شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرملف الأسبوع

مناصب قرار استراتيجية مغربيات يخترقن هيئات قارية وعالمية

حسن البصري:

يراهن المغرب على تسجيل حضوره في مربعات القرار بالهيئات والمنظمات القارية والعالمية. وحسب بلاغ صادر عن وزارة الخارجية، فإن المغرب نجح، خلال السنة الجارية، في تعزيز وجوده داخل المنظمات الدولية والإقليمية، إذ ظفر بما مجموعه 46 ترشيحا مغربيا لشغل مناصب شاغرة داخل هذه المنظمات.

“ولعل تنوع هذه المناصب داخل ثلاثين منظمة دولية وإقليمية مختلفة، يؤكد الثقة التي يضعها المجتمع الدولي في خبرات المغرب وتجربته وكفاءاته”، يضيف البلاغ.

صحيح أن المغرب نجح في اختراق مربع القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مناصب مسؤولية مهمة داخل منظماته الإقليمية، سيما داخل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والفرنكوفونية. كما تم انتخاب المغرب عضوا في المجالس التنفيذية لعدد من المنظمات المتخصصة، على غرار المنظمة البحرية الدولية، وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، ومنظمة التجارة العالمية..

لكن ما يهمنا في هذا الملف هو الحضور النسوي في دائرة القرار الدولي والقاري والإقليمي، حيث تقلد المغرب العديد من المهام وتحمل العديد من المسؤوليات، بل من هن من رفضن لعب الأدوار الثانوية، فتسلحن بما يكفي من “كاريزما” لخلق التميز والقطع مع لازمة “الرجال قوامون على النساء”.

واعتبرت مجلة “فوربس” في تعريف لها بشأن النساء “الأكثر نفوذا في العالم” بكونهن “الأذكى والأكثر تأثيرا”، وتابعت في نفس السياق أن هؤلاء يمكن العثور عليهن ضمن “القياديات والمستثمرات والعالمات، والرياضيات، والرئيسات التنفيذيات في العالم”.

في الملف الأسبوعي لـ”الأخبار”، رصد لنساء اخترقن مربع القرار فشكلن قوة دبلوماسية ناعمة.

 

لطيفة أخرباش.. على باب مفوضية الاتحاد الإفريقي

يراهن المغرب في سباق الترشح لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المكلف بالمالية، وهو أحد أكثر المناصب تنافسية، على اسم لطيفة أخرباش وعلى شخصيتها القيادية البارزة في مجالي الدبلوماسية وعالم الاتصال.

وجدت لطيفة نفسها في مواجهة مرشحة الجزائر سلمى مليكة حدادي، التي لا تملك نفس كاريزما لطيفة ولا تجاربها في العمل الدبلوماسي ولا مؤهلاتها العلمية.

مناسبة التنافس هي تجديد مؤسسات الاتحاد الإفريقي، حيث تعقد المنظمة القارية دورتها الـ38 للجمعية العامة يومي 15 و16 فبراير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء الدول. وستشكل انتخابات رئاسة ونائب رئاسة المفوضية أحد أهم أهداف هذا الحدث الكبير.

رمى المغرب بورقة لطيفة، التي تجمع بين السياسة باعتبارها امرأة استقالية، والدبلوماسية لكونها سفيرة سابقة، والتواصل ولأنها رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “هاكا”، وهي مهام قيادية تؤهلها للتنافس على منصب نائب مفوض بالاتحاد الافريقي.

هناك ثمانية مناصب عليا شاغرة في مفوضية الاتحاد الإفريقي، وتتعلق بمنصب الرئيس ونائب الرئيس وستة مفوضين، حسب ما أفادت مفوضية الاتحاد الإفريقي. وحسب قوانين الاتحاد فإن “الانتخابات تجرى وفق مبدأ المساواة بين الجنسين، بحيث تضمن أنه إذا كان الرئيس رجلا، يتم انتخاب امرأة لمنصب نائب الرئيس، أو العكس، وتتم عن طريق الاقتراع السري”.

هناك أربع مرشحات من شمال إفريقيا: الليبية نجاة الحجاجي، والمصرية حنان مرسي، وعملت أيضا في البنك الإفريقي للتنمية، إضافة إلى الجزائرية سلمى مليكة حدادي، وهي سفيرة سابقة للجزائر في إثيوبيا، ثم لطيفة أخرباش، التي تعد الأوفر حظا.

الرهان على أخرباش هو رهان على الكفاءة والخبرة الميدانية والجمع بين السياسة والدبلوماسية والتواصل. بل إنها اطلعت بمهام دبلوماسية متعددة، من بينها منصب سفيرة المغرب في كل من تونس وبلغاريا، إلى جانب مسؤوليات أخرى جعلتها مرشحة قوية لهذا المنصب.

 

بن دام.. أول امرأة تشغل منصبا قياديا بالمجلس الدولي للجمعيات النووية

تمكنت الخبيرة المغربية خديجة بن دام من تولي منصب النائبة الأولى لرئيس المجلس الدولي للجمعيات النووية، وهي منظمة دولية تأسست سنة 1990 وتجمع جمعيات نووية من جميع أنحاء العالم. وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب المرموق داخل المجلس الدولي للجمعيات النووية، الذي يمثل أكثر من 80 ألف مهني بالقطاع.

بفضل مسارها العلمي الناجح، أصبحت بن دام حاضرة بقوة باعتبارها خبيرة مغربية في المجال النووي، كما أن بلوغها هذا المنصب يعد “فرصة رائعة للخدمة، والتأثير والإسهام في تنمية ونجاح المجلس الدولي للجمعيات النووية”. كما تقول خديجة.

كما أبرزت أن هذا المنصب، الذي أسند لامرأة مغربية، “يعكس ريادة المغرب ونفوذه المتنامي على الصعيد الدولي، مشيرة إلى أنه يعزز أيضا إشعاع المملكة إقليميا وعالميا”.

وأضافت: “أتطلع إلى العمل مع زملائي القادة لإحداث تأثير كبير والنهوض بقطاعنا النووي على الصعيد العالمي”.

بن دام التي تمثل “المرأة في المجال النووي العالمي” ستتولى مهامها لعام كامل حتى انعقاد الجمعية العامة للمجلس بالتزامن مع المؤتمر العام التاسع والستين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

للإشارة فإن المجلس الدولي للجمعيات النووية هو منظمة غير حكومية معترف بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ويعمل على بلورة رؤى مشتركة والدفاع عن مصالح العاملين في القطاع النووي على المستوى العالمي.

ويعمل المجلس الدولي للجمعيات النووية، المعترف به كمنظمة غير حكومية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بمثابة منتدى عالمي للنقاش وبلورة أهداف مشتركة بين الجمعيات النووية، وكذا الدفاع عن مصالح المهنيين في هذا القطاع.

السيدة بن دام، وهي أول امرأة عربية وإفريقية يتم انتخابها في يناير 2023 عضوا في المجلس الدولي للجمعيات النووية، تؤكد في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن النجاح جهد ومثابرة وتفاعل مع متغيرات الظروف.

وتجمع السيدة بن دام بين تكوين أكاديمي متميز في المجال السلامة النووية سواء بالمغرب أو خارجه، وشغف كبير بالعمل الجماعي الهادف إلى تعزيز السلامة النووية، فهي خريجة المدرسة المحمدية للمهندسين في تخصص الهندسة البيئية، كما أنها حاصلة على شهادات جامعية ودبلومات أكاديمية في ميدان الحماية من الأشعة وفي الفيزياء النووية.

وحسب سيرتها الذاتية فإن سر نجاحها يرجع لقدرتها على تنظيم وقتها، “رغم الانشغالات المهنية والعلمية أحرص على التفرغ لأسرتي، سيما خلال العطلة الصيفية، تفاديا لأي تفريط قد يطول دوري الأساسي كأم وزوجة، كما لا أفوت فرصة ممارسة هوايتي المفضلة وهي الرياضة”.

للإشارة فإن بن دام، وهي مسؤولة منذ سنة 2015 عن عمليات تدقيق السلامة والأمن النووي والإشعاعي بالمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، تراهن على إسماع صوت المرأة المغربية، وذلك في مجال دقيق يتسم بوجود عدد قليل من النساء، ويتعلق الأمر بمجال السلامة النووية النووية.

