم والتسامح».
يشار إلى أن نسخة هذه السنة من موسم طانطان ستنظم خلال الفترة ما بين 07 و12 يوليوز المقبل، وذلك تحت شعار «موسم طانطان تثبيت للهوية ورافعة للتنمية المستدامة»، بعد توقف دام ثلاث سنوات على التوالي بسبب الأزمة الصحية التي فرضها وباء كوفيد-19 والتزاما بتوصيات السلطات المختصة في مكافحة انتشار الوباء.
وتروم النسخة الحالية من الموسم حسب «مؤسسة ألموكار» تسليط الضوء على غنى وتنوع التراث الثقافي غير المادي الذي تزخر به بلادنا والمندرج ضمن لائحة التراث غير المادي العالمي المصنف من قبل منظمة اليونسكو، وأيضا حماية التراث غير المادي والمحافظة عليه، تفعيلا لمضامين الرسالة الملكية في أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، التي انعقدت في نونبر الماضي بالرباط.
وسيتميز برنامج النسخة السادسة عشر للموسم بتنوع الأنشطة وغنى الفقرات الثقافية والفنية والرياضية والسوسيو اقتصادية طيلة أيام هذه التظاهرة الثقافية والتراثية الأصيلة، إذ ستقام عروض من «التبوريدة» وسهرات فنية وموسيقية، بطانطان والوطية، تحييها عدد من الفرق الموسيقية والفنية المحلية والوطنية والعالمية. كما تنظم سباقات للهجن بشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، كما ستشهد ساحة «السلم والتسامح» عروضا لأشكال تراثية غير مادية التي تزخر بها المنطقة.
وعلى هامش فعاليات الموسم، ستنظم المؤسسة بتنسيق وتعاون مع شركائها «ندوة طانطان للاستثمار»، بهدف رصد إمكانيات الاستثمار في القطاعات الاقتصادية التي توفرها المنطقة وتسليط الضوء على رهانات التنمية التي تتيحها. كما أنه في إطار تثمين الموروث الثقافي الحسانى، ستعقد المؤسسة ندوة علمية حول موضوع «الثقافة الحسانية: رهانات حفظ الذاكرة وصيانة التراث غير المادي»، بمشاركة مجموعة من الباحثين والمختصين.
يشار إلى أن منظمة اليونسكو صنفت موسوم طانطان، عام 2005، ضمن «روائع التراث الشفهي غير المادي للإنسانية»، والذي تم تسجيله عام 2008 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، ذلك أنه يجسد فرصة للتلاقي من أجل الاحتفال بمختلف التعابير الثقافية للمنطقة ومظهرا من مظاهر المحافظة وتعزيز التراث غير المادي الذي يؤصل للتقاليد العريقة التي تتميز بها القبائل الصحراوية ولارتباطها التاريخي بالمملكة الشريفة.