بعد مدينتي وجدة والناظور، اهتزت مدينة مكناس على وقع فاجعة مقتل عدد كبير من الشباب والمتشردين، بسبب تناول المواد الكحولية الفاسدة التي يتم إنتاجها بمحلات سرية.
الحصيلة الأولية الواردة في تقارير رسمية تتحدث عن سبعة قتلى وتسمم شاب ثامن يوجد تحت العناية الطبية المركزة، حيث تم العثور على جثث بعضهم متناثرة بمواقع مختلفة بتراب مدينة مكناس، فيما أخطر أقارب ضحايا آخرين السلطات الأمنية بخبر هلاكهم، جراء تناولهم مادة سائلة قاتلة تتعلق بمواد تعقيم جرى صنعها بشكل سري داخل محلات تجارية، قبل ترويجها بأثمنة بخسة لمدمنين غالبيتهم قاصرون ومتشردون.
وورد في بلاغ رسمي، توصلت «الأخبار» بنسخة منه، أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس تمكنت، زوال أول أمس الثلاثاء، من إيقاف تاجر ومساعده القاصر، البالغين من العمر 67 و17 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في حيازة وبيع مواد كحولية مضرة بالصحة العامة، والتسبب في وفاة مستهلكيها.
وكانت مصالح الشرطة بمدينة مكناس قد فتحت بحثا قضائيا على خلفية تسجيل وفاة سبعة أشخاص، وإصابة فرد ثامن بتسمم، وذلك بعد استهلاكهم لمادة كحولية يشتبه في كونهم قاموا باقتنائها من محل لبيع المواد الاستهلاكية.
وأفاد المصدر نفسه بأن الأبحاث والتحريات المنجزة في هذه القضية أسفرت عن اعتقال المشتبه فيه ومساعده القاصر الذي يشتبه في مشاركته في ترويج هذه المواد الكحولية، في حين مكنت عملية التفتيش من حجز العشرات من القوارير البلاستيكية الفارغة، التي كانت تحتوي على مادة كحول التعقيم الذي تسببت في وفاة الضحايا.
وتم إيداع المتهم الراشد تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما تم الاحتفاظ بالموقوف القاصر تحت تدبير المراقبة، رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، وتحديد العلاقة بين الوفيات المسجلة والمواد الكحولية المتناولة، والتي يجري حاليا إخضاعها للخبرات العلمية اللازمة.