 

بوعياش.. المغرب رئيسا لمجلس حقوق الإنسان بجنيف

سيظل يوم الأربعاء 10 يناير 2024 تاريخا محفورا في ذاكرة الحقوقيين، فهو يوم انتخاب المغرب لرئاسة مجلس حقوق الإنسان بجنيف، التابع للأمم المتحدة لسنة 2024. وقد كانت المنافسة حول هذا المنصب مشتعلة بين المغرب وجنوب إفريقيا، قبل أن يتم حسم الموقف لفائدة المغرب حين حصل ترشيح المغرب على أصوات 30 دولة من بين الأعضاء السبعة والأربعين في مجلس حقوق الإنسان، مقابل حصول جنوب إفريقيا على 17 صوتا فقط.

في تعليقها على هذا النجاح، قالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، إن انتخاب المغرب “حدث تاريخي” مضيفة أن الفوز هو “تتويج لمسار انخرط فيه المغرب منذ أكثر من 20 سنة، من أجل إحقاق الحقوق على المستوى الوطني، من خلال مقاربة تشاركية مندمجة لقضايا حقوقية مهيكِلة كمراجعة الدستور سنة 2011 ومراجعة مدونة الأسرة الآن، وكذا من خلال تفاعله مع المنظومة الدولية والآليات التعاقدية عبر توقيعه ومصادقته على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات وتقديم التقارير ومقاربته للإشكاليات الدولية”.

وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على أن المغرب اتخذ خيارا لا رجعة فيه بخصوص تكريس سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، وأن هذا الاختيار، المنصوص عليه في دستور 2011، أدى إلى زخم متواصل من الإصلاحات الرامية إلى ترسيخ الديمقراطية والمساواة بين المرأة والرجل والعدالة الاجتماعية والمجالية وضمان فعلية حقوق الإنسان في شموليتها والمشاركة الدامجة وتمكين الشباب من الانخراط في الحياة الاجتماعية.

وخلص البلاغ إلى أن المملكة المغربية، ستظل وفية خلال رئاستها، للنهج الذي سارت عليه طيلة ولاياتها الثلاث داخل مجلس حقوق الإنسان، بإعطاء الأولوية دائما للحوار والتآزر والتوافق وستواصل العمل بشكل نشيط، مع أعضاء المجلس وكافة المجموعات الإقليمية، من أجل تقوية وإشعاع هذه الهيئة المهمة في المنظومة الحقوقية للأمم المتحدة.

حين استقبل الملك محمد السادس سنة 2018، بالقصر الملكي بالرباط، آمنة بوعياش، وعينها رئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان خلفا لإدريس اليزمي. دعاها لحماية حقوق وحريات المواطنات والمواطنين، والنهوض بها ثقافة وممارسة، في نطاق احترام المرجعيات الوطنية والكونية في هذا المجال ومقتضيات دستور المملكة، الذي يعد بمثابة ميثاق متكامل لحقوق الإنسان، في أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

 

أزولاي.. مغربية الأصول تتربع على عرش اليونسكو

ولدت أودري أزولاي في 4 غشت 1972 في العاصمة الفرنسية باريس، بعدما هاجرت عائلتها من المغرب نحو فرنسا، وقضت طفولتها بين البلدين، ودرست في المدرسة الوطنية للإدارة بباريس دوفين، والتي تخرج منها عدد كبير من الشخصيات الفرنسية المرموقة، وكبار المسؤولين، على رأسهم الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، كما درست في معهد باريس للعلوم السياسية. وتولت حقيبة الثقافة الفرنسية في فبراير2016، وقضت طفولتها بين فرنسا والمغرب التي لها روابط أسرية ووجدانية به. أودري أزولاي هي ابنة أندريه أزولاي أحد مستشاري الملك محمد السادس ومن قبله والده الحسن الثاني.

تجمع الصحافة الفرنسية على أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظل يدعم وصول أول يهودية مغربية إلى منصب مدير عام اليونسكو، خاصة وأن أزولاي تلقت دراستها في المدرسة الوطنية للإدارة بين عامي 1998 و2000، كما درست في معهد باريس للعلوم السياسية عام 1996، وتحمل الماجستير في إدارة الأعمال والتي حصلت عليها من جامعة لانكستر البريطانية عام 1993.

وتتمتع المغربية أودري أزولاي المديرة الحالية لمنظمة الأمم المتحدة للتعليم والثقافة والعلوم (اليونسكو)، بكاريزما مميزة بالرغم من نحافتها، بل تملك قدرة هائلة على الإقناع، لذا تفوقت في اقتراع اليونسكو على منافسها القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، وأصرت على أن تخلف امرأة إمراة أخرى، فتأتى لها الجلوس على كرسي السمؤولية خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا التي تولت المنصب عام 2009.

وتنحدر أزولاي من عائلة مثقفة جعلت من مدينة الصويرة قلعتها، والثقافة الإنسانية مشتلها حيث عاشت عن قرب إصرار والدها على إقامة قداس ثقافي سنوي في الصويرة، أما والدتها وعمتها فكانتا كاتبتين وعملتا في قطاع الصحافة، وتتحدث أزولاي الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والعربية والعبرية.

وفي حياتها المهنية، تولت أوزلاي منصب رئيس مكتب القطاع السمعي والبصري العام في فرنسا، والمسؤولة عن استراتيجية وتمويل المنظمات في قطاع الإعلام، وعندما تعرف عليها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قام بتعيينها في منصب المستشار الثقافي له، وكانت المسؤولة عن الثقافة والاتصالات في حكومته من 2014 إلى 2016، ثم وزيرة للثقافة في حكومة مانويل فالس.

واجهت أزولاي خصومها، ووقفت في مواجهة أعداء النجاح دون أن تواجههم في ساحات المعارك الإعلامية، مصرة على ترديد عبارتها الشهيرة: “اليونسكو يجب أن تكون مركز النقاش والتفكير وليست مسرحا للمعارك”، وتؤكد أنها “الدرع التي تحمي التقدم العلمي، وتدافع عن التنوع الثقافي والقيم العالمية”.

 

الخمري.. مغربية تشغل منصب رئيسة لجنة الوقاية الأمنية من الأخطار

ولدت مريم الخمري في العاصمة الرباط وانتهى بها المطاف وزيرة للتشغيل في العاصمة الفرنسية باريس، بعد المرور عبر مجموعة من المحطات من طنجة إلى لي دو سيفر ثم بوردو. في 18 فبراير 1978 ولدت مريم في الرباط وسط أسرة ميسورة نسبيا حيث كان والدها يمارس التجارة ويتطلع إلى البحث عن أسواق جديدة في أوربا، وعاشت في وسط يؤمن بالدراسة والتعلم لأن والدتها كانت فرنسية الجنسية لكنها تدرس اللغة الإنجليزية، فقد ساد البيت جو التعلم، في ما كانت مريم تقضي وقتها في القراءة وممارسة هواية ركوب الدراجة بحيطة وحذر خاصة وأنها ولدت في اليوم العالمي للسلامة الطرقية.

انتقلت الأسرة الصغيرة المكونة من الأب والأم وثلاثة أبناء أوسطهم مريم إلى مدينة طنجة، للضرورة المهنية. أمضت مريم كامل طفولتها بالمغرب، ثم سافرت وعمرها تسع سنوات مع والديها إلى فرنسا، بعد أن قررت الأم العودة إلى بلادها، ورافقها زوجها والأبناء، هناك تابعت البنت تعليمها الثانوي، ثم أتمت تعليمها العالي بجامعة “السوربون” في تخصص القانون العام.

غير شاب يدعى لوبيك جان مسارها بتخصصه في العالم الرقمي، وأضحى متخصصا في محاربة “فيروسات” الأجهزة الإلكترونية، ومسؤولا بإحدى المؤسسات الكبرى في مجال الانترنيت، في ما واصلت مريم مشوارها بعد نهاية دراستها الجامعية، حيث التحقت ببلدية في الدائرة الـ 18 بالعاصمة الفرنسية لتصبح عضوا في “الحزب الاشتراكي”. بعد ذلك، التحقت ببلدية باريس حيث أسندت لها مهمة الأمن والوقاية من المخاطر الأمنية من قبل العمدة السابق، برتران دو لانوي، ساعدها لوبيك الذي أصبح زوجها، قبل أن تتقلد منصب المتحدثة الرسمية باسم العمدة آن هيدالغو خلال حملتها الانتخابية سنة 2014.

لا علاقة لزوج مريم بالسياسة، فهو يفضل الانشغال بالكمبيوتر، في عز الحملات الانتخابية، وكأنه غير معني بها، لكنه يحرص على الالتزام بدخول البيت مبكرا، لأنه يعرف انتظاراته كزوج مسؤولة دائمة الأسفار، لهما ابنتان، إحداهما في عقدها الثاني، وتحلم بأن تصبح ممثلة أو كاتبة مثل أبيها، علماً بأن مريم الخمري لا تحب الأضواء ولا تثير الجدل وليست لها حياة شخصية صاخبة، بل إنها ترفض إضافة اسم زوجها إلى اسمها وتكتفي بـ”مريم الخمري” ضدا على أعراف وتقاليد الكثير من المشهورات.

 

بن صالح.. على رأس المركز الأورو متوسطي للوساطة والتحكيم

تصنف مريم بن صالح في خانة النساء الرائدات، وهي أول امرأة مغربية تتقلد منصب رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. ولدت عام 1963، وحصلت على دبلوم المدرسة العليا للتجارة بباريس وعلى ماجستير في التدبير وإدارة الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية.

تجاوزت مريم الحدود الإقليمية وأصبحت رئيسة مجلس المراقبة بالمركز الأورو- متوسطي للوساطة والتحكيم، وهو منصب حولها من سيدة أعمال إلى مسؤولة على إشاعة ثقافة الوساطة والتحكيم. كونت حولها فريق عمل مكونا فقط من متمرسين مرموقين في مجال القانون وقضايا الأعمال في المغرب، بل يضم بموازاة مع ذلك عددا من الأعضاء النابغين من جنسيات فرنسية وإسبانية وإيطالية وبريطانية وألمانية وموريتانية وجزائرية وتونسية ومصرية وسعودية مما يعطيه شراكة كاملة تحيط بالمجال الجغرافي. هذا التنوع لا يفسد للمنظمة قضية، حيث يعمل الجميع على تكريس قيم التسامح من خلال وساطة تخفف من حدة المنازعات، حتى حين تندلع في دواخل التنظيم أعراض خلاف بنفحة سياسية تبادر مريم لتفعيل الوساطة الداخلية.

في إحدى تدخلاتها لشرح دواعي إنشاء تنظيم أورو متوسطي للتحكيم والوساطة، قالت بن صالح: “من بين طموحات المركز وضع آلية مستقلة رهن إشارة المقاولات للتخفيف من حدة المنازعات”، موضحة أن هذا المجلس الذي تترأسه سيحرص على السير الحسن لهذه الآلية في إطار من الشفافية واحترام الأخلاقيات والتوجهات الاستراتيجية والاستقلالية التامة. وشددت على كون المركز يعد أداة مكملة وليس منافسا لجهاز القضاء ويساعد على تحديث البيئة القضائية للمقاولات.

تشغل مريم بن صالح وهي واحدة من النساء الرائدات في المجال الاقتصادي بالمغرب، أيضا منصب مديرة عامة لشركة “ولماس للمياه المعدنية”، كما أنها عضو بمجلس بنك المغرب، وعضو إدارة جامعة الأخوين، ورئيسة المجلس الأورو متوسطي للوساطة والتحكيم، بالإضافة إلى كونها عضوا في مجلس وكالة التنمية الاجتماعية.

 

مريم شديد.. خبرة عالمية في النجوم والزلازل

ولدت العالمة الفلكية المغربية مريم شديد في درب الكبير، ومنه انطلقت لتصل إلى آخر نقطة في القطب المتجمد الجنوبي، ظهرت عليها مؤشرات النبوغ الدراسي مبكرا، ولاحظت والدتها مدى تعلقها بالنجوم حيث كانت تصر على التواجد في سطح بيت الأسرة وتراقب النجوم والنيازك حتى اعتقد والدها أن ابنتهما هي مشروع شاعرة الغزل العفيف.

ولدت مريم في عائلة بسيطة من أب وأم يناضلان من أجل تربية إطعام سبعة أبناء ثلاث بنات وأربعة أولاد، كان الوالد يشتغل طيلة اليوم في ورشة الحدادة، بينما كانت والدتها ربة بيت تذكرها بأن دور الفتاة هو الزواج والإنجاب ولاشيء سواهما.

في مدرسة المزرعة بدأت مريم مشوار الألف ميل، ومنها انتقلت إلى إعدادية المنصور الذهبي ثم ثانوية جمال الدين المهياوي، لتلتحق بكلية العلوم في جامعة الحسن الثاني حيث درست الرياضيات قبل أن تغير الوجهة صوب الفيزياء، لأنها كانت مهووسة بعلم الفلك.

