شوف تشوف

الملف السياسي

منتخبون يبسطون سيطرتهم على مشاريع الفلاحة بطانطان

محمد سليماني

 

وضع منتخبون نافذون بطانطان المديرية الإقليمية للفلاحة في موقف حرج حيال مشروع تربية الدجاج المزمع إنشاؤه بالمدينة. وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن هؤلاء المنتخبين النافذين ربطوا توفير العقار اللازم لاحتضان مشروع تربية الدجاج بإشرافهم المباشر على المشروع.

واستنادا إلى المعلومات التي (حصلت عليها «الأخبار»)، فإن وزارة الفلاحة، وفي إطار تنمية سلاسل الإنتاج الحيواني ضمن برنامج «المغرب الأخضر» الذي يروم النهوض بقطاع اللحوم والدواجن وإغناء السوق الوطنية باللحوم البيضاء ومشتقاتها، خصصت اعتمادا ماليا لمشروع تربية الدجاج بإقليم طانطان.

ومن أجل توطين هذا المشروع، قامت المديرية الإقليمية للفلاحة باختيار 14 متدربا من أبناء المدينة كانوا يتابعون دراستهم بمعهد التأهيل الفلاحي بكلميم، حيث جرى تكوينهم في مجال تربية الدجاج على أساس دفعهم بعد ذلك لتكوين تعاونية فلاحية ومنحهم الدعم المالي المخصص لهذا المشروع قصد إنشاء المشروع.

وبحسب المعطيات ذاتها، فقد رفض المتدربون إنشاء هذا المشروع، حيث طالبوا بتوظيفهم داخل الوظيفة العمومية، الأمر الذي رفضته المديرية الإقليمية للفلاحة. بعد ذلك، تم البحث عن طريقة أخرى لإنشاء المشروع، حيث جرى اقتراح تحويله إلى فلاحين وحاملي مشاريع، غير أن الهاجس الذي كان هو الحصول على قطعة أرضية ملائمة. ولأن مركز مدينة طانطان هو مركز صغير جدا محاصر بجماعات قروية بعضها «جماعات وهمية» لا وجود للسكان فيها، بل إن البنايات الموجودة فيها لا تتجاوز عدد أصابع اليد، كما أن السكان المحسوبين عليها يقطنون بمركز المدينة، فقد تم اقتراح توطين مشروع تربية الدجاج بتراب إحدى الجماعات القروية التابعة للإقليم، إلا أن رئيس هذه الجماعة، حسب المعطيات، ربط منح القطعة الأرضية بأن يكون هو حامل المشروع. وفي هذا الإطار، تم إنشاء تعاونية من أشخاص مقربين من هذا الرئيس ومن أتباعه، حيث يجري الآن تحويل الاعتمادات المالية لهذه التعاونية «المحظوظة».

هذا وكشف أحد الأشخاص أنه وضع طلبا لدى المديرية الإقليمية للفلاحة من أجل الاستفادة من دعم إحداث مزرعة لإنتاج البيض، غير أنه جوبه بعدد من العراقيل أمامه، بل إن أحدهم نصحه بأن هذا النوع من المشاريع المتعلقة بتربية الدجاج لن ينجح بمدينة طانطان لأن جوها حار. وهو مبرر مردود عليه، حسب حامل المشروع، بدعوى أن مدينة العيون المعروفة بطقسها الحار والجاف أكثر من مدينة طانطان، بها ما يقارب 300 مزرعة لتربية الدجاج.

وبحسب مصادر متطابقة، فإن السيناريو نفسه، والمتعلق باحتكار الدعم، وخصوصا في شقه المرتبط بالإنتاج الحيواني، يتكرر بإقليم طانطان باستمرار، حيث تستفيد وجوه معروفة ومنتخبون نافذون من حصص كبيرة من دعم الأعلاف والشعير وتربية الماعز، وخصوصا سلالة (الكابرا) التي يحصلون على كل مولود جديد منها على مبلغ 500 درهم كتحفيز ومتابعة ميدانية للتلقيح للحفاظ على هذه السلالة. كما حصل بعض النافذين أخيرا على مبالغ مالية كبيرة من دعم مخصص لتربية النحل، في حين لا يتجاوز عدد مربي النحل بالإقليم أربعة فقط ويتواجدون بمنطقة وادي درعة بعيدا عن الإقليم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى