أصيلة: محمد أبطاش
نظم العشرات من المواطنين، يوم الجمعة المنصرم، وقفة احتجاجية أمام المستشفى المحلي لأصيلة، للتنديد بما أسموه تردي الوضع الصحي بالمدينة، وأكد المحتجون من خلال شعاراتهم المرفوعة أن هذه المؤسسة أضحت «مقبرة» الأحياء والأموات، حيث تراجعت خدماتها بشكل مهول خلال السنوات المنصرمة، في غياب كلي للوزارة الوصية، مع العلم أن العشرات من الدواوير يعتبر هذا المستشفى ملاذها الوحيد بالإقليم، غير أنه يتم تحويل غالبية المرضى نحو المستشفى الجهوي بطنجة، مما يضر بمصلحة المواطنين. ووفق مصادر محلية، فإنه على المستوى الداخلي لهذه المؤسسة الصحية فقد أصبحت في وضعية لا تحسد عليها، حيث باتت تفتقر إلى التجهيزات الطبية وإلى الموارد البشرية، علما أن عدد أطرها لا يتجاوز ثلاثة أطباء في قسم الطب العام، وثلاثة ممرضين، مما يطرح مشكلا من حيث الخصاص وصعوبة التعويض، فضلا عن انعدام أطباء الاختصاصات، مما يجعل أغلب المرضى يضطرون للانتقال إلى المستشفى الجهوي بطنجة، بالرغم من كون هذا المستشفى يغطي عموم تراب دائرة أصيلة التي تشمل المدينة وعددا من المراكز القروية.
ويأتي هذا الاحتجاج في الوقت الذي تقاعست الوزارة الوصية في نسختها السابقة عن إعادة تأهيل هذه المؤسسة، سيما وأن الحالات الخطيرة والمستعجلة غالبا ما يتم نقلها صوب عاصمة البوغاز، مما يتسبب في إرهاق المرضى وذويهم، لكون المدينة أيضا لا تتوفر على مصحات خاصة لتخفيف الثقل على هذه المؤسسة الصحية.
وجاء هذا الأمر بالتزامن مع الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الصحة إلى المستشفيات الجهوية لطنجة، وقالت المصادر ذاتها إن مستشفى أصيلة قد طواه النسيان بسبب غياب الصيانة، حيث بدأت واجهته في التفكك تحت تأثير عامل الإهمال، كما أن سياجه الحديدي بدأ في التآكل بسبب الصدأ والرطوبة، مع العلم أن الأمر نفسه تعرفه الغرف الخاصة بالمرضى والاستقبال وكذا مكاتب الأطباء، مما عمق أزمة الملف الصحي بالمدينة، بعد أن سُجل تراجع المجلس الجماعي للمدينة عن الدفاع عن مصالح السكان، وعرض مثل هذه الملفات للتصويت عليها في الدورات الجماعية، بغية تخصيص ميزانيات لتأهيل القطاع.