في شهر أكتوبر سنة 1992 سافرت مريم إلى فرنسا، وتحديا إلى مدينة نيس، لاستكمال تعليمها في مجال الفلك الذي اختارته منذ طفولتها، في هذه المدينة السياحية كانت الطالبة تشتغل في أحد المطاعم لتوفير مصاريف الدراسة. وفي سنة 1996 حصلت على شهادة الدكتوراه في “النجوم والزلازل” بميزة الشرف، وهي أول دكتوراه تتم في مرصد وطني في فرنسا وأول مغربية تحصل على دكتوراه في علم الفلك.

في سنة 2001 تزوجت مريم من زميلها الدكتور جان فيرنن بعد أن أعلن إسلامه، تتذكر الفلكية المغربية جيدا هذا القرار، “عندما تعرفت على جان قلت لابد أن أضع حقائبي في مكان ما وأستقر، وأكون أسرة لأني كنت أحب كثيرا الأطفال وأريد أن تكون لدي عائلة”. تزوجت بجان في حفل بسيط وأنجبت ليلى وتيكو، واسم تيكو جاء باقتراح منها لأنها كانت معجبة بالعالم الفلكي تيكو براهي، الذي كان عالم القرن السابع عشر والذي بواسطة أبحاثه وأعماله المدققة عرف علم الفلك تطورا هائلا. ومع مرور الأيام أصبحت شديد خبيرة ومرجعا للباحثين فتوجت مسارها بمهام قيادية في تجمع الفلكيين العالميين.

استقرت مريم مع زوجها في مارسيليا واتفقا على اقتسام الأدوار، فحين تغيب الزوجة يسهر جان على تربية الأبناء، والعكس صحيح، لكن كلما اقترب موعد عودتها إلى بيتها بعد رحلة بحث طويلة تنتابها رغبة اللقاء بفلذات كبدها.

زارت مريم كل بقاع العالم، لكن شهيتها للسفر لا زالت مفتوحة، “سألني زميل لي ياباني الجنسية يعمل في وكالة الفضاء الأميركية ناسا، قائلا: هناك بعثات للمريخ يا مريم هل تهمكِ؟ قلت له نعم إن كنت تريد سوف أمضي في الحين”.

 

سلوى.. برلمانية في كتالونيا ومديرة حقوق الإنسان باليونسكو

دخلت مغربية الأصول سلوى الغربي عالم الشهرة في إسبانيا من بوابة حقوق الإنسان من خلال دفاعها عن التنوع الثقافي، فقد اختارت طيلة عقدين من الزمن في المهجر جبهة للدفاع عن المحرومين.

راهنت سلوى الغربي، المنحدرة من مدينة طنجة، على التفاعل الثقافي والوساطة ومكافحة العنصرية والتمييز العنصري، حيث تمكنت من تقديم إجابات ميدانية منذ أن استقرت بالعاصمة الكاتالونية برشلونة في سنة 1994.

ورغم أصولها الطنجاوية فقد نهلت العلم من العاصمة العلمية للبلاد، حيث درست القانون في جامعة فاس، بالرغم من تعدد الاهتمامات الفكرية، كما أن انخراطها المبكر في الهيئات الحقوقية مكنها من احتساء جرعات النضال وهي شابة.

شغلت سلوى الغربي ما بين 2002 و2012 منصب مديرة قسم حقوق الإنسان والتنوع الثقافي، والمسؤولة عن قسم إدارة التنوع في مركز اليونسكو بكاتالونيا، فخبرت القضايا المختلفة التي تهتم بها هذه المؤسسة الأممية.

“أتاحت لها مسؤولياتها فرصة الوقوف على الأسئلة والمواضيع التي تعنى بها اليونسكو في هذا المجال، واستطاعت بالتالي أن تجد لها مكانا إلى جانب الفاعلين الكتالونيين الذين يعنون بقضايا الهجرة”، كما جاء في شهادة المجلس الوطني للهجرة.

حتى بعد أن غادرت مركز اليونسكو في كاتالونيا، ازدادت قوة أكثر إبان مهامها كمستشارة للحكومة الكاتالونية، ولدى عمودية برشلونة، ومؤسسة إياروري، ومؤسسة جاومي بوفيل، والمعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط.

وطورت هذه المرأة المغربية المكافحة، تدريجيا، وعلى مدى أزيد من عشرين سنة، تجربة مهنية دولية، اختارت وضعها في خدمة عدد من مشاريع التدبير والتحسيس والاستشارة والبحث والتكوين في المجالات الاجتماعية والثقافية والتربوية والتعليمية.

لم تقتصر على وظائفها الرسمية، بل ترأست “جمعية أفكار”، وأصدرت مجموعة من المنشورات والبحوث حول مواضيع مختلفة مثل “الإسلام والمرأة في التقاليد الإسلامية” و”التقاليد والحريات” و”الخطابات الإعلامية حول الهجرة” و”الهوية والآخر” و”الهجرة والأزمة الاقتصادية”.

سجلت حضورا سنويا في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، حيث كانت تقدم محاضرات بدعوة من مجلس الجالية المغربية بالخارج، حيث عرضت نماذج من مسارات استثنائية استطاع مغاربة العالم تحقيقها في المجال السياسي.

 

المتوكل.. بطلة القفز على الحواجز بغرفة قيادة اللجنة الأولمبية العالمية

حين اعتزلت البطلة المغربية نوال المتوكل سباقات السرعة، لم تكن تعتقد أن القدر يقودها صوب بطولات أخرى، فقد حصلت تباعا على جائزة المسار الرياضي المتميز التي منحتها إياها مؤسسة لوريوس الدولية، وحين تسلمت الجائزة وصفتها الممشطة بأنها “تعد بدون أدنى شك واحدة من أكثر السفيرات الرياضيات تأثيرا”.

وعبرت نوال المتوكل عن سرورها بنيل هذه الجائزة وقالت مخاطبة أعضاء أكاديمية لوريوس التي تتمتع بعضويتها: “لقد فزت في مسيرتي الرياضية بالعديد من الجوائز لكن جائزة اليوم هي الأغلى.قبل عشر سنوات قال نيلسون مانديلا إن الرياضة تملك القوة لتغيير وجه العالم. حقا إنها غيرت حياتي رأسا لقد علمتني قوة العزيمة والتميز والعمل على تحقيق الحسن اليوم والأحسن في الغد”.

ومن جهته ، قال رئيس مؤسسة “لوريوس أوورد سبورتس ” البطل العالمي والأولمبي الأمريكي السابق إدوين موزيس “لقد تخطت نوال خلال مسيرتها الرياضية حواجز كثيرة. وكان لها تأثير فعال على دور المرأة في المجتمع المغربي. فهي تعد من القلائل الذين صنعوا الفارق في كل ما قاموا به”.

ويذكر أن نوال المتوكل، قد عينت من طرف رئيس اللجنة الأولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ رئيسة للجنة تنسيق الألعاب الأولمبية التي ستقام عام 2016 في ريو دي جانيرو، لتكون بذلك أول امرأة تسند إليها هذه المهمة، كما تتمتع وزيرة الشباب والرياضة السابقة بعضوية اللجنة الأولمبية الدولية منذ عام 1998 وتم انتخابها عضوا باللجنة التنفيذية سنة 2008، وهي السنة التي عهد لها فيها برئاسة لجنة التقييم التي أوكلت إليها مهمة اختيار المدينة المنظمة لأولمبياد 2016.

وكانت نوال المتوكل، وهي أيضا عضو مجلس الاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ عام 1995، قد ترأست كذلك لجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2012، مع العلم أنها تتمتع أيضا بعضوية لجنة تنسيق ألعاب لندن 2012.

كما كرست البطلة الأولمبية نوال المتوكل حضورها المستمر في أروقة اللجنة الأولمبية الدولية، بتعيينها مرة أخرى عضوة في لجنة التواصل، إلى جانب عضويتها بلجان الشؤون العامة والتطور الاجتماعي بالرياضة، ومنسقة الدورة الرابعة لدورة الألعاب الأولمبية للشباب 2022 بدكار بالسينغال، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية بلوس أنجلوس 2028، فضلا عن تقلدها مهاما قيادية من قبيل عضوة المكتب التنفيذي، ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ورئيسة لجان تقييم المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد 2016. كما أعيد تعيين البطل الأولمبي والعالمي هشام الكروج، الذي انتخب سنة 2004 عضوا باللجنة الأولمبية ولجنة العدائين لمدة ثماني سنوات، كعضو في لجنة محيط العدائين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى