محمد وائل حربول
واصلت مدينة مراكش تربعها على رأس قائمة المدن المغربية الأغلى معيشة، خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث كشفت المندوبية السامية للتخطيط، وفقا لآخر مذكرة لها صدرت، أول أمس الثلاثاء، أن مراكش احتلت الرتبة الأولى، بنسبة زيادة في الرقم الاستدلالي للأثمان بنحو 1.3 في المائة، متبوعة بفاس وطنجة بنسبة 1.1 في المائة، ووجدة بـ0.9 في المائة، ثم كلميم وبني ملال بـ0.8 في المائة، فالقنيطرة والرباط وتطوان بـ0.7 في المائة. بينما تم تسجيل انخفاض في الرقم الاستدلالي للأثمان، في كل من الدار البيضاء والرشيدية بـ0.1 في المائة.
وحسب التقرير ذاته، فقد سجلت المندوبية السامية للتخطيط أن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال الشهرين الماضيين، وعلى الخصوص أثمان الخبز والحبوب بـ2,9 في المائة، والزيوت والدهنيات بـ1,5 في المائة، والخضر بـ1,0 في المائة، والفواكه بـ0,5 في المائة، والحليب والجبن والبيض بـ0,4 في المائة.
وأوضحت مندوبية التخطيط أن الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك لشهر فبراير 2022، وهو الرقم الذي يقيس تطور أسعار عدد من المواد الغذائية مثل المشروبات والخضر، وغير الغذائية مثل الملابس والسكن والماء والكهرباء والغاز والصحة والنقل والتعليم، مشيرة إلى أنه بالمقارنة مع الشهر نفسه من السنة السابقة، فقد سجل الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك ارتفاعا بـ3,6 في المائة، خلال شهر فبراير الماضي.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فقد نتج هذا الارتفاع عن تزايد أثمان المواد الغذائية بـ5,5 في المائة والمواد غير الغذائية
بـ2,5 في المائة، بينما تراوحت نسب التغير للمواد غير الغذائية ما بين استقرار بالنسبة إلى المواصلات، وارتفاع قدره 6,0 في المائة بالنسبة إلى النقل.
وكانت «الأخبار» قد رصدت في تقرير خاص لها أن عددا من الحقوقيين والمواطنين على مستوى المدينة الحمراء، عبروا عن تذمرهم من الارتفاع المستمر في ثمن أسعار المواد الغذائية، حيث واصلت بعض المواد التي تستهلك بشكل مضاعف خلال شهر رمضان ارتفاعها، على غرار «البيض والقطاني وبعض الخضر واللحوم البيضاء والأسماك، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة».
واستنادا إلى ما سجلته الجريدة، فإن بعض المواد الغذائية عرفت «ارتفاعا مقلقا»، من ضمنها ارتفاع أثمان بعض الخضر، على غرار البصل الذي وصل ثمنه إلى 8 دراهم للكيلوغرام الواحد، والطماطم التي وصلت في بعض الأسواق إلى 13 درهما للكيلوغرام، فيما ارتفع ثمن بيع اللحوم الحمراء من جديد، حيث وصل في معظم الأسواق إلى ما يناهز 75 درهما للكيلوغرام الواحد، بعدما كان خلال الأسابيع الماضية لا يتجاوز 60 إلى 65 درهما، في حين ظل ثمن الدجاج الحي مرتفعا، حيث تجاوز ثمن بيعه في مقاطعات مراكش الخمس 20 درهما، ناهيك عن ثمن السردين الذي وصل إلى أزيد من 15 درهما للكيلوغرام الواحد.
وفي هذا الصدد، قال بوعزة خراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في تصريح خاص لـ«الأخبار»، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أصبح أمرا متجاوزا، على اعتبار أن المستهلك المراكشي والمغربي بصفة عامة أضحى مقتنعا بشكل كامل بأن أسباب ارتفاع أثمان المواد الغذائية، راجعة بالمقام الأول إلى تأخر التساقطات المطرية، والحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف خراطي أن المواد الغذائية والخضر ترتفع، خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، وذلك راجع إلى تهافت المواطنين المستهلكين عليها، مؤكدا في هذا السياق أنه كلما تهافت المستهلك على مادة معينة يتم رفع ثمنها، موضحا أن الخضر والفواكه ستكون متوفرة بشكل عادي خلال شهر رمضان الكريم، وطالب بعدم التهافت عليها، حتى لا يتم الرفع من ثمنها مجددا. وأشار إلى أن السماسرة والمضاربين هم المسؤولون عن ارتفاع الأسعار كذلك، مؤكدا أن جامعة حماة المستهلك قد راسلت الحكومة، لوضع حد للمضاربين.