نشر فرق طبية بالموانئ والمطارات ومنع المصابين بالفيروس من دخول التراب الوطني
النعمان اليعلاوي
دفعت التطورات الدولية المرتبطة بانتشار وباء كورونا في عدد من الدول الأوروبية التي باتت تشهد موجة رابعة، السلطات المغربية إلى تشديد المراقبة على النقاط الحدودية. وأفادت اللجنة بين وزارية لتتبع «كوفيد- 19»، بأن السلطات المغربية قررت تعزيز نظام المراقبة للولوج إلى التراب الوطني. ويأتي هذا القرار، وفق بلاغ اللجنة، بهدف الحفاظ على المكاسب الهامة التي حققها المغرب في إطار مكافحة وباء كورونا، وكذا في إطار تدابير صحية وقائية يفرضها سياق يتسم بتزايد حالات الإصابة في الجوار الأوروبي للمغرب. وفضلا عن جواز التلقيح الإجباري واختبارات «بي سي إر» السلبية بالنسبة إلى الأشخاص القادمين من البلدان المدرجة ضمن القائمة «باء»، سيتم عند الوصول إلى المغرب، إجراء فحص مزدوج بواسطة الكاميرات الحرارية وأجهزة قياس الحرارة الإلكترونية، وكذا الاختبار المستضد.
في السياق ذاته، أشار البلاغ نفسه إلى أنه «سيتم نشر فرق طبية مكونة من عدة أطباء في مجموع موانئ ومطارات المملكة». وتبعا للقرار المذكور، لن يتمكن أي مسافر جاءت نتيجة اختباره إيجابية عند الوصول إلى المغرب من ولوج التراب الوطني، وسيتعين عليه العودة فورا إلى البلد الذي قدم منه، مع تحمل شركة النقل الجوي أو البحري لكافة التكاليف، باستثناء الأشخاص الذين يتوفرون على إقامة دائمة في المغرب.
من جانبه، حذر الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، من موجة رابعة لانتشار فيروس كورونا المستجد في المغرب، تزامنا مع حلول فصل الشتاء. وكشف حمضي أن هذه الموجة المتوقعة ليست مرتبطة بالضرورة بمتحورات جديدة للفيروس، بل بفصل الشتاء. وعزا الباحث أسباب ذلك إلى أربعة عوامل رئيسية، أولها أن الفصل البارد يشكل وسطا ملائما لانتشار الأمراض الفيروسية والتنفسية، وثانيها كون الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مغلقة تعتبر وسطا مناسبا لتكاثر الفيروس. وأرجع العامل الثالث، إلى كون المناعة علميا وطبيا تنخفض لدى الأشخاص خلال فصل الشتاء، إضافة إلى أن هذا الفصل يشكل فرصة للتجمعات البشرية خلافا لباقي الفصول.
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة الإسراع بأخذ جرعات اللقاح المضاد لـ«كوفيد- 19»، والالتزام بالتدابير الوقائية الفردية والجماعية، لتفادي الإصابة بالمرض. واعتبر حمضي أن تسريع عملية التلقيح قد يكون سببا في تقليل الخسائر، التي قد تنتج عن الموجة الرابعة المتوقعة، داعيا الفئات الهشة إلى تلقي جرعات اللقاح، بما في ذلك الجرعة الثالثة.