انطلقت، مساء يوم الجمعة الماضي، فعاليات الدورة الـ37 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، بتنظيم ندوة افتتاحية حول موضوع «قدما إلى الماضي: نحو حرب باردة عالمية جديدة»، بحضور ثلة من الشخصيات من عوالم الدبلوماسية والسياسة والثقافة والفن والإعلام، ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة، تنظيم ندوات فكرية من بينها ندوة «العرب نكون أو لا نكون»، و«العرب غدا..التوقعات والمآل» و«الإعلام العربي في عصر الإعلام الرقمي»، بالإضافة إلى ندوة محورية حول «الفيلم والرواية في سينما الجنوب» وندوات أخرى في مجالات الشعر والأدب والفن التشكيلي وغيرها.
في هذا السياق قال محمد بنعيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية والتعاون الأسبق، إن الدورة الحالية للمنتدى تترجم التقارب الذي بين السياسي والثقافي، «وتعزز التوجه الذي دعمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ كان وليا للعهد لما يفوق 30 سنة، حيث كان التركيز على التنمية البشرية والنهوض بالمستوى الثقافي والعلمي للمجتمع، وهو ما تترجمه الندوات المبرمجة في الموسم» على حد تعبير بنعيسي، موضحا أن «الإعداد للموسم وإن كان في دورته 37 إلا أنه يبقى كما لو أنه في بداياته، وأن نجاحه كان بسبب إيمان شباب المدينة بفكرته».
وقال يوسف العمراني، المكلف بمهمة في الديوان الملكي، في مداخلة خلال حفل الافتتاح إن المجتمع الدولي مدعو اليوم إلى أن يعيد هيكلة ذاته، وأن يشكل جبهة مشتركة لمكافحة آفة الإرهاب في إطار مقاربة شمولية ومنسجمة، تتجاوز الآليات الأمنية البسيطة، مضيفا أنه على «هذه المقاربة أن تضع كهدف لها وضع حد للتوسع الجهادي والتطرف الديني، والعمل على مكافحة والتصدي للخطابات المتشددة المحملة بالحقد وأشكال العنف»، وأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة «لم يغير مفهومه حول طريقة حل النزاعات الدولية التي أصبحت أكثر تعقيدا وبات من الصعب التحكم فيها»، مشددا على «وجود حاجة عاجلة إلى جعل منظمة الأمم المتحدة أكثر فاعلية وأكثر تمثيلا للتوازنات العالمية الحالية».
من جانبه، قال صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن «موسم أصيلة الثقافي الدولي يشكل مناسبة لتسليط الضوء على النموذج المغربي، وبحث الظروف الجيو-استراتيجية التي يعرفها العالم أجمع»، مضيفا في كلمة ألقتها بالنيابة عنه مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، خلال افتتاح الندوة الأولى لموسم أصيلة الثقافي الدولي السابع والثلاثين، أن اختيار الحرب الباردة موضوعا لهذه الندوة «يأتي في سياق جيو-سياسي دقيق، من خلال تضاعف أعداد الحركات المتطرفة العنيفة التي تهدد المجموعة الدولية برمتها وتضعف هياكل الدول».
وأشارت بوعيدة في كلمة مزوار إلى ما اعتبره «الوضعية القاتمة التي يعرفها المجتمع الدولي»، موضحا ما قال إنهما «تحديين أساسيين يتعين على المجموعة الدولية مواجهتهما، يتمثل أحدهما في التغيرات الديموغرافية وتأثيراتها على الهجرة واتساع رقعة الفوارق، ويتجسد الآخر في التطرف العنيف الذي يتجلى في الإرهاب العابر للأوطان والشبكات المافياوية، حسب بوعيدة، التي توقفت عند السياسة الخارجية التي يعتمدها المغرب مع مختلف شركائه، سواء على المستوى الأورو-متوسطي، أو الأطلسي، أو المتعدد الأطراف، مشيرة إلى الرؤية الاستراتيجية التي تحكم هذه السياسة على كافة الأصعدة المغاربية والعربية والإسلامية.