منح 10 ملايين لجمعية تقتل الكلاب بمادة سامة ممنوعة بصفرو
صفرو: لحسن والنيعام
أوضحت معطيات صادمة كشفت عنها وثائق رسمية للمجلس الجماعي لمدينة صفرو، الذي يترأسه جمال الفيلالي عن حزب العدالة والتنمية، أن الجماعة تمنح لجمعية «تراخت» في أدائها لمحاربة هذه الكلاب، مبلغا ماليا محددا في 10 ملايين سنتيم، وأن هذه الأخيرة تستغل ملكا جماعيا عبارة عن سوق أسبوعي لتربية الخيول وترويض الكلاب، عوض أن تستغله وفق ما ينص عليه دفتر التحملات الذي وقعته مع الجماعة.
واللافت في هذه القضية، أن رئيس الجمعية أقر بوجود تراخٍ في أداء الالتزامات التي وثقت بين الطرفين، حيث صرح، في دورة فبراير لهذه السنة، بأنه تم إحصاء ما يقرب من 1600 كلب ضال في مطرح النفايات لوحده (مطرح غير مهيكل).
ومع ذلك، دافع رئيس المجلس الجماعي للمدينة عن تجديد الاتفاقية، وعارض المطلب الذي تقدم به عدد من المعارضين لإلغائها، وبرر هذا الدفاع بغياب بديل. والصادم في هذه المعطيات، أيضا، أن الجماعة تقر باستخدام مادة سامة، حيث رفض الطبيب البيطري الانخراط في المشروع، لأنه يعتبر أن الإجهاز على الكلاب الضالة عن طريق استعمال هذه المادة السامة الممنوعة أمر غير قانوني.
وقال محمد ليكاتي، أحد المستشارين في المعارضة، إن «جمعية الرفيق لتوعية الإنسان وحماية الحيوان» لم تلتزم بتنظيم حملات لمحاربة الكلاب الضالة، ولم تحدد خريطة جغرافية لمعرفة مكان تجمعها، ولم تقم بعمليات تحسيسة وتوعية، ودعا إلى إلغاء الاتفاقية التي بمقتضاها تقدم لها الجماعة مبلغ 10 ملايين سنتيم. وذهب عبد النبي نبيل، مستشار معارض، إلى أن الكلاب الضالة لم تنخفض في المدينة، بل ازداد عددها، رغم هذه الاتفاقية. وذكر المستشار فؤاد بوشامة بأن الجمعية تقاعست في أداء مهامها، وتراجعت بشكل كبير، قبل أن يضيف أن رئيس الجماعة وضع رهن إشارتها سوقا أسبوعيا مخصصا للماشية، لكن الجمعية استعملته في تربية الخيول. فيما طالب عبد الناصر القشابي بمحاسبة الجمعية بالنظر إلى تقرير أعدته لجنة جماعية يتحدث عن انتشار الكلاب الضالة.
ومن جهته، أشار رئيس الجمعية إلى أن انخراط طبيب بيطري سابق في الفترة ما بين 2016 و2017 في العملية أدى إلى نجاح وصفه بالكبير في مجال محاربة الكلاب الضالة، موردا أنه تم حقن ما يقرب من 1400 كلب، وأكد، في نهاية عرضه، على أنه تراخى في القيام بعمله خلال هذه السنة، «إذ لا يمكن أن تقوم الجمعية بعمل 7 هيئات»، بحسب تعبيره، موضحا أن الجمعية التي يترأسها تريد أن تشتغل على تعقيم الكلاب الضالة، و«المطلوب هو تكوين لجنة تتبع عملية محاربة الكلاب الضالة». أما رئيس الجماعة، فقد عاد ليشير، وهو يخفف من انتقادات الفعاليات المحلية، إلى أنه «عند إزالة كلب من مكان ما سيأتي كلب آخر يستقر في مكانه».