يستقبل قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة لجرائم الأموال العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بداية الأسبوع المقبل، كل من فتاح الزردي، الرئيس السابق لجماعة الفضالات بإقليم بنسليمان، ومحمد جديرة، رئيس بلدية بنسليمان، وزوجته، و16 شخصا يشتبه في تورطهم في ملفات الفساد المالي والإداري، بينهم موظفون ورئيس جمعية ومقاولون ومستشارون جماعيون سابقون.
وعلمت جريدة «الأخبار»، من مصدر مطلع، أنه تم استدعاء المشار إليهم أعلاه من أجل الحضور على مراحل في الفترة ما بين الخامس والتاسع من شهر أكتوبر الجاري بهدف تعميق البحث معهم، بعد أن سبق أن استمع إليهم وكيل الملك لدى نفس المحكمة بتاريخ 23 نونبر 2018.
وأضاف المصدر أن من بين أبرز قضايا الملف ما بات يعرف بفضائح مهرجان الفضالات لسنة 2014، حيث كلفت جمعية للإشراف على المهرجان السنوي للجماعة وتم الاشتباه في صرف أموال بطرق غير قانونية، وخصوصا مبلغ 10 ملايين سنتيم الذي يصر رئيس الجمعية (م،خ) على أنه سلمه نقدا لرئيس الجماعة آنذاك، فيما ينفي هذا الأخير الأمر، مؤكدا أن كل العمليات المالية تجرى إداريا وبناء على وثائق رسمية.
وتضم لائحة المستدعين التسعة عشر بالإضافة إلى الرئيس السابق لجماعة الفضالات، محمد جديرة الرئيس الحالي لجماعة بنسليمان وزوجته بصفتهما مسؤولين عن مقاولة استفادت من أموال المهرجان، والكاتب العام السابق للجماعة المتقاعد (مدير المصالح بالجماعة)، ومهندس الجماعة ووكيل المصارف، وموظفين (محاسب وتقني..)، منهم من انتقل إلى خارج تراب الإقليم، وكذا رئيس الجمعية التي نظمت مهرجان 2014، إضافةً إلى بعض المقاولين ومالك فضاء للألعاب (سيرك)، المشتبه في تورطهم في تلاعبات واختلاسات مالية، وخصوصا خلال تنظيم مهرجان الفروسية الخاصة بالجماعة سنة 2014.
وأفاد أحد المعنيين بملف القضية لـ «الأخبار»، أن تصريحات المشتبه فيهم (الموظفان، المقاولون، الرئيس السابق، رئيس الجمعية…) يشوبها التناقض، وهو ما يزيد من الشكوك حول تورط بعضهم، علما أن أحد المقاولين المعنيين يتواجد حاليا داخل السجن، بعد إدانته في ملف إصدار شيكات بدون رصيد.
وتبقى التهم الموجهة إلى المجموعة قيد البحث والتدقيق في انتظار ما سيفرزه بحث قاضي التحقيق من قناعات.
ويذكر أن المجلس الجماعي صرف خلال مهرجان 2014 ما مجموعه 17 مليونا من ميزانية الجماعة، 10 ملايين سنتيم أحيلت على حساب الجمعية المنظمة للمهرجان، و4 ملايين سنتيم قيل إنها صرفت لتنظيم سهرة فنية، و3 ملايين سنتيم قيل إنها صرفت على التغذية، إضافة إلى أموال أخرى تم تدبيرها من خارج ميزانية الجماعة.