النعمان اليعلاوي
لوّح نقابيو قطاع النقل الطرقي للبضائع بالمغرب بخوض إضراب وطني للتنديد بالارتفاع المهول والمستمر لأسعار المحروقات، مطالبين الحكومة بالتدخل من خلال اتخاذ إجراءات في هذا الصدد. واستنكر التنسيق النقابي المكون من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، هذا الارتفاع في أسعار المحروقات، مشيرا إلى أن مادة الكازوال أصبحت تشكل 80 في المائة من الكلفة الإجمالية للنقل.
وشدد التنسيق النقابي على محدودية أثر الدعم الذي خصصته الحكومة لتخفيف تداعيات ارتفاع الأسعار لفائدة مهنيي القطاع، مطالبا بفتح تحقيق حول سوق المحروقات ببلادنا الذي يتسم بوجود بنية شبه احتكارية.
ويأتي تلويح مهنيي النقل بخوض إضراب وطني في الوقت الذي شهدت مدينتا الرباط وسلا إضرابا لمهنيي سيارات الأجرة بصنفيها الصغير والكبير، كما سبق وأعلن مهنيو سيارات الأجرة في عدد من المدن انخراطهم في الإضراب ضد ارتفاع أسعار المحروقات.
وطالب السائقون، في تصريحات متفرقة لـ«الأخبار»، الحكومة بـ«التعجيل بتنزيل الوعود السابقة المتعلقة بتوفير «الكازوال المهني»، وهو صنف من المحروقات مخصص لمهنيي النقل، مدعم من طرف الدولة، أو تسقيف أسعار المحروقات التي ارتفعت في الأشهر الأخيرة بشكل متزايد»، حسب السائقين، الذين قالوا إن «السائق المهني هو الذي يتحمل أعباء الزيادة في أسعار المحروقات، وليس صاحب رخصة سيارة الأجرة أو محطات التوزيع».
وكان محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، كشف أن الدعم الذي صرفته الحكومة لمهنيي النقل من أجل مواجهة ارتفاع أسعار المحروقات بلغ 1.4 مليارات درهم، حسب أرقام الوزير، الذي أشار، خلال جلسة للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، إلى أن الدعم، الذي قدم عبر ثلاث مراحل، استفاد منه أكثر من 90 في المائة من المستهدفين، مضيفا أن الحكومة تدرس إمكانية الرفع من قيمة هذا الدعم، كما تنكب الوزارة على دراسة الحلول المقترحة من طرف المهنيين في ما يخص الأنماط الأخرى. وأبرز الإجراءات التي قامت بها الحكومة من أجل تعزيز تنافسية مقاولات النقل الطرقي، مؤكدا أنه من «أجل تجاوز الإكراهات التي تعرفها مقاولات النقل الطرقي، وبعد جولات من المشاورات مع المهنيين، تم الاتفاق على تحديد الأولويات التي من شأنها أن ترفع من تنافسية المقاولة النقلية».