موسم الهجرة إلى لوائح المرشحين !
ينطلق موسم الهجرة ” الجماعية ” إلى لوائح المرشحين في الاستحقاقات المقبلة، وتنطلق معه أيضا أكبر عملية لزرع الابتسامة على وجوه المرشحين في الرهان الوطني والتي ستُقطف وتُوّزع بسخاء على ساكنة الأحياء في المدن ودواوير القرى والبوادي..
ستحيا من جديد رموز كراسة “بوكماخ” التي تتخذها الأحزاب كشعار لها وسيظهر لنا فجأة رجال من رجالات هذا الوطن وسيذكّرون الجميع أنهم عاهدوا الله على أن يساهموا في تحسين وضعية البلاد والعباد، فيجيء إلينا كل واحد منهم على شكل “سُوبيومان ” منقذ وعلى يديه ستقضى حوائج الناس..
الغريب في الأمر أن أغلبهم يقطنون معك في نفس الحي أو العمارة ويمشون معك في الأسواق،يجلسون معك في نفس مقاهي التي تتردد عليها ويستحمون معك في نفس الحمام الشعبي كل أسبوع وقد تجمعك بهم عدة مناسبات طيلة السنوات الأخيرة، ولم يسبق لأحدهم أن تحدث إليك ولا رمى لك بالسلام والتحية، لكن الضرورة ” الانتخابية ” الآن تجعل منهم اجتماعيين، يتقنون فن التواصل و الإقناع والإنصات الجيد، يتواصلون مع الصغيرقبل الكبير، يتجرّعون جرعات زائدة من “الصّواب” والأدب والحُلوْ الكلام قصد التّقرب منك كي تصير لديهم بمثابة صوت ثمين وجب الاعتناء به إلى حين حلول اليوم المشهود.
من الأشياء التي أتذكر وتؤكد أننا نحن من نصنع بأيدينا نماذج منتخبين ينوبون عنا في المجالس الجماعية ومجالس المدن الكبرى وهم في الحقيقة ينوبون عن أنفسهم فقط في قضاء مصالحهم الخاصة، وبعد مرور السنوات تتملّكنا الحسرة ونتأسف عن سوء الاختيار، أن إحدى المرشحات كانت تنتمي إلى حزب عريق تاجر بمعاناة ساكنة حي صفيحي عريق بالبيضاء لعشرات السنين، عادت بعد خمس سنوات من انتخابها من طرف ساكنة نفس الحي و”بلا حشْمة بلا حيا ” في إحدى التجمعات الخطابية وسط ” البراريك” القصديرية، ختمت خطبتها المليئة بالوعود الكاذبة والأماني التي رسمتها لشباب الحي بعبارة ” كنّواعدهم أنه حتا براكة ما غادي تبقا هنا ” حينها لم ينتبه أحد أن ما وعدتهم به قبل خمس سنوات لم يتحقق بعد وأن العبارة كرّرتها للمرة الثانية في نفس الظروف و نفس المكان، وسط تصفيقات نساء وشيوخ الحي الذين رُسمت على وجوهم قسوة الزمن وآثار سنوات الحرمان التي دفعوا ثمنها غاليا معتبرين كل من يقف أمامهم هو بمثابة بصيص أمل في حفظ كرامتهم التي تسقط عن نزول أول قطرات مياه أمطار في فصل الشتاء و حر فصل الصيف !