ذكرت بعض وسائل الإعلام أن الحكومة الروسية أرسلت ثماني طائرات من سوريا إلى بنغازي، لتنضم لما يسمى «القوات العربية الليبية المسلحة» أو «جيش الكرامة».
حدث ذلك بعد انسحاب القوات المذكورة من قاعدة عقبة بن نافع، أو قاعدة الوطية في الغرب الليبي، منذ بضعة أيام.
وعلى الفور بادر البعض إلى بث الشائعات، بأن الهدف من إرسال هذه الطائرات، هو استعادة السيطرة على تلك القاعدة الجوية الهامة في الغرب الليبي. وعدم السماح لتركيا باستخدام تلك القاعدة لدعم «قوات الوفاق».
يعني روسيا مع «الكرامة» وتركيا مع «الوفاق»!
أبشر بطول ندامة يا مربع!
ولدينا أكثر من «مربع» في ليبيا هذه الأيام مع الأسف!
ولا واحد فينا فاهم حاجة!
إشاعات من هنا وهناك تشير إلى دول معينة عربية وغير عربية، تدعم هذا الطرف أو ذاك وتمده سرا وعلنا بالمال والسلاح وبالمرتزقة أيضا!
وليس لليبيين والليبيات علاقة بكل ذلك، إلا أنهم هم الذين يقتلون وهم الذين يشردون وهم الذين يعانون من كل شرور هذه الحرب المجنونة!
أما المسؤولون عن كل ذلك، أما المجرمون الحقيقيون فإنهم هاربون هم وأسرهم ويتمتعون برعاية وحماية تلك الدول، التي قد لا يعرف بعض «قادتها» أين تقع ليبيا في خريطة العالم!
بل أخذتهم العزة بالإثم وظنوا أنهم مانعتهم أموال النفط الطارئة عليهم أو ما كان من أمرهم يوما ما في غفلة من التاريخ من غضب الله وعقابه، ونسوا أن الله شديد العقاب وأنه يمهل ولا يهمل.
وهكذا تم تدويل الحالة الليبية المعقدة والشاذة وإدخالها في دائرة الصراع الدولي، الذي يفترض أن لا علاقة لليبيا والليبيين به لا من قريب ولا من بعيد. ولكن ذلك بالنسبة إلينا يعني الكثير.
يعني أولا أن القتال الدائر بين الليبيين منذ سنوات ليس صراعا ليبيا من أجل الصالح العام الليبي، كما يدعي ويراه كل طرف، ولكنها حرب بالوكالة يقودها بعض الليبيين الذين رهنوا مصيرهم للأجنبي. ويخضعون بالكامل لأوامره وتوجيهاته!
ويعني ثانيا أنه يتم تضليل الليبيين والليبيات، حول حقيقةً هذا الصراع الدامي من قبل الطرفين المتصارعين عبر وسائل الإعلام التي يملكها أطراف النزاع المسلح، التي يدعي كل منها أنه هو الجيش الوطني وأن الطرف الآخر ميليشيات.
ويعني ثالثا أن الشعب الليبي مغيب تماما عن معرفة الحقيقة. وأصبح فقط هو الضحية وهو الذي يدفع ثمن هذه الحرب المجنونة، بفقد أبنائه وممتلكاته وأمنه وراحته واستقراره.
ويعني رابعا أن ما يسمى «المجتمع الدولي»، هو الشيطان الأخرس الصامت عن هذا التدخل الدولي البغيض في الشأن الليبي، رغم قرارات مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا.
ويعني خامسا وأخيرا، أن على الليبيين والليبيات وحدهم إيجاد الحل المناسب لمشاكلهم المزمنة.
ونرى أن أول خطوة ينبغي اتخاذها، هي أن ينتبه الشباب والرجال والنساء الليبيون والليبيات، الذين زج بهم في هذه الحرب المجنونة، إلى كل الحقائق المذكورة ويدركوا أنهم هم قبل غيرهم أول ضحاياها، فيلقوا أسلحتهم ويعودوا إلى بيوتهم، وعندئذ ستنهار كل الجبهات بكل أسمائها ومسمياتها، وقد يعود إلى الليبيين والليبيات رشدهم، فيخرج منهم من ينقذ البلاد والعباد من هذا الشر المستطير. فهل من مجيب؟
أيها المغرر بهم عودوا إلى بيوتكم وأسركم، ولا تكونوا وقودا لهذه الحرب التي لا ناقة لكم فيها ولا جمل.
لا أحد يريد الحرب.
لا أحد يريد التدخل الأجنبي في الشأن الليبي.
ولكن كيف؟
وهل يمكن أن يتم ذلك؟
هذا هو السؤال كما قال المرحوم وليام شيكسبير.
هل هو حلم؟
هل هي مجرد أمنية؟
الله أعلم!
يقول المثل المصري: «يا بلد عايزة ولد».
يبدو أن البلد الليبي عايزة ولد فعلا، أو مجموعة أولاد.
فأين هذا الولد؟
وأين هؤلاء الأولاد؟
أين عقلاء ليبيا؟
اللهم احفظنا واحفظ وطننا العزيز، وهيئ لنا من أمرنا رشدا.
نافذة:
القتال الدائر بين الليبيين منذ سنوات ليس صراعا ليبيا من أجل الصالح العام الليبي، كما يدعي ويراه كل طرف، ولكنها حرب بالوكالة يقودها بعض الليبيين الذين رهنوا مصيرهم للأجنبي. ويخضعون بالكامل لأوامره وتوجيهاته