شوف تشوف

الرئيسية

مهاجر سري برتبة «رئيس»

يونس جنوحي
الزعيم الانفصالي للبوليساريو عاش أسوأ ساعات حياته في اليابان هذه الأيام، وبالضبط خلال القمة اليابانية الإفريقية التي ترأسها رئيس وزراء اليابان شخصيا.
ليست هذه المرة الأولى التي يُحرج فيها الانفصاليون، كلما أفصحوا عن رغبتهم في دخول اليابان بصفة رسمية للمشاركة في نسخ سابقة لهذه القمة، منذ أيام عبد العزيز المراكشي الذي انتقل إلى دار البقاء، دون أن يتحقق حلمه في انتزاع اعتراف بعض الدول الكبرى، أو دعمها على الأقل لفكرة الانفصال.
هذا الأمر جعل قيادة البوليساريو تفكر في حيلة دبلوماسية غاية في الغباء، تتمثل هذه الفكرة في ولوج اليابان بصفة «وفد دبلوماسي». وهذه تبقى هجرة سرية تستحق فعلا أن تدخل موسوعة للسبق في الإقدام على مثل هذه التجارب. الجزائر لعبت دورا كبيرا بطبيعة الحال في تحقيق هذه الخطوة، بمنحها للوفد جوازات جزائرية لكي يدخل أفراده إلى اليابان وإلى دول أخرى لا تعترف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، ويشاركوا في ملتقيات بصفتهم «وفدا» ضمن وفد دولة أخرى تدعم الانفصال بل وتموله.
اكتفى رئيس الجمهورية الوهمية بالتقاط صور للذكرى مع بعض القادة، ولم يفلح حتى في حيازة اهتمام الأمين العام الجديد للأمم المتحدة. فيما وزير خارجية اليابان منع الوفد من دخول الأراضي اليابانية، وأصدر فورا بيانا واضحا يرفض فيه توظيف القمة اليابانية الإفريقية لإحراج اليابان مع أصدقائها وشركائها. ولا نحتاج بطبيعة الحال إلى التذكير بالأنشطة الدبلوماسية المتبادلة بين اليابان والمغرب، والتي ركزت دائما على اعتبار المغرب شريكا لليابان في إطار انفتاحها على الدول الإفريقية وإبرام الشراكات مع دول المنطقة.
ماذا استفاد زعيم البوليساريو البديل سوى أنه أجرى حوارا تلفزيا، في إطار الحق في التعبير، وأطلق فيه جملة من الأكاذيب الجغرافية والتاريخية والسياسية وحتى الاقتصادية وتحدث عن دولة قائمة تريد الانفصال عن المغرب، بينما يتعلق الأمر بمجموعة من المخيمات التي يتاجر فيها مجموعة من الانتهازيين الذين تمولهم الجزائر وأنظمة بائدة في أمريكا اللاتينية، تعيش كلها مشاكل داخلية كثيرة وتصنف سنويا في ذيل الدول التي تحترم حريات الأفراد. هناك دول في أمريكا اللاتينية تدعم البوليساريو ما زالت تسجن مواطنيها، فقط لأنهم اقتنوا شرائح اتصالات للهاتف في السوق السوداء، أو تجاوزوا الحصة المسموح بها من استعمال الإنترنت شهريا. نعم، يحدث هذا في جل الدول التي تدعم تأسيس دولة مستقلة في الصحراء المغربية.
ما معنى أن يلجأ شخص يسمي نفسه رئيس دولة تبحث عن الاستقلال إلى استعمال جواز سفر دولة أخرى، لكي يحضر قمة بين واحدة من أكبر وأقوى دول العالم، وبين الدول الإفريقية مجتمعة؟
حاول مرافقو زعيم البوليساريو في وقت سابق، التقاط صور له مع وجوه من دول أخرى، على أساس أن يمارسوا بها «البروباغاندا» ويُظهروه لسكان المخيمات، الذين لا يتوفرون على وسائل اتصال مع العالم أصلا، كما لو أنه يلتقي رؤساء الدول ويقف معهم في الردهات وعلى مداخل قاعات المؤتمرات، على شاكلة الرؤساء الآخرين. لكن الحصيلة كانت مضحكة. صور رديئة في الزوايا الفارغة حاول خلالها الرئيس المفترض أن يفتح باب التواصل مع أعضاء في الوفود الأخرى جلهم نفروا منه فور ملاحظتهم أنه يمثل «البوليساريو»، وعاد في الأخير إلى الفندق صفر اليدين إلا من صور سخية مع الوفد الجزائري لا تصلح حتى أن تُعلق على الحائط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى